بين طيات الانتصارات.. مجاهدون مجهولون
أحلام حسن
بينما نحن نتلذّذ بسماع أخبار الانتصارات في بلادنا الحبيبة هنا وهناك.. وفي هذه الجبهة وتلك، وفي هذه التَّبة وذَلك الوادي، هناك من يتقدم وهناك من يدحر، هنا مدافعون وهنا متأهبون، أخبار تطيب لها النفوس وتشفى بها القلوب، وتُقهر بها الأعداء.
نستلهم من كُـلّ هذه الانتصارات جنودا عظماء باعوا لله جماجمهم رخيصة في سبيله وإعلاء لكلمته وتطبيقاً لآيته حينما قال عز وجل: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ)، جنود مجهولون لا نعلمهم فلم يكن لهم يوماً هم للسبق الإعلامي ولم يكن لديهم هدف للظهور أمام شاشات الإعلام، بل كان هدفهم الأسمى هو أن ينالوا الرضا من الخالق المعبود، كان جُل همهم هو أن يتقبّل اللهُ منهم أعمالَهم وأموالَهم وأنفسهم صدقوا مع الله فصدق الله معهم، أخلصوا لله دينهم ونيتهم وجهادهم وأعمالهم، فأخلص الله معهم.
تعاملوا بالوفاء فبادلهم الله الوفاء، آثروا العطاء فأعطاهم الله عطاءً أعظمَ، هؤلاء هم الجنود المجهولون الذين لم يألوا جهداً لتحقيق الانتصار، تكاتفوا كرجل واحد كجسد واحد لم تخالطهم العظمة أَو الشهرة أَو تدخل في نفوسهم الأنانية، هكذا تعلموا من القرآن واستقوا من الثقافة القرآنية أعظمَ الصفات وأجلها.
فكانوا بحقٍّ أولياءَ لله، ربيين لله، أربكوا العدى وأفشلوا مخطّطاتِهم، ومن جبهات كثيرة جعلوهم يعلنون استسلامهم وهزيمتهم، فألف تحية لكل الجنود المجاهدين المجهولين، وألف قُبلة تحت أقدامهم وفوق رؤوسهم.