تعز وثورة الجياع
إكرام المحاقري
منذ بداية العدوان على اليمن ومحافظة “تعز” تعاني ويلاتِ الاحتلال وقانون وجود سكاكين “القاعدة وداعش”، ما أَدَّى إلى نكبةٍ إنسانيةٍ في المحافظة، أَدَّت بمعظمِ الأُسَرِ إلى النزوح؛ خوفاً من الموتِ المحتم، سواء بسكين الإرهاب أَو بالجوع المفروض على أبناء “تعز” والمحافظات الجنوبية المحتلّة بشكل عام.
كانت وما زالت حكومةُ “الفنادق والارتزاق” مطيّة لخلق الأزمات واللعنات في آن واحد على الشعوب في المناطق المحتلّة، فهم سبب رئيسي لـتدهور قيمة الريال اليمني أمام العُملات الصعبة “الدولار” بـموافقتهم على طبع المليارات من العُملة اليمنية دون غطاء نقدي، ودون نظرة اقتصادية واعية لحكومة الفارّ هادي التي اعتادت قراءة ما تمليه عليها قوى العدوان.
ولهذا وصلت الحالةُ بأبناء الجنوب بعد ما يقارب الـ 6 أعوام من العدوان إلى الخروج في مسيرات مندّدة بالواقع المعيشي القاسي، والذي كان نتيجة حتمية للصمت منذ نشوب نيران الحرب على اليمن، وكانت ثمناً باهضاً لتخبّط المرتزِقة وانبطاحهم أمام القرارات الخارجية التي أرادت الهلاكَ للاقتصاد اليمني، كما هو الحال في الدول الأُخرى التي تمكّنت من اقتصادهم السياسة “الأمريكية”، وأصبحت عملتُهم مُجَـرّد ورقة كرتونية لا قيمة لها في سوق الاستيراد.
ليست محافظة “تعز” الوحيدةَ من باتت تتأمل سلامة قريبة لـرغيف الخبز، بل إن هذا واقعٌ لجميع المحافظات القابعة لسطوة قوى الاحتلال، وهذا واقع تعيشه حكومةُ الفنادق التي صرّح أحد أتباعها بأن من الضرورة عودة البنك المركزي إلى محافظة (صنعاء)؛ مِن أجلِ سلامة الريال اليمني الذي بات على هاوية من السقوط المدوي في المحافظات المحتلّة.
فما تشهده الشعوبُ في اللحظة الراهنة من غلاء للأسعار وانعدام لـلوازم الغذاء، لهو نتيجةٌ لمزعومية تواجد قوى العدوان في اليمن، فـالواقعُ لا ينعكس شَرُّه إلا على الشعوب، أما قيادة المرتزِقة فقد جنوا الأموال المدنسة وتربعوا على عروش وهمية في دول الخارج، وسيكون حالُهم في القريب هو حال الشعوب بل وأخطر من ذلك، لكنَّ هناك فرقا شاسعا.
فالشعوب قد بدأت تتحرّر من أغلال الخنوع وصرخت بشدة بـرحيل قوى العدوان وآفة الارتزاق، خَاصَّة تلك الأدوات المُجَـرّدة من الإنسانية “القاعدة وَداعش”، بينما مرتزِقة الفنادق لن يجدوا ملجأً أَو مغارات تقيهم من حميم الشعوب المستعرة، حَيثُ والقادم بات مبشراً بالخير، فـالذين صمتوا عن كرامتهم لم يسكتوا اليوم عن جوع بطونهم، وتبقى هذه المفارقات مفارقات عجيبة.