ويأبى اليمانيون إلّا أن يفرحوا
إبراهيم عطف الله
في زمن العدوان والحصار والقصف والدمار، صنعت قلعةُ الأسود عاصمةُ الصمود مشهداً محموداً يعانقُ التاريخ ويثيرُ الدهشةَ بفرحة 3300 شاب وشابة، وابتهاج ما يقارب 25 مليونَ يمني بهذه الملحمة الاجتماعية الأُسطورية في زمنٍ يعيشون فيه تحت القصف والغارات، وفي ظل حصار خانق يودي بحياة الآلاف، حقاً إنها ملحمة أُسطورية تاريخية؛ لما لها من رسائل ودلائل عظيمة ومتعددة.
وفي إطار مواجهة الحرب الناعمة التي يحاول الأعداءُ أن يغزو شبابنا وأبناء مجتمعنا، شرقت شمس الأربعاء التاسع من ديسمبر ممزوجة ببهجة 3300 شاب وشابة من فقراء ومساكين ومجاهدين وأسرى وأبناء شهداء ومكفوفين وأحفاد بلال ومن ذوي الاحتياجات الخَاصَّة من مختلف المحافظات المحرّرة بالأنصار، في حفل جماهيري مُبهج متوج بالشموخ والعنفوان وعاصفة فرائحية تُكتب في سجل الأمجاد والعطاء والبذل والإحسان والسخاء، كان شعارها “معاً لتحقيق التكافل الاجتماعي ومواجهة الحرب الناعمة”.
فهذه لفتة كريمة من هيئة الزكاة تعكس اهتمامَ القيادة لتحقيق التكافل الاجتماعي لحفظ المجتمع وصونهِ من الانحراف، اكتسى بها أهالي الشهداء والجرحى وبجمعٍ مهنأ تضوع بالبركات في مشهدٍ قرآني إيماني عملاق قهر التحديات وعالج النفوس وحوّل الحزن إلى فرحة ولملم الجراح ولامس الوجدان ونطق بما تهوى إليه نفوس المحتاجين، ولبّى رغبات الفقراء والمساكين ونصر المستضعفين وترجم معاني البذل والعطاء قولاً وعملاً.
وبعد عدوان إجرامي دامٍ اكتوى منهُ قلوب ملايين اليمنيين، يأبى أبناءُ هذا الشعب العظيم إلّا الصمود والتحدي في مواجهة العدوان بالانتصارات العسكرية التي يحقّقها أبطالُ جيشنا واللجان ثم بالانتصارات الاجتماعية التي تحقّقها هيئة الزكاة وغيرها من مؤسّسات الدولة، وبمثل هذه الإنجازات المجتمعية أثبت الشعب اليمني جدارته في تجاوز كُـلّ الآلام وأظهر رباطة جأشه وبأسه في التصدي للعدوان الخارجي ومواجهة مخطّطاته الاستعمارية، وأثبت مجدّدًا للعالم أن أية قوة لا يمكنها تركيعه أَو تفرض عليه سياجات حديدية حتى يقبل بشروط الخنوع والاستسلام.
فما أنجزتهُ هيئة الزكاة بالأمس مشهد تاريخي تعجز عن صنعة كُـلُّ الدول المترنحة بالإنسانية، ويُعَدُّ انتصاراً كَبيراً في مواجهة الحرب الناعمة التي يشنها الأعداء بالتزامن مع الحرب العسكرية والاقتصادية؛ كونه يأتي ضمن مشروع العفاف وضمن قائمة أولويات مؤسّسات الدولة، فخطوة هيئة الزكاة كانت موفقة، فقد أتت في ظل مغالاة المهور وفي وقت تتعرض الهُــوِيَّة اليمنية لاستهداف حقيقي مباشر.
إن مشهد البهجة الذي رسمه 3300 عروس يتجاوز كُـلَّ العوائق ويعبر عن مدى شموخ اليمنيين وصبرهم وصمودهم مهما بلغ حجم الطغيانِ والاستكبار ومهما طال أمد العدوان، لتكتمل فرحتهم بطلوع البدر في سماء العاصمة وبطلة قائد الثورة -يحفظهُ الله- ومشاعره مغمورة بالسرور برؤيته لثلة من الصامدين مكللين بالورود، بارك فيها العرسان وعبّر من خلالها عن سعادته لهذا الإنجاز المبارك وترجم من خلالها حرصَه على مشاركة الشعب اليمني الم%D