خطورة الاعتياد على مصطلح (التطبيع)
أمة الملك الخاشب
للأسف هناك من أصبحت عنده كلمة تطبيع كلمة روتينية لا توّلد عنده أية مشاعر عند سماع أن دولة جديدة طبّعت مع كيان العدوّ الصهيوني، وكأن أخبارَ التطبيع أصبحت أخبارا اعتيادية طبيعية يجب أن يعتاد على سماعها المواطنُ العربيُّ ما بين الفينة والأُخرى دون أن تترك أيَّ أثرٍ على نفسه، وهنا الكارثة.. هنا علينا أن نقفَ علينا أن نحذر.
العدوّ يريد لنا هكذا أن نتأقلم مع أخبار التطبيع ونتعايش معها حتى تطبع أغلبُ الحكومات والشعوب صامتة غافلة تائهة، والبعض يتعاطى مع تطبيع المغرب أنه آخر منجزات ترامب في فترة رئاسته، وكأن بايدن عندما يأتي سيوقف المهمة أَو أنه لن يكمل المشوار.
علينا كأتباع مسيرة قرآنية أن نتحلى بالوعي ونُحَذِّر كُـلَّ الشعوب من خطورة التعود على مثل أخبار التطبيع وتبادل العلاقات الحميمية بين الصهاينة والإمارات أَو غيرها؛ لأَنَّ تكرار مثل هذا المشاهد والأخبار تفقد المتابع لها عنصر التأثير وعنصر الغيرة أَو الغضب أَو استشعار خطورة المرحلة التي وصلت إليها الأُمَّــة الإسلامية.
يجب أن يتم شرح كُـلّ تفاصيل ومعاني التطبيع مع كيان العدوّ عبر وسائل الإعلام المختلفة؛ لأَنَّ البعضَ عندما يسمع هذا المصطلح لا يعي خطورته، والهدف من تكرار نشر هذه الأخبار وتلك الصور الحميمية بين الصهاينة والخلايجة هو أن يهيئوا الشعوب العربية والإسلامية لتقبل كيان العدوّ الإسرائيلي كصديق، وهو في حقيقة الأمر أشدُّ الناس عداوة للمسلمين كما وصفه الخالق سبحانه، وهو أعلم بما خلق وهو اللطيف الخبير، والخبير هنا تُعنى بكل ما يضرنا وما ينفعنا.
لن تكون المغربُ آخرَ دولة مطبعة، ولن تكون حقبة ترامب نهاية هذه الإعلانات، وستستمر هذه الحملة الإعلامية المخدرة للشعوب والمميتة لها حتى تصبح قضية فلسطين واحتلال القدس قضية تزعج آذان من يستمع لها، بل وسيطالب من يستمع عن الحق الفلسطيني إلى الحق الصهيوني، وهذا هو الهدف المنشود لقادة ذاك الكيان الغاصب.
وطبعا طالما وهناك حملة مضادة توعوية تتصدى لمخطّطاتهم سيفشلون وستندحر مؤامراتهم بفضل الله وتولي أعلام الهدى من آل بيت النبي الأطهار، ويتبقى فقط مزيدٌ من الحذر مزيد من الوعي مزيد من العمل ومضاعفة الجهود في كُـلّ النواحي، خَاصَّة الجبهة الإعلامية والجبهة الثقافية.