في أربعينية الشهيد الوالد الأُستاذ حسن زيد
عبدالملك الحجري
جمعتني بالراحل الكبير الشهيد المناضل/ حسن زيد عدةُ محطات نضالية داخل وخارج اليمن، شهدنا معاً خلالها منعطفاتٍ وطنيةً متعددةً كانت تتجلَّى فيها حنكةُ ودهاءُ الشهيد في التعامل مع المستجدات السياسية، كان يقرأُها بعمقٍ من زاوية الفيلسوف والمفكِّر قبل زاوية السياسي المحنك.
نتفق أَو نختلف مع وجهةِ نظره وأدائه السياسي، ولكن في الأخير نجمع عليه؛ باعتبَاره كان أحدَ أهم وأبرز الزعماء السياسيين اليمنيين المؤثرين في الساحة الوطنية؛ بحكم خِبرته وتجربته السياسية الطويلة وخلفيته الفكرية الواسعة.
منذ استشهاده وحتى اللحظة، أجدُ نفسي عاجزاً عن إيفائه حقَّه بالكتابة عن بعض صفاته وبعض الذكريات التي جمعتني به خلال السنوات القليلة الست الماضية…، لا سِـيَّـما وأنني حتى اللحظة غيرُ مقتنع بعد أن حسن زيد المفكر والسياسي المخضرم والصديق العزيز قد غادرنا فعلاً، كم كنت أشعُرُ بالفخر والاعتزاز عندما يناديني بـ صاحبي.. ولا أخفي سرًّا أنني كنت أفتخرُ وأعتزُّ بهذه الكلمة أكثر من اعتزازي بوصولي إلى موقع رئيس حزب سياسي وأنا في السادسة والعشرين من عمري، ومع استمرار صعودنا في المحافل السياسية، استمر اعتزازي الشخصي بصداقة هامة وطنية عملاقة بحجم الشهيد حسن زيد..
على رغم ما تعرض له الراحلُ الكبيرُ في حياته إلَّا أن اللهَ عز وجل استجاب له أُمنيتَه التي طالما تمنَّاها وكرّرها، وسقطت بتحقّقها كُـلُّ الشائعات والسخريات التي أطلقها الأقزامُ في حقه طوالَ مسيرة حياته السياسية، فبِاستشهاده دخل التاريخَ من أوسع أبوابه كواحدٍ من أهم ساسةِ اليمن ورجاله في القرن الواحد والعشرين، في وداع مهيبٍ يليقُ بتاريخِه النضالي الوطني.
وهنا أقولها بكل صراحة: أجدُ أنه برحيل المناضل حسن زيد لم يعد للسياسة لا شم ولا طعم، وفقَ المَثَل الشعبي الدارج؛ نظراً لديناميكيته في تحريك المياه السياسية الراكدة على الدوام.
حسن زيد ما زلت حيًّا في قلوبنا.