العملاء سيتصالحون بتوجيهات عليا
محمد يحيى الضلعي
مع التطورات الجديدة ستشهد المنطقة مزيداً من التغيرات نتيجةَ كَثيرٍ من المعطيات، تُدارُ هذا الوقائعُ بعيدًا عن العشوائية وكل المستهدفين في اللعبة أغبياء جِـدًّا، اللهَ اللهَ ما العتمة هذه التي تغشى قلوب الأعراب في الخليج ومحيطها!!، وما الاستصغار للعقول وَالعبثية في جدل القضايا كأوراق لعب لليهود والنصارى!.
وكعادتهم وبأُسلُـوبهم المعتاد، في نهاية الفترة تجري المراجعة ويتم التقييم لدول الهيمنة وملف المنطقة العربية أحد هذه المِلفات.
ما يجري من تصريحات هنا وهناك عن المصالحة الخليجية بين قطر من جانب والإمارات والسعودية والبحرين من جانب آخر هي لعبةٌ لا يلعبها المنفذون، فهم مغلوبون عن أمرهم في الوقت المحدّد تم الأمر بالمقاطعة والاختلاف وتم التوجيه بالتراشقات الإعلامية وتم التعرية، كُـلٌّ ضد الآخر وكأنها بالمجمل وبالفصيح حتى تكشفوا فضائحَكم أمام شعوبكم، أي ستفضحون أنفسكم بألسنتكم؛ لأَنَّنا لسنا فارغين لسوء أعمالكم.
وعلى ما تم خلال سنوات الاختلاف الخليجي كُلٌّ أفضى ما بجعبته من الفضائح وما كان مخبئاً؛ لأَنَّ سياسة اليهود والنصارى تستدعي هكذا أدوار وهكذا مغفلين ومنبطحين.
فالإدارة الأمريكية متغيرة وقد تم خلالها الاختلافُ، وكل طرف قدم الجزية عنوةً ونكايةً بالآخر، أي من يدفع أكثر، وتم التوريد وتقديم التنازلات في المال والقيم والمبادئ، وتم أَيْـضاً ادِّخار كَثيراً من الاحتقان العربي العربي نتيجةَ هذه الأزمة.
وفي هذه اللحظة جاء التغيير وتمت الإشارةُ للطرف المحدّد بالصلح وسيتم ذَلك؛ لأَنَّ مصالح أمريكا وإسرائيل تستدعي ذلك، فهناك إتاوات ومنح مالية لا بُـدَّ أن تقدَّم بالمجمل ولا بُـدَّ أن يكونوا متصالحين.
الخليجيون أنفسهم لا يعرفون على ماذا اختلفوا وتقاطعوا ولماذا الآن سيتصالحون، هم أنفسهم لا يعرفون؛ لأَنَّهم ينفذون فقط وليس لهم صلاحية الاختيار وحتى الاستفسار عن سبب قيامهم بذلك.
ففي لحظة واحدة، بثت القنوات والوكالات والمواقع الإخبارية خبرَ إرهاب هذه الدولة ومقاطعتها، وتتابعت التصريحات السياسية، في المقابل من الجانب الآخر تعاملت بالمِثل وفضحت ونشرت، وكأن الخلافَ جذري بين أعراب هم جميعاً لا يملكون شيئاً من كرامة أَو حرية أَو استقلالية في القرار.
وعندما قرّرت أمريكا جمعَهم؛ لأَنَّ هدفها من تفريقهم تم، بدأت الوسائل الإعلامية والتصريحات السياسية تذكّر بحق الجار والمحيط العربي الذي تجاهلوه سنواتٍ، لكنه مبرّر فقط لتنفيذهم أوامر الشيطان الأكبر.
إن ما يمر به العرب والمسلمين اليوم مدعاة للضحك والسخرية، لقد رمونا في نفق مظلم نتصارع فيه فيما بيننا لا ندري لماذا ومتى سنفيق منه حتى يقرّر أُولئك الذين يتسلقون على رقاب المنبطحين والعملاء منا لينفذوا أجنداتهم الهدامة والقذرة.
يا أُمَّـة ضحكت من جهلها الأمم.. ألسنا في نعمة كبيرة ونتمتعُ بحرية وكرامة، أمَا أدرك اليمنيون أنهم يقودون أنفسهم وبكرامتهم دون انتقاص؟!.
على العرب والخليج خُصُوصاً أن يتعلموا من جيرانهم اليمنيين معنى الكرامة والاستقلال والحرية والعزة، ليدركوا جيِّدًا أن ما دفعناه من الأرواح والشهداء كان ثمناً لما يفتقدونه، وعندها سيعرفون أن موقفنا في التضحية هو الخيارُ الصائبُ والحل الأنسب للعيش بكرامة وسط هذا العالم القذر والذي تحكمه عصابةٌ ماسونية مستعلية تقتاتُ على الآخر وتنظُرُ للبقية كصغار لا يستحقون الحياةَ الكريمة.
تعلموا منا يا أشباهَ الرجال وتصالحوا مع أنفسكم وضمائركم قبل أن تتصالحوا مع جيرانكم وإخوتكم وعلى ماذا تختلفون؟.. هل على من يقدَّمُ لهم أكثرَ؟ هل أنتم مضطرون للتسابق في تقبيل أقدامهم؟ أنتم عملاء بدرجة واحدة ولا مقامات في العمالة ولا امتيَازات، فالمقياسُ واحدٌ والنتيجةُ حتميةٌ واحدةٌ، فاصحوا من سباتكم يا أضحوكةَ العصر ومسخرةَ العالم.