كلّا لئن لم ينته
إبراهيم عطف الله
كالعادة تقذفُ السعوديةُ نارَ حقدِها على المدنيين، ولا تفرِّقُ بمذابحها بين إنسان أَو حيوان، وتستمرُّ بتوغلها بجرائم القتل وارتكاب الفظائع بحق الشعب اليمني.
الحالُ المسيطرُ الآن على تحالفِ العدوان يفسّر بشكل أو آخر واقع أزمته المتفاقمة في الإصرار على القتل بإسراف، وتعميق الأزمة الإنسانية في البلاد التي تستدعي بطبيعة الحال ردودَ فعلٍ مشروعة لردع النزعة الدموية التي تتصف بها، ستة أعوام من العدوان والحصار والقصف والدمار، يقابلها ستة أعوام من الرد اليماني والضربات الموجعة، والاستهدافات المباشرة للعمق السعودي، بالتزامن مع الإرشادات والنصائح والتحذيرات التي تطلقها القيادةُ اليمنيةُ مع كُـلّ جريمة يرتكبها النظامُ السعودي الأمريكي.
رسائلُ كافيةٌ لمن أراد سلامةَ رأسِه وأرضه ومنشآته، تأتي الجريمة ويأتي الردُّ سريعاً، ردّ مقابل جرائمهم وأخذ بثأر الأطفال والنساء وحتى الحيوان، في إطار العين بالعين والسن بالسن، لعلَّ وعسى أن ينتهيَ العدوُّ من عدوانه ويكفَّ عن جرائمه، تأتيه صفعة تلو الصفعة ولا يفقه منها شيئاً (إِنْ هُمْ إلّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ).
ملوكُ الجُرم والإجرام والظلم والاستكبار، إلى متى سيحالفهم هذا الغباءُ القاتل والكبر والغرور؟! ألَم يأنِ لهم التفكر في ما قد حدث لهم منذ سته أعوام؟! ألم يحن الوقت لتلافي أخطائه ومراجعة حسابة وإجرامه بحق شعبنا اليمني؟!
يُمعن فراعنةُ الخليج في القتل والاستهداف، وكأنهُ يقول ما من عاصم لكم اليوم من طائراتي، بل ويثق كُـلَّ الثقة بأن الأنظمة العربية والعالمية كافة لا تتجرأ ولا تتفوه بحرفٍ واحدٍ ضد ما يقومُ به من خبث وإجرام.
لكن طالما تخفّت الأنظمة العربية والعالمية عن قول الحق، واختبأت تحت مظلة سلمان وابنه الورع المهفوف، مظلّلاً عليهم بكثرةِ أمواله، ولا زالت ساكتة عن قول الحقيقة لترضع الحليب السعودي بتناثر أشلاء الأطفال الأبرياء، فالشعبُ اليمنيُّ وكيلُه الله القاهر والمهيمن، والشاهد على جرائمهم والمطلع على مظلوميتنا، وإننا كشعب يمني مُعتدَى عليه لن نغفلَ عن حقِّنا في نصرة مظلوميتنا والرد على عدوانهم وجرائمهم.
بعين الاعتبار، لا أمم متحدة ولا مبعوثها الأممي ولا المنظمات العالمية ولا مجلس الأمن ولا جامعة الدول العربية ولا غيرها أدانت أَو استنكرت جرائم تحالف العدوان في اليمن منذ بداية عدوانهم حتى اليوم، والتي ظهرت مؤخّراً حقيقةُ كُـلِّ هؤلاء المرتشيين بالمال السعودي، وظهر موقف كُـلّ واحد منهم.
تكالب علني عالمي في حربٍ مفتوحة ضد اليمن أرضاً وإنساناً، جرائمُ مستمرة بحقِّ اليمنيين، ولا تجد استنكاراً دوليًّا أَو ضغطاً أمميًّا لوقفها، فالمنظمات الدولية والأممية تتعمّد تصدير مواقف ضبابية في تعاطيها مع التصعيد المستمرِّ للعدو، أما استهداف المدنيين ومساكنهم المكتظة بالأطفال والنساء فهي أقل شأنا وأهميّة لدى الأمم المتحدة من استهداف خزان نفطي، كرد مشروع على القتل والحصار اليومي الذي يتعرّض له الإنسان اليمني.
أين هي حقوق الطفل والمرأة؟! أين الحقوق والقوانين الإنسانية؟!
أين غُيبت هذه الحقوق والقوانين من سجلاتكم يا من تدعون السلام والاستقرار وحقوق الإنسان؟! فهي في الحقيقة سجلات من خارجها حقوق الطفل والمرأة، ومن جوفها ومقصدها قتل الطفل والمرأة، وقوانين السكوت في زمن الرشوة والارتزاق.
أخيرًا.. هذه الجرائم المستمرة هي ما أوصلت دولَ العدوان إلى تلقي ضربات موجعة في عمقها الحيوي والاقتصادي حين اتكأت على عامل ترهيب بمذابح ومجازر، وهي التي فرضت على المقاتل اليمني تسخير قوات ردع صاروخية وجوية متطورة تمكّن من خلالها تثبيت معادلة ردع قاسية طالت أهمَّ المقومات العسكرية والاقتصادية للعدو.
وما ضربة أرامكو إلّا درسٌ من منهج، ومن لم يستوعب درس قدس2 سيستوعب إن شاء الله درس قدس3 وقدس4 (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)