حَـــيَّ على الزكاة
منتصر الجلي
هو الشعبُ الكريمُ والشعبُ المعطاء، هو شعبُ الله وحكمةُ التجارب وقائدٌ عزيز، في ظل مسيرة الله، تلك المسيرة التي أبى اللهُ إلّا أن يرى جمالَها وكمالَها العالَـــمُ.
وفي سعادةِ القول وسفورِ الأحداق والأقلام، تقفُ صنعاءُ الشامخةُ أمامَ الأعداء والعالَم شامخةً دوماً، تقفُ على راسيات نقم وعطان وهي عاصمةُ الحكمة، تقفُ سعيدةً فرحةً في لحظات غامرة، تزفُ ثلاثة آلاف وثلاثمِئة عروسٍ، من كُـلِّ أطياف وشرائح المجتمع تتوجّـهم عرساناً بعد أعوام من الصبر والصمود، برعاية اليد الخضراء للشعب الذي أخرج فريضةَ الله الزكاة.
فحين توجدُ القيادةُ الحكيمةُ تنزلُ بركاتُ السماء، وحين يكونُ الشعبُ سخيًّا بإخراج فرض الله، فمجتمعُنا إلى خير وافر وحظٍّ عظيم.
فمثلُ هذه المشاريع العملاقة لَهي صفعاتٌ للعدوان، ورسائلُ عميقةٌ، أن هذا شعبُ الله الذي أردتم له الموتَ، وأراد اللهُ له الحياةَ ليحيا فكان له ذلك، وكما قالها السيدُ القائدُ بمعنى كلامه في كلمته المباركة للعرسان: إن شعبَنا وكما هو يحقّق النصرَ السياسي والعسكري هو اليومَ يحقّقُ النصرَ الاجتماعي؛ باعتبَاره جبهةً كسائر الجبهات.
الزكاةُ والمجتمعُ هما جبهةُ الرضوان لله والحفاظ على المجتمع من الحرب الناعمة وتحصين شباب بلدِنا من استهداف الأعداء الممنهج ليقعَ خارجَ نطاق الرحمة الإلهية، فالزكاةُ زكاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين، ومنجاةٌ وتطهيرٌ وعبادةٌ، ومع عبادات الجهاد يقدم شعبنا صورةً ناصعةً عن عبادة التماسك الداخلي والبناء المجتمعي الذي هو بناء ولبنة هذا النسيج والإنسان اليمني والحضارة اليمنية.
فلم تخل الهيئةُ العامة للزكاة بمصارفها الحقة، بل واكبت وعملت حتى بلغ عددُ الذين أقامت لهم الأعراس 6000 عروس خلال عامين، عامان لم يتوقف العدوانُ والحصارُ فيها لحظةً واحدةً، فكيف لو أن البلدَ ليس في عدوان؟! كم هي المشاريع والمنجزات العملاقة التي ستحقّقها الهيئة العامة للزكاة؟!
نعمةُ الله لا تفارق هذا الشعبَ الحر المجاهد، فبصدق الصادقين وإخلاص المخلصين تُؤتي الأرضُ أُكُلَها كُـلَّ حين، بدءاً من المواطن والمجتمع الذي يبادر ويستشعر مسؤوليته في إخراج الزكاة، والتي هي اليوم ماثلة أمام العالم في إنجاز وعرس جماعي على مستوى الجزيرة العربية بأجمعها.