الزكاة تزف 3300 عروس.. الفرحة التي أحزنت العدوان
وسط احتفاء شعبي بهيج واستياء وغضب كبير للعدوان وأدواته في العرس الأكبر:
قائد الثورة يبارك أفراحَ العرسان و “الشعب” ويؤكّـد استمرار الحياة رغم العدوان ويدعو إلى تيسير أمور الزواج
أبو نشطان يؤكّـد استمرار المشاريع العملاقة لمستحقي الزكاة وأهميّة مشاريع “العفاف” في ظل الحرب الناعمة
المسيرة: نوح جلاس
في سياق النتائج الملموسة والتحولات الكبيرة التي خلقتها الهيئةُ العامة للزكاة، بعد أن حوّلت مسارَ فريضة الزكاة من الصب في جيوب المشايخ والنافذين والتضييع في نفقات السلطات المحلة سابقًا، إلى الصب في أفواه الفقراء والمساكين والمحتاجين والمستهدفين من هذه الفريضة، شهدت العاصمةُ صنعاء خلال اليومين الماضيين عرساً جماعياً هو الأكبر في تاريخ اليمن، بعد أن نسجت الهيئة العامة للزكاة لوحة بشرية فرائحية جمعت فيها 3300 عروس، من الفقراء والمساكين والمحتاجين والمعسرين والمرابطين والأسرى والجرحى والمعاقين من مختلف محافظات الجمهورية تحت شعار “معاً لتحقيق التكافل الاجتماعي ومواجهة الحرب الناعمة”.
رسائل نارية من فوهات المحتفين:
وفي المهرجان الفرائحي والعرس الأكبر بحضور العشرات من قيادات الدولة، يتقدّمهم مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، وأعضاء المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، وسلطان السامعي وأحمد الرهوي، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، ونواب رئيس الوزراء لشئون الأمن والدفاع الفريق الركن جلال الرويشان، والخدمات والتنمية الدكتور حسين مقبولي، والرؤية الوطنية محمود الجنيد، وأعضاء من مجالس الوزراء والنواب والشورى، وأمين العاصمة، وعدد من محافظي المحافظات وشخصيات سياسية واجتماعية، اعتلى 1650 عروساً منصة الزفاف بساحة جامع الشعب، ليوصلوا رسالة قوية لتحالف العدوان مفادُها “رغم العدوان والحصار فَـإنَّ حياتنا لا تتوقف عند أية نقطة تضعونها أنتم أمامنا”.
ووسط فوح الفرحة من كُـلِّ ربوع اليمن والتقائها بساحة جامع الشعب وميدان السبعين، علت أصوات الأهازيج والأناشيد الشعبيّة، وتنوعت الرقصات اليمانية التقليدية وعجت الأفراح وجوه كُـلّ العرسان والحاضرين، في حين انتقل الجانب الآخر من العرس الأكبر ليتوجّـه صوب ضريح الشهيد الرئيس صالح الصمَّادِ ورفاقه، وفيه التقط العرسان صورة جماعية بجانب رئيس الشهداء، وهنا رسالة أُخرى تقول بأن “كل أفراحنا هي ثمار تضحيات الشهداء العظماء، وكل مشاريعنا هي في إطار الطريق التي رسمتها تضحياتهم وشقت طريقها أجسادُهم الطاهرة وأرواحهم الزكية”.
قائد الثورة يشارك الأفراح ويؤكّـد استمرار تعاظم الأمل:
وفي خضم العرس الفرائحي الأكبر الذي تخلله قصيدة للشاعر معاذ الجنيد، وأناشيد ورقصات البرع بمشاركة عدد من الخيالة والفرق الفنية التابعة لوزارة الثقافة وغيرها من الفقرات الفنية المتنوعة، ازداد الفرح بهجة وسروراً حينما حضر قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ليشارك أفراح العرسان والشعب بكلمة بارك فيها لكل العرسان الـ3300.
وفي كلمته، أشار قائد الثورة إلى أنه منذ بدء العدوان وإلى اليوم والشعب اليمني باعتماده وتوكله على الله، صمد في ميادين وجبهات القتال كما صمد أَيْـضاً في كُـلّ مجالات وميادين الحياة، لافتاً إلى أن الشعب اليمني يواجه في كُـلّ مجال جبهة يقارع فيها العدوان ويتصدى له على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني في كُـلّ مجال من مجالات الحياة.
وقال السيد القائد: إن “الأعراس تقام منذ بداية العدوان وإلى اليوم وتستمر عجلة الحياة وتتحَرّك وتمشي في هذا الشعب الصامد الثابت؛ لأَنَّه استمد ثباته وصموده واعتماده من الله سبحانه وتعالى وبمعونة الله جَلَّ شأنُه”.
واعتبر قائد الثورة، هذا العرس الجماعي رسالة لتحالف العدوان مفادها “مهما كان عدوانكم ومهما كانت جرائمكم وطغيانكم نحن مستمرون في مسيرة حياتنا في كُـلّ مجال من مجالات الحياة؛ لأَنَّنا نتعمد على الله نعم المولى ونعم النصير”.
وأكّـد أن العرس الجماعي تعبير عن الصمود والثبات في هذا البلد، ومن أهمِّ ما يجسده هذا العرس والاحتفال المبارك هو القيمة العالية والأهميّة الكبيرة للتكافل الاجتماعي في الإسلام، والذي على رأسه الزكاة التي هي ركن من أركان الإسلام وفريضة مهمة من الفرائض الدينية.
أهميّةُ الزكاة في صون نفوس كُـلّ الشعب:
وبيّن السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن إخراجَ الزكاة يساهم في حَـلّ المشاكل وتعزيز الأُخوَّة والاستقرار والترابط الاجتماعي، مؤكّـداً أهميّة العناية بالتكافل الاجتماعي كشعب يمني مسلم وإعطاء أهميّة كبيرة لإخراج الزكاة.
وأشَارَ إلى أن الهيئة العامة للزكاة تقوم بجهد كبير في العناية بهذا الركن المهم وتصريفه في مصارفه الشرعية، داعياً إلى مساندة هيئة الزكاة من الجهات المعنية في الدولة على مستوى القضاء والأجهزة الأمنية وكل الجهات ذات العلاقة، وأن يكون الجميع في الدولة والشعب سنداً لهذه الهيئة لتقوم بواجبها على أكمل وجه.
وشدّد قائد الثورة، على أهميّة أن يقف الجميعُ موقفاً موحداً من كُـلّ الذين يماطلون ويتهربون ويتنصلون من إخراج هذا الواجب المهم الذي يعتبر ركنا من أركان الإسلام، منوِّهًا بجهود كُـلّ العاملين في هيئة الزكاة، وعلى رأسهم رئيس الهيئة الشيخ شمسان أبو نشطان.
وقال: “إخراج الزكاة هو البديل عن الحاجة للمنظمات الأجنبية التي تعمل وفق أجندات خاضعة لتأثير سياسي وأمني والابتزاز الدولي”، مؤكّـداً أن هذه الفريضة العظيمة ستؤمّن التكافلَ الاجتماعي في كُـلّ مجالات الحياة.
تعاليمُ اجتماعيةٌ من السيد القائد:
ودعا السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى تيسير أمور الزواج، مُشيراً إلى أن هناك مبادراتٍ بدأت في بعض المحافظات منها محافظة حجّـة؛ مِن أجلِ تيسير تكاليف الزواج بدءا من تحديد مستوى المهر والتكاليف الأُخرى بسقف معقول وممكن وحل الكثير من التعقيدات التي دخلت في إطار عادات جديدة وشروط ومتطلبات إضافية لا ضرورة لها ولا تراعي الظروفَ الصعبة للناس.
كما أكّـد أهميّةَ التخلص من بعض السلبيات التي تترافق مع الاحتفالات والأعراس، ومنها إطلاق النار الذي يشكّل خطرا وتهديدا على حياة الناس، مُشيراً إلى أن الأعيرة النارية ليس مكانها الأعراس بل في الجبهات للتصدي للأعداء.
وشدّد قائد الثورة، على أهميّة العمل على المستوى التوعوي والأمني والاجتماعي للحد من هذه الظاهرة التي لها نتائج سلبية وضحايا من المواطنين، لافتاً إلى أن إزعاج المجتمع ليلا في الأعراس والأفراح من العادات السيئة التي يجب التخلصُ منها والتي لا تجوز.
الزكاة تؤكّـد مجدّدًا.. مستمرون في منح الحقوق لكل ذي حق:
من جانبه، أكّـد رئيس الهيئة العامة للزكاة الشيخ شمسان أبو نشطان، حرصَ الهيئة على تجسيد التكافل والتراحم الاجتماعي من خلال مهرجان العرس الجماعي الذي أطلقته الهيئة لعدد 3300 عروس، ليصل عدد الذين استهدفتهم الهيئة خلال العامين الماضيين إلى 6 آلاف و500 عروس.
وأشَارَ إلى ما يمثله مهرجان العرس الجماعي من أهميّة؛ كونه يأتي ضمن مشروع العفاف وضمن قائمة أولويات هيئة الزكاة في المصارف الشرعية الذي يستهدف الشباب من الفقراء والمساكين والمجاهدين والأسرى وأبناء الشهداء وذوي الاحتياجات الخَاصَّة والمكفوفين وأحفاد بلال، وفي إطار مواجهة الحرب الناعمة.
وثمّن الشيخ أبو نشطان، دورَ رجال المال والتجار والمزكين التي حقّقت زكاتُهم التكافلَ الاجتماعي ووصلت إلى مستحقيها؛ كونهم شركاء الهيئة العامة للزكاة في إقامة مثل هذه الأعمال والمشاريع المختلفة التي نفذتها الهيئة في جميع المصارف الثمانية.
ولفت إلى عزم الهيئة العامة للزكاة خلال الأيّام القادمة، إقامة عدد من المشاريع العملاقة في مختلف محافظات الجمهورية.
أما عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، فقد علق على العرس وقال في تغريدة له على تويتر: “نبارك للعرسان فرحتهم ولكل عروس بالرفاة والبنين إن شاء الله”، مُضيفاً: “نشكر الهيئة على ما قامت به من دور تجاه هذه المسؤولية الوطنية”.
وأكّـد الحوثي أن “هذه المناسبة أدخلت السعادةَ إلى كُـلّ بيت في أغلب المحافظات.. إنه عمل إنساني رائع، وجهد وطني مميز، وعمل اجتماعي تكافلي”.
الشعب يحتفي وأعداؤه يندبون:
وإزاء ذلك، انعكست فاعليةُ العرس الأكبر وجدوائيته من خلال ردة الفعل الغاضبة والساخطة لتحالف العدوان ومرتزِقته، الذين أظهروا استياءَهم وابتئاسَهم من هذا العرس الفرائحي، وهي ذات ردة الفعل التي يصدرونها حيال كُـلّ انتصار عسكري تحقّقه صنعاء، وحيال كُـلّ ضربة صاروخية يتلقونها، وهو الأمر الذي يؤكّـد أن العرس الأكبر في تاريخ اليمن يعتبر انتصاراً اجتماعياً أفرح الشعبَ وأحزن أعداءَه.
وأبدت عشراتُ الوسائل الإعلامية التابعة للعدوان ومرتزِقته الاستياءَ الكبيرَ من العرس الجماعي الأكبر، فيما لجأ ناشطو (أبواق) المرتزِقة إلى محاولات يائسة للتشويه وتعكير صفوة الفرحة التي عاشها كُـلُّ الأحرار في اليمن، غير أن ذلك لم يضف شيئاً غير التأكّـد من جدوائية مشروع العرس الأكبر وتأثيره على نفسيات الأعداء وأدواتهم، وهو ما يزيد الإرادَة اليمنية اندفاعاً نحو صناعة الأفراح والانتصارات والتغلب على كُـلّ العراقيل والتحديات تحت كُـلّ الظروف.