السيد نصر الله عن الشهيدة أشرقت قطناني: هي عندي مثل ابني هادي
السيد نصر الله عن الشهيدة أشرقت قطناني: هي عندي مثل ابني هادي
صدى المسيرة- متابعات
السيد نصر الله يتصل بوالد الشهيدة الفلسطينية أشرقت قطناني، ويقول له إن “أشرقت بالنسبة لي مثلها مثل إبني هادي”، ويعده بأنه سيفتتح خطابه المقبل بالحديث عن ابنته أشرقت، التي لم تكن تعلم أنها ستكون منطوق من أحبته، لكنها عرفت كيف تكون زهرة على ثغر الانتفاضة.
أسماؤنا تسبقنا. غالباً ما تكون جاهزة قبل أن تتفتح عيوننا على الضوء. الأسماء تتلبسنا. أشرقت قطناني واحدة من هؤلاء. رآها والدها طه في آية من سورة الزمر في القرآن الكريم. أشرقت، كانت كلمة. أشرقت، صارت روحاً.
أشرقت كانت كلمة. والدها لم يتوقع أن صاحبة الاسم، التي أضحت جسداً يضج بالحياة “ستكمل الآية وتكون من الشهداء”.
قبل أسبوع من اليوم، استشهدت الفتاة الفلسطينية أشرقت قطناني ابنة الـ 16 عاماً عند حاجز حوارة “الإسرائيلي” في الضفة. ربما لم تتمكن من الوصول إلى المشهد الحلم. أي لم يتح لها أن تحدق إلى يدها ترتفع، ثم تهوي غارسة سلاحها في ذلك الجسد المدجج بالسلاح، والذي يحمل لها، ولهويتها، ما يكفي من الكراهية. جندي حفر صورته عميقاً في ذاكرتها. جندي يقتلع ويعتقل ويقتل ويجرح.
سلاحُها الأبيض يستقرُّ إلى جانب جسدها المطروح. سلّته من موضعه صباحاً. للسكين وظيفة أمضى. خرجت. تحسست سكينها. السكين في سرها منذ أيام طويلة. “أشرقت أرادت أن تستردَ حقها مما عانته الاسرة من الاحتلال وهمجيته. أرادت أن تقاوم لأنه خيارها. آمنت بالمقاومة واعتبرتها مصدر الكرامة الوحيد”، يشرح والدها.
في الوصايا نحيا. وأشرقت تحيا في وصيتها التي حدثت بها والدها قبل استشهادها بيوم. “الحق أن أشرقت تحدثت إلي عن وصاياها ليلة استشهادها، ولكن كنت أظن أنه مجرد حديث عابر”، يقول طه قطناني. قالت أشرقت له “تبرع بأعضائي في حال شهادتي. لا تقبل بشروط الاحتلال إن احتجزوا جسدي. لا تبك. أنا بنت فلسطين”.
لم تكن أشرقت مؤطرةً داخل أي فصيل سياسي فلسطيني “لكنها تحب كل مقاوم”. جداريتها لم تزل على حائط حجرة نومها. ثلاثية النموذج والإلهام والأمل على ما يشير والد الشهيدة، كانت حاضرة في حياتها. من الثائر الأممي أرنستو تشي جيفارا إلى الشاعر الفلسطيني محمود درويش وصولاً إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي تنشر صوره على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
أشرقت إبنة الامام والخطيب في وزارة الاوقاف الفلسطينية لازمتها عبارة “القدس عروس عروبتكم”، كتبتها في كل مكان. على مقعد الدراسة. على حائط حجرتها. على الابواب في المنزل. على الدفاتر.
البارحة، ومن مكان ليس بذاك البعد من مرقد أشرقت، حيث الهواء نفسه، والتربة ذاتها، كان ثمة رجل يفكر فيها. رجل يحبه الكثيرون اليوم ويختلف معه الكثيرون أيضاً. لكنه، فوق هذا كله، لم يزل عند موقفه من القضية الفلسطينية. ربما كان يمسد لحيته التي وخطها الشيب، عندما دفعته صور أشرقت إلى أن يستزيد من النظر إلى صورة ولده الذي سبقها بسنوات طوال. فقد كان مثل أشرقت، في مقتبل العمر، عندما مضى قبلها في الطريق إلى تحرير بلاده من الاحتلال الإسرائيلي.
مساء الجمعة الماضية، اتصل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بوالد أشرقت، طه قطناني. قال له بالحرف إن “أشرقت بالنسبة لي مثلها مثل إبني هادي”. المكالمة بين السيد نصر الله وبين قطناني يصفها الأخير بأنها أشعرته وكأنه تلقى التبريكات من كل الناس دفعة وحدة.
وينقل قطناني عن السيد نصر لله قوله “إن تخلينا عن صلاتنا وصومنا سنتخلى عن فلسطين. أشرقت هي شهيدة المقاومة الإسلامية في لبنان”.
وقبل أن ينهي السيد نصر الله المكالمة، تحدث إلى والد أشرقت قائلاً “ماذا تطلبون مني. هل أنتم في حاجة لشيء؟”، فأجابه قطناني “أريد أن تذكر الشهيدة أشرقت في أول خطاب لك”، وهنا وعده السيد نصر الله بتحقيق ذلك.
وإلى وقتها، ينتظر طه قطناني أن يلفظ اسم ابنته أشرقت في أول خطاب للسيد نصر الله. أشرقت التي لم تكن تعلم أنها ستكون منطوق من أحبته، عرفت كيف تكون زهرة على ثغر الانتفاضة.