ستندمون في الدهر مراراً
محمد الضلعي
الوطنُ سيبقى لأبنائه الذين ضحّوا لبقائه وسيندحر كُـلّ شيء، وسوف تتبخر أيةُ شعارات رُفعت من هنا وهناك للعملاء والمرتزِقة والمحتلّين في حين توحدت مصالحهم فترة من الزمن، فعبثوا وكان أبناء الوطن المخلصون هم وحدَهم فقط من دفعوا الثمن نتيجة هذا العبث.
فستعطي الأيّامُ والمواقفُ دروساً لكل بائعي أوطانهم، ونحن على دراية أن لدى بائعي الأوطان الرغبةَ في توعية أبنائهم بأن الخيانة مؤلمةٌ وثمن بيع الوطن بخس وخزي وعار، لكنهم يكابرون ولا يفصحون حتى لا يضعون أنفسَهم في مواقف أكثر إحراجاً، وسوف يسألهم أبناؤهم لماذا بعتم الوطن وما الثمن الذي قبضتموه ولمن؟!، نحن لا نريده، نحن كنا نريدكم أحراراً نتشرف بأبوتكم لنا ونفاخر بكم، وسيقول الأبناء في أنفسهم ليتكم لم تقبضوا الثمن وليتكم أحراراً.
عواقب ونتائج لا بُـدَّ أن تكون هي طبيعية لهذه المهنة الرخيصة، ما الوضاعة التي تكتسيهم وما الجبن الذي يسكنهم وما الوقاحة التي يتشدقون بها؟!
لكل شيء بداية وهراء وتلفيق وتوصيف وادِّعاء للوطنية، لكن في المقابل هناك وقائع تكشف وتوضح وتجلّي الأمور على العامة، وللعامة أن تحكم، وبما أن لكل شيء بداية، فَـإنَّ لكل شيء نهاية تفضح وتعري وتوصف سيرة الحق من الباطل، وعلى خلفية كُـلِّ هذا كان تحالف ابن الوطن المرتزِق مع عدو هو في الأَسَاس يخدم اليهود والنصارى ولا يحمل أيَّ مبدأ من مبادئ القيم أَو الوفاء لعميلة المرتزِق الرخيص، فحين اكتملت الحلقةُ المخزية أقدم على عمل فتوى لعملاء الارتزاق تصف حليفة بالخيانة والإرهاب، وحينها أدرك التابعون أنهم ضحية ذنوب ارتكبوها بحق أبناء بلدهم بالقتل والخراب والدمار في بلد قتلته الحروب والأنظمة الفاسدة.
حين من الدهر يبقى أو مضى منه الكثير، وكل شيء سيكون أكثر وضوحا وبنسبة مِئة بالمِئة، الجميع سيعرف مظلومية الأحرار في يمن الإيمان؛ لأَنَّ الحق ثابت لا يتزحزح، وأن الباطل والتلفيق سيتلف ويتنادر مع مرور الزمن، وهكذا هي طبيعة الحياة.
دعونا من المرتزِقة وأذيالهم، وتعالوا إلى من بقي في الوطن لوطنيته، أن الوطن هو عزُّنا وعلينا العمل لأجله ومن أجله ولأجل مستقبل أولادنا، وكلٌّ منا في ثغر من ثغور الوطن، البلد اليوم بحاجة أبنائه أكثر من أي وقت مضى بالتكاتف والتعاون والتراحم والصبر على عناء المعيشة؛ لأَنَّنا محاصرون محاربون دون تذمّر.
ولا تغفلون عن الأعداء، فهم حريصون على الخراب بأي وضع وبأية أدَاة، فكونوا لهم بالمرصاد واصبروا وصابروا ورابطوا حتى تنجلي، وبفضل الله وعونه وتأييده سننتصر، وسنعلو ببلدنا وبأيدينا وفي وبلدنا سوف نصنع ونزرع ونحصد ونكتفي، وسينزعجون من ازدهار بلدنا، وسنعرّي الذين هم أعراب الخليج حكام أمام شعوبهم، وسنثبت للعالم القريب والبعيد من حولنا أن إرادتنا وطنية بحتة ليست عمالة لأي بلد أَو طرف أَو طائفة كما يدعون بعمالتنا لها، نحن في بلدنا وسندافع عن ترابه، وسنبني ما دمّـرته أداة الحرب والفساد والارتزاق، وبإذن الله ننال التوفيقَ والسدادَ.