هل تعي الحكومة رسالة قائد الثورة بعد تحذير الرئيس؟!
منير الشامي
التقى قائدُ الثورة السيد العلم عبدالملك بن بدر الحوثي -يحفظه الله ويرعاه-، برئيس وأعضاء حكومة الإنقاذ وعدد من قيادات الدولة، يوم أمس الأول، خلال اختتام الورشة الثانية من ورش إنجاز خطة الحكومة للعام 2021م، والتي ناقشت الأولوياتِ لكلِّ الوزارات والمؤسّسات والتنسيق لتحقيق التكامل المؤسّسي لتنفيذها في إطار الرؤية الوطنية للعام 2021م
وأكّـد قائدُ الثورة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في لقائه بالمشاركين في الورشة، أهميّةَ هذه الورش في تحديد الأولويات الواقعية والحقيقية التي تواجه التحديات وتحقّق الطموح وتراعي الواقع والظروف، كما تطرّق قائد الثورة إلى الأسس الرئيسية التي يجب أن تسيرَ عليها الحكومةُوجميع مسؤولي الدولة خلال المرحلة القادمة، مثل استشعار المسؤولية في جميع الأعمال وأهميّة العمل الصالح في مقام المسؤولية؛ باعتبَاره ثمرةَ الإيمان، وأهم عوامل النجاح في الأعمال ومن أبرزها التوفيق والرعاية والعون من الله، مُشيراً إلى أن التخطيطَ الواقعي والمدروس يقوم على تحديد الأولويات المهمة المرتكزة على التأهيل والتفقد والمتابعة والمراجعة والرقابة والتقييم، مؤكّـداً أن الارتباط الإيماني والعلاقة القوية مع الله يمثّل محور النجاح والتوفيق.
واستعرض قائد الثورة، نماذجَ من الآثار السلبية لها على الإنسان والحياة؛ باعتبَارها قائمةً على الاستغلال والامتهان ومنفصلة عن القيم والمبادئ والفطرة السليمة، وأشَارَ إلى أهميّة تجسيد الهوية الإيمانية؛ باعتبَارها الأهمَّ في مقام المسؤولية، وأن المسؤول ليس منفصلا عن الهُوية الإيمانية، أَو أنه لا يحتاج إليها بعيدًا عن المظاهر والقشور التي لا تُعبّر عن الإسلام وأصالته، وشوهت الإسلام في العديد من البلدان، ولم تقدم أية خدمات أَو رعاية أَو عناية لشعوبها؛ باعتبَار الإسلام في أصالته هو عمل يخدم الأُمَّــة ويقوم على رعايتها.
وأكّـد السيد القائد أهميّة التنسيق بين جميع أجهزة الدولة ومؤسّساتها في إطار المسؤولية الجامعة؛ باعتبَارها تكاملية وأن المسؤولية في هذا الظرف وفي ظل التحديات القائمة والعدوان الجائر على البلد تعتبر شرفا للمسؤول أن يكون له دور في مواجهة التحديات القائمة وباعتبارها مقاماً للعطاء والبذل والتضحية، وليست منصباً للأخذ وتحقيق المكاسب الشخصية.
ودعا قائد الثورة في ختام اللقاء، جميع المسؤولين في الدولة للقيام بواجبهم في خدمة الشعب اليمني الصابر الصامد، متمنيا التوفيق لهم جميعاً.
ومن الواضح أن النقاطَ السابقة التي ركز عليها قائد الثورة نقاط حساسة وهامة جِـدًّا، بيّن في مجملها المواصفات والشروط التي يجب أن تتوافر في جميع موظفي الدولة من رئيس الدولة وحتى أصغر موظف فيها، وبلّغهم برسالة مهمة جِـدًّا يجب أن يعوها جميعاً، مفادها أن كُـلَّ واحد منهم ملزم باستيفاء تلك الشروط وتجسيد تلك المواصفات في واقعه العملي، ليكون كُـلّ واحد منهم القُدوة المثلى للموظفين في وزارته أَو مؤسّسته، وَبذلك فقد بين لهم خطته في محاربة الفساد، وحدّد لهم أن القاعدة الرئيسية للقضاء على الفساد في مؤسّسات الدولة هي الاستقامة الذاتية وتفعيل الرقابة الداخلية في نفوسهم، وهذا لن يتحقّق إلا بالتزامهم بالأسس التي تطرق إليها.
رئيسُ الجمهورية كان قد صرّح في لقاء سابق له قبل بضعة أَيَّـام، إلى أن تقييمَ بعض أعضاء الحكومة للفترة الماضية لم يتعدَّ مستوى الدرجة الصفرية وأعلن عن فرصة أخيرة لمدة شهرين للجميع ليخرج المتقوقعون منهم من دائرة الفشل ويحسن الآخرون من مستوى نجاحهم، فجاء لقاء قائد الثورة بعد لقاء الرئيس ليوضح لهم أسسَ وأركان النجاح في أعمالهم من جهة، ولإكمال الحجّـة عليهم من جهة أُخرى، وبإمْكَانهم جميعاً النجاحُ بتفوق خلال الفرصة الأخيرة، ما يعني ويؤكّـد أن معركةَ القضاء على الفساد قد بدأت، وهذا الأمر هو ما يجب أن يعيه مسؤولو الصف الأول في الدولة في السلطات الثلاث بوجه خاص، وجميع الموظفين بالجهاز الإداري للدولة بشكلٍ عام، وعلى الجميع أن يدركوا أن الأمرَ جدي وليس من قبيل المزايدات السياسية ولا على سبيل الفقاقيع الإعلامية، فقيادتنا كانت وما تزال قيادةَ قول وفعل، وهو ما شهد به الأعداء وجسدته المواقف في وضح النهار، وقد أعذر من انذر، وإن غداً لناظره قريب.