أتراحٌ تنغص الأفراح..!
عبدالخالق القاسمي
في زحمةِ الفرح الكبير بأكبر عرس حَظَت به اليمنُ على مر التاريخ.. وكالعادة خرج بعضُ المنغصين، المغفلين، المنتفعين بالقول السخيف، والمُترزقين على حساب أفراح الشعب اليمني، خرجوا للتقليل من حجم الفعالية بحرفِ الأنظار إلى مواضيعَ أُخرى لطالما بحَّت أصواتنا ونحن نتحدث عنها، وحينها كانوا في توارٍ وتخفٍّ.. عندما كانت المجاعة تقرع الأبواب في تهامة.. تحدثنا كَثيراً، وصورنا وأوصلنا كُـلَّ ذلك للأمم المتحدة.. وقدمنا المساعدات وبذلنا الجهد؛ لتخفيف معاناة إخواننا في تهامة.. والحمدُ لله تم مساعدةُ الكثير منهم، باستثناء من حوصر في الدريهمي آنذاك، ولكن كانت العزائم قوية، ورغم الصور المؤلمة إلا أن دورَ الخارج كان دون الذكر.. ودول العدوان لم يرف لها جفن ولم يتحَرّك لها ضمير، فلم يرفعوا الحصار ولم يسمحوا بدخول المشتقات النفطية التي يحتاجها أبناء تهامة لتوليد الكهرباء خُصُوصاً في أَيَّـام الصيف، وتشغيل المستشفيات وغير ذلك، عُمُـومًا بعد العرس الكبير الذي تزوج فيه أشخاصٌ كبارٌ في السن وجرحى ومن ذوي الاحتياجات الخَاصَّة والفقراء والمساكين.. حتى أن أحدَ العزبان الذين زوّجتهم هيئة الزكاة كان في الستينيات تقريبًا أَو ما يزيد.. رجلٌ عايش مختلفَ الأنظمة ولم يتزوج إلا في ظل العدوان والحصار؛ لأَنَّ به رجالاً فقط لا غير وزعوا مصارف الزكاة على أهلها ومن ضمنهم فقراء تهامة..
تحدث الحمقى عن مساعدة أبناء تهامة نسَوا بقية مصارف الزكاة.. ونسَوا أَيْـضاً أن بعضَ المناطق في تهامة محتلّة وَتعاني من حصار خانق واستهداف مستمر بالمدافع والأعيرة النارية المختلفة، مع ذلك ساعدت هيئة الزكاة مَن استطاعت منهم.. وكتب الله لهم الأجر.
وحينما أخفق المرتزِقة والمغفلون في تمرير الحرص الزائف، انتقلوا للحديث عن كيفية معيشة مَن تزوج.. وطالبوا بوظائفَ لهم ورواتبَ وسكنٍ وتأمين صحي ومتطلبات خيالية لم يكن يتوقعها العرسانُ أنفسُهم.. فالبعض كُـلُّ هَمِّه جمعُ مبلغٍ يتزوج من خلاله وبعدها يفعلُ اللهُ ما يشاء.. مع العلم أن هيئة الزكاة لم تجبر أحداً على الزواج.. وَهيئة الزكاة ليست البنك المركزي ولا وزارة الصحة وليست معنيةً بصرف الرواتب المقطوعة جراء نقل البنك المركزي وتحويل إيرادات الوزارات والمنشآت السيادية إلى بنك عدن والمحافظات التي تعج بالفوضى.. هيئة الزكاة مشكورة ساهمت وساعدت.. وليست وليَّ أمر يدرِّسُ ويهتم ويوظف ويعالج.. هي هيئة قامت بتوزيع أموال الزكاة على مصارفها، فلما التحامل يا هؤلاء؟.. حتى أن كبريات الدول والبلدان التي تُعرَفُ بالغنى الفاحش لا تقوم بكل ذلك، بل لا تزوج حتى المحتاجَ، بغض النظر عن التطور في المجال الصحي وسواه.
عُمُـومًا، مشكلتهم ربما في تفعيل هذه الفريضة المهمة، لا يريدون لها أن تتم ولا أن تفعّل.. يريدون إخفاءَ كُـلّ معالمها وطمسها كما كان سابقًا.. وكما غُيِّبت بقية الفرائض كالجهاد.. ولا يريدون لها أن تقوم؛ مِن أجلِ أن لا تتضحَ حقائقُ نهبهم لأموال الزكاة في السنين الخالية.. وخوفهم من أن تذهبَ الأموال إلى ما ينفع الأُمَّــة ويقطع الطريق على مشاريعهم وحروبهم الناعمة والصلبة.. الخوف من استثمار أموال الزكاة في بناءِ المراكز الدينية التي تثقف وتعلم أبناءنا كتاب الله وما يفيد.. خوفُهم من توقف الشباب الفقير عن الانشغال بجمع أموال الزواج وانصرافه إلى أمورٍ أكثر أهميّة بعد تزويجه من قبل الجهات المعنية كهيئة الزكاة..
مشاكلُهم كثيرة؛ لذا يفتعلون أزماتٍ لا داعيَ لها.. ويتحاملون بسذاجة لتشويه جهود الهيئة.. ولكن على الهيئة أَيْـضاً أن تقطعَ عليهم الطريقَ وتوضح كُـلَّ الملابسات التي ندرك دوافعها طبعاً.
كتب الله أجرَ العاملين في الهيئة، وعلى رأسهم الشيخ شمسان أبو نشطان، بارك الله فيه.. تارة نراهم يساعدون أحفادَ بلال، وأُخرى يزوِّجون المحتاج، وتارةً يساهمون في شراء معدات طبية للمستشفيات الحكومية.. كتب الله أجرَك يا شيخ شمسان ولعن الله مرتزِقةَ العدوان الذين تغيظُهم التحَرّكاتُ الملبيةُ للتوجيهات الربانية.