في مرحلة خلس ظهور الفاسدين.. لماذا العويل؟
إكرام المحاقري
من الواضحِ للجميع أن محاربة الفساد واقتلاع جذوره من مؤسّسات الدولة وغيرها، هدف رئيسي من أهداف ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014م، ومن المعلوم أن هناك أشخاصاً كانوا وما زالوا محسوبين على شلة الفساد تسلّقوا على كتف الثورة ليكونوا ثوارا، ولتكن الثورة مطية لهم من أن يلبسوا عباءة الوطنية من جديد، حَيثُ وقد خلعوها أثناء توقيع المبادرة الخليجية في الـ 2011م، وقالوا إنها مفسدة صغيرة أوأدت مفسدة كبيرة.
لنأتي إلى المهم من الأمر، وإلى من شعروا بمغص شديد وحرارة مرتفعة حين لمسوا واقعا جديّا لمكافحة الفساد، والذين لطالما بحّت حلوقُهم وهم يتذمرون من (أنصار الله) ولماذا يسكتون من فلان وفلان وفلان، ولم يُقدّروا حتى أولويات الصراع مع العدوّ، وحين كُشف الستارُ عن المستور، تعذروا بانتمائهم لثورة سبتمبر وأنهم قاموا بثورة ضد الفساد، والكثير منهم وضع نفسه بـمقام الوطن، وقال: نحن قدّمنا شهداء، وهل دماء الشهداء سالت إلا؛ مِن أجلِ سلامة الدين والوطن من الفساد والفاسدين؟!
والغريب هو موقف ذلك الشخص البسيط والذي وقف في موقف المرتهن لذلك الفاسد حين أعطاه بعضا من المال، وتعالت صرخاته وعلا عويله قائلا: لماذا لم يقوموا بمحاربة الفساد من أعلى الهرم؟! ولماذا يتم استهداف “الأمناء” في هذا الوقت بالذات وهناك من هو فاسد أكثر منهم؟! حتى أنه وجّه الخطاب القاسي لرئيس اللجنة الثورية (محمد علي الحوثي)، وكَثيراً من المواقف التي ليست إلا تطبيلا للفاسد ونقطة سوداء في حق شخصه كائنا من كان.
قانون محاربة الفساد لن يقف عند حَــدٍّ معين، ومصلحة الجميع تقتضي في مصلحة الوطن واستقلاله، وتطبيق دستور القرآن الكريم على أرض الواقع، وليرضخ الفاسدون للقانون، ولعل رضوخهم وتعاونهم يحسب نقطة بيضاء في سطور فسادهم، ونحن لا نرقب من اللجنة الثورية والقيادة في المجلس السياسي الأعلى إلا كُـلّ جميل.
فمثلهم لا يحكم بحكم المنتقم، وللفاسدين عبرة في العائدين إلى حضن الوطن بعد أعوام من الخيانة، فحضن الوطن يتسع للجميع لكن لا يتحمل ذرة الفساد؛ لذلك على الجميع التجاوب بإيجابية مع الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.
وليكن ما مضى من العشوائية والتلاعب بأوراق الدولة درسا لما تبقى من الأيّام القادمة، سواء لمن يمثلون الدولة والوطن أَو من يمثلون بقايا فساد آل الأحمر في مكاتب العقارات وغيرها، فمسار التعديل قد بدأ دون تراجع، وليكن الجميع في مصلحة الوطن دون استثناء، وما هذه الخطواتُ إلا البدايةُ في تسكين سرطان الفساد، والقادم سيأتي بالدور على جميع الفاسدين دون استثناء.