صنعاء تحتفل بذكرى 30 نوفمبر وعدن تلغيها
عبدالفتاح حيدرة
سلام الله على صنعاء ووعي وقيم ومشروع قيادتها الحرة، صنعاء التي تحتفل بذكرى يوم الـ30 من نوفمبر، يوم عيد الجلاء، يوم طرد المستعمر البريطاني من عدن ومن المحافظات الجنوبية، يوم إعلان تحرّر واستقلال المحافظات الجنوبية، بينما قيادات وسلطات عدن تحاول اليوم أن تلغيَ من ذاكرة أبناء المحافظات الجنوبية ذكرى يوم الجلاء، ذكرى ركل آخر جندي بريطاني من المحافظات الجنوبية، حتى لا تغضب عليهم بريطانيا أَو لقيطتها الإمارات المستعمرة الجديدة، صنعاء في هذه الذكرى تحتفل بركل المستعمر البريطاني القديم وتتحضّر لركل الجديد، بينما تحاول أدوات بريطانيا استهلاك طاقات أبناء المحافظات الجنوبية في قضايا تافهة وَكلام فارغ يحرّمهم حتى من الاحتفال بذكرى طرد مستعمرهم القديم.
إن ما يحدث في صنعاء من تحرّر واستقلال، وما يحدث في عدن والمحافظات الجنوبية من تبعية وارتهان، هو نتيجة وليس سببا، فنتيجة تحرّر واستقلال صنعاء هو الانتصارُ الدائمُ على المستعمر القديم والجديد، أما ما يحدث في عدن فهو سلسلة من اضمحلال قبول التبعية والارتهان، اضمحلال بدأ ولن ينتهيَ إلّا عندما ترجع عدن لصوابها؛ لأَنَّ أسبابه قائمة ولم تختف بعدُ حتى يحين وقت تبني القول والفعل ضد الغولة البريطانية، وقتها فقط ستوضع الأمورُ في نصابها، أما ونحن نرى اليوم أدوات المستعمر البريطاني القديم ومرتزِقة الاستعمار البريطاني الجديد وهم يمنعون أبناء المحافظات الجنوبية حتى من التفكير الحر والتعبير المستقل للاحتفال بذكرى طرد المستعمر البريطاني، أَو حتى في الحديث عن مشاكلهم الحقيقية ومعاناتهم اليومية، فَـإنَّ أدواتِ التبعية والارتهان للمستعمر البريطاني هي من تحكم المحافظات الجنوبية.
إن الإذعان لأدوات المستعمر البريطاني في الجنوب اليمني، قد يفقد أبناء المحافظات الجنوبية المصداقية في أمور هامّة؛ لأَنَّهم لليوم لم يكونوا موضوعيين حتى في الأمور التافهة، مثل التمترس خلف الدعوة للتحرّر من بلدهم والاستقلال عن اليمن، يا سلام والفكرة التافهة هذه التي تطالب بها نفسك من التحرّر والاستقلال عن وطنك، وتدعي أن أبناءَ بلدك هم المستعمرون والمحتلّون لك، وتحارب بلدك وأبناء بلدك من على دبابة المستعمر البريطاني الذي أجليت آخر جندي له في 30 نوفمبر 1969م، إنها خدعة تافهة كبرى يمارسها المستعمر البريطاني وأدواته، لمواصلة الاستعمار والاستغلال والاستبداد.
الاحتفال بذكرى الـ30 من نوفمبر يعني أن التحرّرَ والاستقلالَ اسمه نضال؛ لأَنَّك تواجه قمعَ مستعمرٍ، وتدفع ثمن تلك المواجهة من وقتك وجهدك ومستقبلك ومن حريتك الشخصية، وربما تدفع حياتك نفسها ثمنا لدفاعك عن قضية تحرّرك واستقلالك؛ وَلذلك لا يناضل ضد المستعمر البريطاني اليوم إلّا من قرّروا دفعَ الثمن والتضحية؛ مِن أجلِ الآخرين، أما من يحسبون أنفسهم من المناضلين وهم يرفعون شعارات مستعمرهم القديم فهذا استحمار كبير، سببُه الجهلُ والتعصّبُ والتخلّفُ، الذي توزعه أدوات الاستعمار البريطاني الجديد على أدوات التبعية والارتهان سيئة الخلق رديئة السلوك، تختلق ردود أفعال جماهير غاية في الانحطاط، تدعمها أفكار ثقافية وإعلامية وسياسية، لتضييع قيم وإلغاء مبادئ أبناء المحافظات الجنوبية التي ضحت؛ مِن أجلِ يوم الـ30 من نوفمبر.