سياسة أمريكا الاستكبارية
زينب إبراهيم الديلمي
في الوهلة الأولى التي سيطرت الولايةُ الأمريكيةُ على العالم بسياستها التي لعبت دوراً في إخضاع بعض الدول العربية المتأسلمة على الولاء والسمّع والطّاعة لها وَلخضوع سيطرة سياستها على منطقة الشرق الأوسط، وتُنافس روسيا في الوقت ذاتها، فلم تكن قطُّ في عِداد مستعمريها بقوة أسلحتها وجيشها وسيطرتها على النفوذ والمداخل الاقتصادية التجارية في شبه الجزيرة العربية، بل كان أبرز أعمالها هي التستُّر وراء سياستها الاستكبارية الاستعمارية للعرب وللعالم جميعاً، بل وتعرقل كافّةَ القرارات في مجلس الأمن؛ كونها دائمة العضو مع الدول الخمس دائمة العضوية كروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين.
تمهّدت أمريكا في التعاون والشّراكة الكاملة مع الكيان الصهيوني ومع حُلفائها الأعراب من مملكة الرمال ودويلة الزجاج وبقية الدول المتحالفة المتكالبة تدريجيًّا في الإعداد والتنفيذ لما أسموه بعاصفة الحزم وتحالفهم المعتوه على اليمن، وشنّ غاراتهم المكثّـفة وتحليق طائراتهم المستمرة في أجواء السيادة اليمنية التي يحرم عليهم ولا يحق لهم كقانون يُستند عليه.
وما زالت أمريكا تنتهزُ فرصتها الكاملة في استغلال أموال السعودية الطّائلة، بشراء الصواريخ والأسلحة المحّرمة دوليًّا، والاستمرار في ارتكاب المجازر الدمّوية بحق الأطفال والأبرياء من هذا الشعب اليمني الأبي للضيم منذ القدم.
لم يقتصر دورُ أمريكا في إرسال جماعاتها من القاعدة وداعش إلى سوريا والعراق، وإدخَال شعار التوحيد في أعلامهم باسم الدين الإسلامي والملطخ باللون الأسود، كرمزٍ لسياستها الشيطانية الخبيثة، وعبر براعة احترافية هذه الجماعات بالقتل والذبح والسحل وقتل الأبرياء عمّداً، وباليقين التام فَـإنَّ دستور الإسلام وتعاليمه بريءٌ مما تقترفه أياديهم العابثات.
فإذا كانت أمريكا تعوِّل في عُدة الحرب مع صديقتها الحميمة إسرائيل وشركائها المتحالفين في عدوانهم على اليمن، فَـإنَّ اليمن تعوِّل أَيْـضاً في عُدة المواجهة في ميدان المعركة برجالها المغاوير الذين أرهبوا العالمَ بأقدامهم الحافيّة وَأسلحتهم البسيطة “كالبندقيّة والولّاعة والحجارة”، وأسقطوا وواجهوا فيها أعتى الأسلحة ذات قيمة المال الطائل والثمّين الذي بَخِس وارتمى إلى الجحيم، وهشيم نيرانها تستعر مع المرتزِقة المدعومين سعودياً وإماراتياً وأمريكياً، كُـلُّ ذلك لأجل حلب المزيد من الأموال الطّائلة من ملايين الدولارات التي تزداد كميّة الحلب لدى السعودية وإهدائها لولي نعمتها أمريكا.
فلكل من لا يعتقد وَلا يتأمل جيِّدًا عن سياسة أمريكا الخبيثة، فَـإنَّه بأمَسِّ الحاجة إلى إزاحة الحُجُب والترديد عنه وهدم جدار تشويشه وتردّده هذا؛ كي يعقل الأمور جيِّدًا، ويدركَ أن أمريكا من لعبت بمجريات تفكيره وأنها من تستغل بمقدرات بلده، فليتأمل جيِّدًا إلى حَــدِّ المدى كيف آلت حالُ أمريكا وسياستها وإلى أين وصل بها إلى أن تصبح على هذه الحال، عجزت وفشلت في سوريا وسحبت قوّاتها، وتلك الأُخرى العاجزة الخائبة أملُها في اليمن وسحبت مارينزها من النفوذ البحرية اليمنية.
عين أمريكا وإسرائيل الخبيثتان لا تنظر بعين الودِّ لحلفائها، بل نظرتهما على الدوام نظرة سياسية استكبارية استعمارية كما سبق في خطاب للسيّد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- قبيل العدوان، ناصحاً ومرشداً للمهلكة السعودية مسبقًا وللعرب جميعاً أن أمريكا هي رأسُ الأفعى، وكما هي ”الشيطان الأكبر“ كما وصفها الإمامُ الخميني -رحمه الله-.
فسياسة أمريكا لدى الشعوب أنها تحمي أَو تدافع عن سيادة وعن قانون كذا وكذا لا تقبل التصّديق بها وإن اختلف فيها المكابرون والمغالطون.