ما وراء التصعيد الأمريكي البريطاني شرق البلاد: مشروع أنابيب النفط الخليجي؟
الجيش الأمريكي يعلن عن تواجد قواته قبالة السواحل الشرقية
المسيرة | تقرير
أعلنت الولاياتُ المتحدة، أمس الثلاثاء، عن تواجد قوات أمريكية قبالة سواحل المحافظات اليمنية الشرقية، الأمر الذي يأتي ضمن تحَرّكات أمريكية بريطانية تصاعدت مؤخّراً بشكل ملحوظ هناك، وأعادت فتحَ مِلفات مطامع دول العدوان ورعاتها في تلك المحافظات، وبالذات في ما يخص مشروع أنابيب تصدير النفط من دول الخليج إلى البحر العربي وخليج عدن، والذي كانت السعودية قد بدأت بالفعل محاولات تنفيذه في محافظة المهرة المحتلّة.
وزعمت القيادة المركزية الأمريكية، أمس، أن “مدمّـرةً” تابعة للجيش الأمريكية تمكّنت من ضبط قارب يحمل شحنة مخدرات في البحر العربي، وذلك بعد أَيَّـام ادِّعاء بريطاني بتعرض سفينة تجارية لهجوم قبالة سواحل المهرة، عقب زيارة مشبوهة للسفير الأمريكي إلى المحافظة نفسها تحدث خلالها عن مكافحة “الإرهاب والتهريب”.
وقبل يومين، اجتمع الفارّ المرتزِق علي محسن الأحمر، بمساعد وزير الخارجية الأمريكي، بالتزامن مع تداول عدة وسائل إعلام أنباءً عن إنشاء غرفة عمليات أمريكية بريطانية في المهرة.
سلسلة أحداث مرتبطة بشكل واضح، تضاعف مؤشرات تصعيد أمريكي بريطاني مستمر يستهدف المحافظات الشرقية، وقد جلبت هذه المؤشرات معها إلى الواجهة أمرين: الأول دعايات “مكافحة الإرهاب والتهريب” التي بات من الواضح أن الولايات المتحدة وبريطانيا تحاولان استخدامها كغطاء للتصعيد، والأمر الثاني هو المطامع التي يأتي لأجلها هذا التصعيد، والتي تعيد فتح عدة ملفات منها مشروع أنبوب نقل النفط الخليجي عبر المحافظات الشرقية إلى البحر العربي وخليج عدن، كخطة استباقية للهروب من احتمالية إغلاق مضيق هرمز في حال المواجهة مع إيران، الأمر الذي سيضرب صادرات النفط الخليجي في مقتل.
هذا المشروعُ كان ضمن المطامع الواضحة للسعودية منذ بداية تحَرّكها لاحتلال محافظة المهرة، حيث حاول الاحتلال بدء مد أنبوب نفطي عبر المحافظة إلى بحر العرب، وهو ما واجه معارضةً كبيرةً من قبل الحراك الشعبي الرافض للاحتلال هناك.
ويأتي هذا المشروع ضمن مطامع العدو المرتبطة بخططه الاقتصادية والسياسية معاً، فالسيطرة على المحافظات الشرقية تأتي كمحاولة لإبقاء الوصاية على اليمن وسواحلها ولو جزئياً بعد ثبوت فشل تحالف العدوان في تحقيق أي انتصار عسكري أمام قوات والجيش واللجان، وتزايد هذا الفشل بشكل كبير مؤخراً.
ويمكن ربطُ هذا المشروع بالتحَرّكات الأمريكية البريطانية الأخيرة في المناطق الشرقية وبالذات المهرة، خُصُوصاً في ظل التغييرات التي تشهدها المنطقة العربية بأكملها والتي تتبلور فيها ملامح توجّـه واضح لتشكيل معسكر واحد يتضمن دول الخليج وإسرائيل بإشراف غربي، تحت عنوان “تحالف” ضد إيران ومحور المقاومة، ولا شك أن حساسيةَ مضيق هرمز في هذه المعادلة قد أُخذت بالحُسبان، وهو ما ترجمته بوضوح التحَرّكاتُ السعودية الواضحةُ لمد أنبوب نفطي عبر محافظة المهرة.