علماء المقاومة: معركة “وعد الآخرة” اقتربت وصوت المقاومة سيدحر الاحتلال ويسقِط العملاء
مفتي الديار اليمنية: من يحمل قضية القدس هو من يناصر قضايا الأُمَّــة ومن يخون فلسطين ارتموا بأحضان الأعداء
الزهار: معركة وعد الآخرة اقتربت وعلينا مواجهةُ الخونة والأعداء أينما حلّوا
النخالة: لن نهربَ عبر الاتّفاقيات المخادعة وسنسعى لوقف العدوان علينا وعلى أمتنا جمعاء
قاسم: التطبيع فضح الخونة وأظهر من هم الأحرار ومن الآن لن ينخدع المقاومون الشرفاء
حمود: التطبيع سيكون هباءً منثوراً ومقاومتنا ستزداد قوةً ورسوخاً وإيماناً
شهرياري: لا مجالَ للاستسلام وصوتُ التقريب والوحدة سيرفعُ صوتَ المقاومة
في مؤتمر “انتفاضة الأُمَّــة لمواجهة مؤامرات التطبيع ومشاريع التصفية”:
أكّـدوا أن اتّحاد الأُمَّــة حول القضية الفلسطينية سيشكل ثورةً حضاريةً ضد الأعداء
المسيرة: خاص
انطلقت في العاصمة اللبنانية بيروت، أمس الثلاثاء، فعالياتُ المؤتمر العالمي السادس لاتّحاد علماء المقاومة، تحت عنوان “انتفاضة الأُمَّــة في مواجهة مؤامرات التطبيع ومشاريع التصفية”، وذلك بمشاركة عددٍ من العلماء من دول محور المقاومة.
وفي المؤتمر، أكّـد مفتي الديار اليمنية –رئيس رابطة علماء اليمن– العلامة شمس الدين شرف الدين، أن “من لهم موقف من الشعب الفلسطيني ولا يرون نصرة الشعب الفلسطيني ولا تحرير الأقصى أمرا ضروريا هم الذين يقفون في الموقف المغاير تماماً وذهبوا لتبرير تطبيع بعض الأنظمة العميلة كالإمارات والبحرين”.
وقال مفتي الديار اليمنية: إن “التجارب أثبتت أنه كلما اتّجهت البُوصلة نحو فلسطين وتحرير الأقصى، كلما اتّحدت المواقفُ في كثير من مواقف الأُمَّــة الإسلامية”.
وَأَضَـافَ: “مَن يعتقدون بضرورة وجوب نُصرة الشعب الفلسطيني وتحرير الأقصى الشريف هم أنفسُهم من يناصرون سائرَ قضايا الأُمَّــة الإسلامية ولا يخشون في الله لومةَ لائم”، وقال: نهدي إليكم تحيات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- الذي يبارك عقد هذا المؤتمر، ويدعو دائماً لتحرير عقول وضمائر الأُمَّــة وإعادة بوصلة العداء تجاه الغدة السرطانية “إسرائيل”.
وأكّـد العلامة شمس الدين شرف الدين، أنه “لا قلقَ مهما كانت التحديات ومهما كانت الصعوبات، وقد أثبتت التجاربُ أنه كلما ثبت الناس وأصر الناس على المقاومة كلما تحقّق نصر الله”.
وأشَارَ إلى أن “الجيش اليمني ولجانه الشعبيّة يحقّقون الانتصارات تلو الانتصارات كما تحقّقها حركات المقاومة الفلسطينية”.
وبارك العلامة شرف الدين “هذا الاجتماع ونشد على أيديكم وندعو بقية علماء الأُمَّــة الساكتين للتحَرّك الفاعل والصادق مع الله”، فيما نقل “تحيات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- الذي يبارك عقد هذا المؤتمر، ويدعو دائماً لتحريرِ عقول وضمائر الأُمَّــة وإعادة بوصلة العداء تجاه الغدة السرطانية إسرائيل”.
وفي ختام كلمته، قال مفتي الديار اليمنية: “إن كان لأُولئك أرباب من دون الله، فَـإنَّه ليس لنا إلَّا رب واحد، ولا وجهة إلَّا جهة العبودية لله سبحانه وتعالى، والله غالب على أمره”.
من جهته، أكّـد الشيخ ماهر حمود -رئيس اتّحاد علماء المقاومة-، أن التطبيع ليس إلَّا هباءً منثوراً، والمقاومة للكيان الصهيوني ستزداد ثباتا ورسوخا.
وَأَضَـافَ “أن التطبيع أتى نتيجة الفشل في المؤامرات على فلسطين”، مؤكّـداً عدمَ التخلي عن القدس.
وقال “إن المؤتمر يُعقد لمواجهة (ثقافة الاستسلام) وتشويه ثقافة الإسلام، مما يؤدي في النهاية إلى الاستسلام للكيان الإسرائيلي وللسياسات الأمريكية في المنطقة”.
ولفت الشيخ حمود إلى أن إطلاق اسم “الوعد الحق” على سلسلة المؤتمرات التي ينفذها اتّحادُ علماء المقاومة يأتي في مواجهة الوعد الكاذب الذي يصادف 103 سنوات على وعد بلفور.
وحول الملفات التي بحثها المؤتمرُ، أشار الشيخ حمود إلى أن “مواجهة التطبيع ودعم المقاومة والتأكيد على حتمية زوال (إسرائيل)، خيارات لا مناص عنها، إضافة إلى بحث سبل وآليات مواجهة السياسات الأمريكية في المنطقة”.
من جانبه، أوضح الشيخ نعيم قاسم -نائب أمين عام حزب الله-، بأن اتّفاقيات التطبيع كشفت الجانبَ المستور لأنظمة العمالة العربية وألغت المنطقة الرمادية التي تستر بها الخونةُ.
وأكّـد الشيخ قاسم، أن “أنظمة الخليج لم تكن يوماً مع فلسطين؛ ولذا لم تدعم يوماً مقاومتها وإنما كانت تدعم خطوات التسوية والتنازل وتستخدم أموالها لشراء الذمم للتخلي عن القضية ودعم الاستكبار العالمي”، معتبرًا أن “التطبيع كشف المستور وأظهر الخونة وأبرز المقاومين والداعمين، ولم يعد الموقف الرمادي موجوداً، ورأينا كيف سعت الأنظمة الديكتاتورية في البحرين والإمارات والسودان والسعودية إلى الموقف الخياني تّجاه قضية الإنسان”.
وقال: “هرولوا؛ مِن أجلِ كراسيهم وطعنوا القضية الفلسطينية، ولكن هناك إيجابيات وهي أن لا ينخدع المقاومون بالمستسلمين والمخادعين، ومن السلبيات المزيدُ من الضغط على فلسطين وداعميها”.
وفي ذات السياق، أوضح الأمينُ العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة في كلمته، أن “اتّفاقيات التطبيع تهدف لتثبيت القدس عاصمة للكيان وتجاوز تداعيات ذلك الإعلان”، مؤكّـداً “أن اغتيال العالم فخري زاده هو معاقبة لإيران على مواقفها الإسلامية الثابتة”.
ودعا الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي “الشعب الفلسطيني وقواه الحية إلى عقد مراجعة نقدية وجدية لاتّفاق (أوسلو) وإعادة الحسابات، والبحث الجدي في مآلات التعايش مع العدو”، لافتاً إلى أن “الذين يعتقدون أن تحالفَهم مع الكيان الصهيوني في مواجهة شعوبهم، يحميهم إلى الأبد، واهمون”.
وأكّـد النخالة أن “الهروب إلى الأمام، كما فعلت السلطة بعد الحوارات الأخيرة ولقاء الأمناء العامين، والتحلل من الالتزامات الوطنية، لن يعيد شيئاً، وإنما سيكرس وقائعَ جديدةً على الأرض، وسيعطي بعض الأنظمة العربية شرعية لما قامت به من عمليات التطبيع”، مُشيراً إلى أن “رئيس السلطة في لحظة مراجعة”، واعتبر “تطبيع الإمارات والبحرين طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني”، متسائلاً “فماذا جرى لتتحول طعنة الظهر إلى عناق وصمت على ما يجري؟!”.
واعتبر النخالة أن “ما يجري اليوم، هو قفزة أُخرى للمشروع الصهيوني في العمق العربي، متجاوزًا حدودَ (سايكس بيكو) التي وضعت لهذا أصلاً، ليجد الكيان الصهيوني نفسه كيانًا آخرَ، بجانب الكيانات الضعيفة والهزيلة، ولكنه كيان مختلف بكلِّ الملامح والسمات، وبكل المقومات التي امتلكها؛ باعتبَاره أدَاة النظام الدولي القديم والجديد، في قهر الأُمَّــة والهيمنة عليها”.
وشدّد على أنه “اليوم نرى تداعيات ما خططت له القوى العظمى بعد الحرب العالمية الأولى، وأكملت مشروعَها بعد الحرب العالمية الثانية، بزرع الكيان الصهيوني في فلسطين، حيث أصبح اليوم حليفًا مقبولاً، بل مفتوحة له كُـلُّ الحدود، بحرًا وبرًّا وجوًّا، في مواجهة الأُمَّــة وشعوبها المقهورة والمستنزفة، والمسيطر عليها بأجهزة الأمن، ولقمة العيش، وبوقاحة لا تخفى على أحد”.
بدوره، قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس محمود الزهار: إن “غزة تشكل الأنموذج الذي طرد الاحتلال الصهيوني”، موضحًا أن “تطوير أدوات الصراع من الحجر إلى البندقية والصاروخ لن تتوقف حتى إزالة الاحتلال”.
وَأَضَـافَ الزهار في كلمته أن “الأعداء تكالبوا اليوم على المقاومة التي تقف بوجه الصهيونية بكل أشكالها”، وأن “غزة تشكل الأنموذج الذي طرد الاحتلال الصهيوني”.
وأوضح أن “الحجر الذي قذفته المقاومة وقع في قلب الاحتلال الصهيوني، وتم طرده من قطاع غزة”، مُشيراً إلى أن “غزة تقف اليوم شامخة بوجه الاحتلال الصهيوني الذي يتلقى منها الردَّ على كُـلِّ عدوان”.
وأكّـد الزهار أن “انتفاضة الأُمَّــة في مواجهة مؤامرات التطبيع ومشاريع التصفية سيكبد العدوَّ خسائرَ مدوية”.
كما أكّـد الزهار أن “هناك إشارات واضحة لمعركة التحرير، وأننا على موعد مع ثورة حضارية جديدة وسقوط الكيان الصهيوني”.
إلى ذلك، قال أمين المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الشيح حميد شهرياري في كلمته خلال المؤتمر: إن الجبهة التي تعادي علماءَ المقاومة هي جبهةُ تمزيق.
وَأَضَـافَ الشيخ حميد شهرياري، أن “علماء المقاومة هم علماءُ بث الحياة في جسد المجتمع”، مؤكّـداً أن “القضية الفلسطينية تعبّر بدقةٍ عن حياة أمتنا الإسلامية”.
وحذر الشيخ شهرياري من أية خطوة نحو الذل والاستسلام تجر إلى العار، مردفاً بالقول: “إن صوتَ التقريب والوحدة يرتفع كلما ارتفع صوت المقاومة”.
وفي ختام كلمته، أكّـد أن “الجبهة التي تعادي علماء المقاومة هي جبهة تمزيق”.
يشار إلى أن المؤتمر ناقش هرولة بعض الدول العربية للاستسلام للسياسات الأمريكية والتطبيع مع العدوّ الإسرائيلي.
وقد تم التأكيدُ على فشل المؤامرة الأمريكية في العراق وسوريا وفلسطين واليمن وإيران ولبنان، وتقدم المقاومة بشكل كبير وواضح.