للمرتزقة: ما هكذا يكون الاستقلال
مرتضى الجرموزي
بات اليوم قطيع كامل من البشرية يشاطر الأحرار في يمن الإيمان والحكمة احتفالهم بعيد الجلاء (عيد الاستقلال) في 30 نوفمبر من كُـلّ عام، كذكرى تحريرِ الجنوب وخروج المستعمر من هناك يجرُّ أذيالَ الخزي والعار بعد أن عاث الفساد والاحتلال لما يزيد عن مِئة وتسعة وعشرين عاما قضاها في جنوب اليمن قتلاً ودماراً وتمييعاً وفساداً.
وبفضل الله ثم بفضل المخلصين من أبناء شعبنا اليمني العظيم في شمال الوطن وجنوبه، تداعى الرجالُ وهبوّا في ثورة لإخراج المحتلّ وهو ما تحقّق وحصد شعبنا اليمني العظيم الانتصارات، وأعلن الاحتلالُ البريطاني هزيمته في 14 أُكتوبر وأُرغم على الخروج من الجنوب، حَيثُ كان خروج آخر جنوده في 30 نوفمبر 97م الذي شهد خروج آخر أقزام المحتلّ، لتعمّ الأفراحُ ربوعَ اليمن السعيد، ليجعل الشعب من 30 نوفمبر يوماً وطنياً خالداً في ثنايا التاريخ.
وفي الوقت الذي يحتفل فيه كافّةُ أحرار اليمن ورجاله، دولته سياسته عسكره وقيادته الثورية ومجاهديه وقبائله الحُرّة الأبية بهذا اليوم المبارك والأغر، وبإشراقة شمس الجلاء والتحرّر من العبودية والاحتلال الذي مُورس بحق الشعب اليمني الذي ما كاد ينفك وهو يقاوم المحتلّ القديم والذي ظهر اليوم بحلّة جديدة سعودية، نرى اليوم قطعانا من المرتزِقة المأجورين يحتفلون بيوم الجلاء يوم الاستقلال، وهم قد ارتموا بأحضان الغزاة ذات القالب الجديد، نراهم يرتمون بأحضان وتحت أقدام تحالف العدوان السعودي الأمريكي البريطاني الصهيوني كمرتزِقة، وفي نفس الوقت يحتفلون بأعياد الشعب الثورية.
طبعاً شرُّ البلية ما يُضحك، كيف يروق لهم الاحتفال بيوم الاستقلال وبالأعياد الوطنية وهم في سياقِ الارتزاق يسيرون ويقاتلون أبناء جلدتهم، ويدمّـرون بُنية شعبهم التحتية مقابل إعادة الغزاة بأشكالهم المختلفة ومسمياتهم المتعددة!؟
أية حُرّية لهؤلاء العلوج في الوقت الذي نراهم عبيدا ومنحطين؟!
أيُّ استقلال لهؤلاء الأقزام في الوقت الذي نراهم أذلة صاغرين مكبلين بقيود الارتزاق صغارا لا دين عاد إليهم، ولا وطن حافظوا عليه، ولا شرعية أعادوها، وهم في خط الارتزاق يسيرون؟!
نقول لهم ونحن ندرك أنهم يعرفون مقدار حجمهم، خيانتهم وعمالتهم وارتمائهم بأحضان عتاولة الاستكبار، كيف لكم أن تحتفلوا بهذا اليوم وقد انسلختم من وطنيتكم بعد ارتكابكم الحماقات الجسيمة والخيانة الفظيعة بحق الشعب والثورة والاستقلال والسيادة؟!
ثم أين تجدون خيراً من وراء السعودية والإمارات وتحالف العدوان؟!
فكيف تُرتجى الحُرية ممن ليس له الحرية حتى لنفسه، وكيف يُرتجى الاستقلال والسيادة ممن هو بذاته عبيد للصهاينة والأمريكان يعيش الإذلال والمهانات على مدى عقود من الزمان؟!
ثم كيف يُرتجى إعادة الشرعية والديمقراطية من مملكة لم توفر الشرعية لنفسها، وهي تحتل شعبها المكبلّ بقيود العبودية للنظام الباغي الذي بدوره يُدين بالولاء والطاعة للصهاينة والأمريكان؟!
لقطعان المرتزِقة: كونوا على ثقةٍ بأن فاقدَ الشيء لا يُعطيه، ستظلُّ خيانتكم وصمة عار ستقاضيكم الأجيال وسيحاسبكم الشعب، وصدقوني أنكم ستُطردون من مواطن غربتكم وارتزاقكم، وسيُرمى بكم إلى سلة النفايات مرتزِقة منحطين أضعتم الوطن وبعتم الدين وأبحتم كراماتكم لمن لا يمتلك لنفسه ضراً ولا نفعاً ولا حياة ولا كرامة، وهو في سوق الارتزاق آبق أمثالكم، صغير ومنحطّ لا كرامة له ولا دين ولا مقدّسات، وليس هكذا يكون الاستقلالُ والاحتفالُ به يا عديمي المرؤة والشرف الإنساني..