هل عجزت السعودية باستنجادها بـمجلس الأمن؟!
إكرام المحاقري
نقلت وكالةُ “رويترز” خبرا عن مطالبةِ السعودية لـمجلس الأمن للتدخل لوقف القصف اليمني وتهديد أمن الطاقة العالمي باستهداف المنشآت النفطية، يأتي هذا العجزُ والتباكي بعد ما يقارب 6 أعوام من العدوان والقتل الحصار والتشريد والخنق والموت البطيء لأبناء الشعب اليمني، ويتزامن مع نهب للثروات اليمنية وارتكاب الفدائح في المحافظات الجنوبية القابعة لسطوة الاحتلال.
حتى وإن تجاوب مجلسُ الأمن الدولي مع عويل ابن سلمان، ماذا عساهم أن يقدّموا من أوراق لوقف الضربات البالستية اليمنية الموجعة؟! وماذا سيكون العذر؟! هل سيكون إنسانيا، حَيثُ ولم يسقط جريح ولا قتيل واحد إثر استهداف محطة توزيع أرامكو في السعودية، وهذا ما اعترفوا به بألسنتهم، أم سيكون عذرا اقتصاديًّا وقد استباح تحالف العدوان أرض اليمن وسماءه وأحرق الأخضر واليابس بكل تعنت غير مستجيب للمبادرات الإنسانية اليمنية، خَاصَّة مبادرة السلام للرئيس (المشاط)؟! وغير مبال بكلِّ ما تم الاتّفاق عليه من اتّفاقيات في السويد ومسقط وغيرها، وعن أية معادلة يتحدثون؟! ولماذا يريدون لأنفسهم أن يكونوا في موقف الضحية وهم الوحوش بعينها؟! والعالم يعرف حقيقتهم جيِّدًا.
والأجدر بهم هو مراجعة واسترداد ثمن “الباتريوت” والبطاريات الدفاعية الأمريكية، والتي لم تستطع التصدي للصواريخ والمسيّرات اليمنية في كُـلّ عملية تستهدف العمق السعودي، ولهم وقفة خَاصَّة مع هذه الدفاعات الجوية الفاشلة والواهنة، بعيدًا عن العويل والاستنجاد بدول العالم والمطالبة بالإدانة والحماية.
فالقيادة اليمنية قدّمت شروطها ألف مرة من دون تجاوب لتحالف العدوان، ولا يوجد حَـلٌّ غير تلك الشروط للحفاظ على سلامة المنشآت الحيوية والحقول النفطية والمواقع العسكرية الاستراتيجية في العمق السعودي، من الصواريخ والمسيّرات اليمنية، غير رفع العدوان والحصار والاعتراف بالهزيمة، وقد يكون الأخير هو ما اعترفت به المملكة السعودية حين استنجدت بـمجلس الأمن الدولي، كما أن الردَّ المشروع على تحالف العدوان ليس محصورا على مملكة الرمال وحلب ما تبقّى في ضرع البقرة الحلوب بطريقة يمنية، بل إن الدورَ سيأتي على الإمارات وليس هذا ببعيد، وقد تكون عملية توازن الردع الخامسة من نصيبهم، وقد تكون رسالةً كافيةً لانسحابهم من الأراضي اليمنية، لن نستبق الأحداث فالأيّام القادمة حبلى بالمفاجآت، وإن غداً لناظره قريب.