المدير التنفيذي لمؤسّسة الشهداء الأُستاذ طه جران في حوار خاص لـ صحيفة المسيرة:لن نتساهل مع كُـلّ مقصّر أو مهمل ونطالب بسن قوانين وتشريعات تهتم بأسر الشهداء
- سنصرف سِلالاً غذائية وَراتباً لكافة أسر الشهداء ووجهنا فروعَ ومكاتب المؤسّسة في المحافظات لتلمس هموم واحتياجات أسر الشهداء الفقراء
- الاستعدادات تجرى في كافة المحافظات وَأبرزها العناية بروضات الشهداء بالطابع الموحد والنمط الموحد المعمم من مؤسّسة الشهداء
- سنفتتح خلال هذه الذكرى مشاريع في التمكين الاقتصادي للأسر المنتجة كمعامل للخياطة والتطريز وافتتاح مراكز لتأهيل وتدريب أبناء الشهداء في مجالات كثيرة
- برنامج إحسان الذي يهتم بفئة الأيتام من أسر الشهداء من أهم برامج المؤسّسة ويتميز بالشفافية المطلقة مع الداعمين والكافلين
- ندعو كُـلّ الخيرين لتبني مشروع الكفالة كُلٌّ بما يتيسر له إما بكفالة يتيم أَو يتيمين أَو خمسة أَو أكثر
- عدد الأيتام المكفولين إلى هذه اللحظة يقارب 14 ألف يتيم وهناك جهة خيّرة جِـدًّا وعدت بكفالة 5 آلاف يتيم
- يجب أن نكون أوفياء مع الشهداء بالسير على مبادئهم ثم العناية بأسرهم ونشكر قائد الثورة على إنجاز أي ملف يصل إليه في هذا الجانب
المسيرة- حاوره أيمن قائد:
أكّـد المديرُ التنفيذي لمؤسّسة الشهداء، الأُستاذ طه جران، أن الاستعدادات تجرى في كافة محافظات الجمهورية الواقعة تحت سيطرة المجلس السياسي الأعلى بصنعاء للاهتمام بالذكرى السنوية للشهيد.
وقال جران في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة” إن المؤسّسة ستصرف سلالاً غذائية وراتباً لكل أسر الشهداء، وقد وجّهت فروعها ومكاتبها في المحافظات لتلمس هموم واحتياجات أسر الشهداء.
وطالب جران المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ بسن قوانين وتشريعات تهتم بأسر الشهداء بشكل ثابت لا أن تكونَ المسألة في المناسبات أَو نحو ذلك، كما دعا كُـلَّ الخيرين لتبني مشروع الكفالة كلٌّ بما يتيسر له إما بكفالة يتيم أَو يتيمين أَو أخمسة أَو أكثر.
إلى نص الحوار:
- بداية نرحب بكم أُستاذ طه في صحيفة المسيرة، ويا حبذا لو تحدثونا عن الاستعدادات التي تقومون بها خلال هذا العام ونحن نستقبل الذكرى السنوية للشهيد؟
حيّاكم الله، في الحقيقة الذكرى السنوية للشهيد تعد محطةً هامةً ومعطاة، وتحظى بزخم واسع من الفعاليات والأنشطة في عموم مناطق الجمهورية اليمنية، وهناك استعدادات كبيرة من قبل مؤسّسات الدولة والسلطات المحلية وعلى المستوى الشعبي والمجتمعي كذلك.
ونحن في مؤسّسة الشهداء وفي ظل هذه المؤسّسة نهتمُّ بتنفيذ الكثير من الأنشطة والمشاريع والتي أهمها زيارات وتفقد أسر الشهداء، وتقديم الهدايا الرمزية والمعبرة عن وفاء هذه الأُمَّــة لهؤلاء الشهداء الذين ضحوا بدمائهم، هدايا تعبيرية رمزية بسيطة كالدروع والسجادات واللافتات المعبرة والصور ونحو ذلك، كما نقدم أنشطةً مادية واجتماعية، وأبرز الأنشطة التي سندشّـنها خلال هذه المناسبة هي صرفُ راتب لكافة أسر الشهداء، يصل إجمالي المبلغ حوالي مليار وتسعمِئة مليون ريال.
ويسعدُني من خلال هذا المنبر أن أتقدمَ بالشكر الجزيل لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ولرئيس المجلس السياسي الأعلى بصنعاء الأخ المشير الركن مهدي المشّاط، على ما استعدادِهم لصرف هذا الراتب والذي سيتم صرفُه خلالَ الأيّام القليلة القادمة إن شاء الله.
والواقعُ أننا لن نقتصِرَ على هذه الأنشطة فحسب، بل سننفذ أنشطةً أُخرى، ومنها صرفُ السِّلال الغذائية لكافة أسر الشهداء، حَيثُ يأتي هذا المشروع بالتعاون من المجتمع والخيّرين والسلطات المحلية في المحافظات، وهناك مبادرات طيبة على أن يتم هذا المشروع على أكمل وجه، ويغطي كافة مناطق الجمهورية، كذلك سيتم صرف مبلغ مادي لكافة فروع ومكاتب مؤسّسة الشهداء في المحافظات لتلمس هموم واحتياجات أسر الشهداء الفقراء، وكل أسرة مما تحتاج إليه في معيشتها الاقتصادية، في أي جانب ينقصها على مستوى الأثاث المنزلي والبطانيات و… إلخ.
كذلك هناك أنشطة معنوية وفعاليات واسعة بهذه المناسبة والتي ستدشّـن -إن شاء الله- في الثالث عشر من جُمَادَى الأولى.
- كيف تجدون النجاحات على مستوى المحافظات.. وهل لديكم فروع في كُـلّ محافظة؟
فيما يتعلق بمكاتب مؤسّسة الشهداء، يوجد لدى المؤسّسة 17 فرعاً في 17 محافظة، ولديها مكاتب استقبال على مستوى المديريات، وفي بعض المحافظات التي فيها شهداء كُثْــرٌ على مستوى العزل أَيْـضاً.
وهناك اهتمام واسع في الميدان، والاستعدادات تجري في كافة المحافظات، والتي أبرزها العناية بروضات الشهداء بالطابع الموحد والنمط الموحد المعمم من مؤسّسة الشهداء، والمؤسّسة تعنى بالجوانب الفنية بتغذية الروضات وَفيما يتعلق بصب القبور، الدعم بالإسمنت، في صب روضات الشهداء الجدد، أَيْـضاً توفير الصور على كُـلّ قبور الشهداء في روضاتهم، أَيْـضاً الأضرحة، وأدعية الزيارة، واللوحات الإرشادية وغير ذلك من الأنشطة الفنية في روضات الشهداء.
- كيف تجدون تفاعل الجهات الرسمية والمواطنين مع مؤسّسة الشهداء.. وما هي رسالتُكم للجميع؟
تفاعل الجانب الرسمي المجلس السياسي الأعلى ثم حكومة الإنقاذ وقبلهما اللجنة الثورية العليا كان جيِّدًا، ونحن نشكرُهم على الاهتمام بأسر الشهداء على الرغم من شُحة الموارد وَصعوبة الوضع الاقتصادي في البلد بشكل عام.
والواقع أن هناك معاناةً كبيرة جِـدًّا للشعب اليمني وأسر الشهداء والفقراء والمساكين، ونحن نشكر القيادة على لفتة اعتماد رواتب الشهداء والتي هي أبرز إنجاز لحكومة الإنقاذ الوطني بصنعاء، واعتماد الراتب يمثل أكبرَ إنجاز للحكومة، ونشد على أيديهم في المزيد والمزيد للعناية.
ونحن أَيْـضاً نطالبُ المجلسَ السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ بأن تكونَ هناك تشريعاتٌ وقوانين تهتم برعاية أسر الشهداء بشكل ثابت، لا أن تكون المسالة في المناسبات أَو نحو ذلك.
- برأيكم أُستاذ طه.. ما المطلوبُ تقديمُه من قبل المواطنين ومؤسّسات الدولة لأبناء وذوي الشهداء؟
نحن في هذه الذكرى العظيمة نحرِصُ من خلالها على تذكير المجتمع بأكمله بأُسَرِ الشهداء، ومن أبرز ما يتحدث عنه قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي –حفظه الله- في هذه الذكرى ومن أهم محاور خطابه في هذه المناسبة هو تذكير الجميعِ بمسؤوليتهم، مجتمعاً وحكومةً، ولهذا نحن نشُدُّ على أيدي أبناء المجتمع اليمني العزيز الذي يحمل قيم الوفاء والعطاء والتكافل الاجتماعي؛ باعتبَارهم أهلَ الإيمان والحكمة بالاهتمام والعناية برعاية أسر الشهداء، وعدم الاتكال فقط على مؤسّسة الشهداء، فالأعباء كبيرة جِـدًّا والعدوان فاقم المعاناة فيما يتعلق بزيادة عدد الشهداء وكذلك فاقم المعاناة اقتصاديًّا بحصاره الظالم وإجراءاته التعسفية بحق بلادنا.
وهنا نذكّر الجميع، المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ والمجتمع والخيرين وأولي الطَّول بالعناية بأسر الشهداء وَرفد المؤسّسة، والأهم من ذلك هو العناية بأسر الشهداء في مناطقهم وفي مديرياتهم وفي عُزَلِهم، ويتحمل كُـلُّ مسلم وكل فرد حر غيور مسؤوليتَه في العناية باسر الشهداء.
- وماذا بشأن الصعوبات التي تواجهونها في مؤسّسة الشهداء سواء في هذه المناسبة أَو غيرها؟
بفضل الله وبفضل رعاية السيد القائد لهذه المؤسّسة ولما يولي هذه الشريحة من اهتمام كبير رغم انشغاله في الجوانب العسكرية والسياسية والاقتصادية، إلَّا أننا نجد مساحةً واسعةً من قبل السيد يحفظه الله في تخفيف معاناة المؤسّسة وأسر الشهداء وفي إنجاز أي مِلف يصلُ إليه فيما يتعلق بهذا الجانب.
ولا شك أن هناك في كُـلّ مناحي الحياة في مجتمعنا اليمني صعوباتٍ وعراقيلَ، خُصُوصاً وهناك عدوان كبير وغاشم يستهدف البشر والحجر والشجر وكل مقومات الحياة في اليمن العظيم، ويمكن القول إنه لا يوجدُ مؤسّسةٌ خَاصَّةٌ أَو عامة أَو مجتمعية إلَّا وهناك عراقيل، ولكن بفضل الله نتجاوز هذه العراقيل والتحديات ونسعى إلى تحويلها إلى فرص بإذن الله، وهناك مشاريعُ في التمكين الاقتصادي للأسر المنتجة، إن شاء الله نحن بصدد تنفيذها وافتتاح بعضها في الذكرى السنوية للشهيد.
- افتتاح مثل ماذا؟
افتتاح معامل للخياطة والتطريز، وكذلك معامل صناعة البخور وَأَيْـضاً مراكز لتأهيل وتدريب أبناء الشهداء في مجالات متعددة.
- نسمع عن برنامج إحسان.. هل لك أن توضح لنا أكثر عن هذا البرنامج؟
برنامج إحسان هو واحدٌ من أهم برامج مؤسّسة الشهداء والذي يُعنَى بفئة اليتيم.
فئة اليتيم هي أهمُّ فئة في شريحة أسر الشهداء؛ باعتبَارنا وهو محور عملنا في مؤسّسة الشهداء، وقد أتى هذا المشروعُ على أَسَاس أن نخصص وننتقي أهم شريحة في أسر الشهداء، وهذا البرنامج يتميز بالشفافية المطلقة مع الداعمين والكافلين وبآلية واضحة واستمارات للكافلين والمكفولين من الأيتام.
وندعو في هذا السياق ومِن على منبر هذه الصحيفة كُـلَّ الخيّرين لتبني مشروع الكفالة للمساهمة في هذا المشروع، كُلٌّ بما يتيسر له، إما بكفالة يتيم أَو يتيمين أَو خمسة أَو عشرة أَو ألف وَكلٌّ بما تيسر له من المواطن إلى التجار إلى الشركات وغيرهم.
وهي نوضح أن مبلغَ الكفالة لكل يتيم هي بواقع عشرة ألف ريال شهرياً لكل يتيم، بإجمالي 120 ألف ريال في السنة الواحدة لليتيم الواحد، وقد بلغ عددُ الأيتام المكفولين إلى هذه اللحظة حوالي 13 ألفاً وثمانمِئة يتيم إلى اليوم.
وهناك وعدٌ من جهة خيّرة جِـدًّا بكفالة 5000 يتيم ليصبح العدد 19 ألف يتيم ناقص 200، في نهاية شهر 12 يصبح العدد كذلك.
هذا البرنامجُ هو يستهدف اليتيم، اليتيم هو محط اهتمام الشارع والباري عز وجل تناول موضوع اليتيم في عدة مواضيع من القرآن الكريم كقوله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ).
الإصلاح المادي والتربوي والاجتماعي والإصلاح في شتى مناحي الحياة، وكثير من الآيات الكريمة، وهناك أحاديث تحث على فضل اليتيم وكفالته لا يسع المجال لذكرها.
- ما هي الدلالة والأثر التي تتركُها هذه المناسبة خلال إحيائها برأيكم أُستاذ طه؟
هذه المناسبة هي مناسبة ملهمة نستلهمُ منها الثبات والصبر والصمود في مواجهة التحديات مهما بلغت، ونستلهم من الشهداء العظماء في صبرهم وفي شجاعتهم وفي جهادهم ضد أعداء الله، ونستلهم منها ومن الشهداء العظماء كُـلَّ القيم المهمة والسامية والعالية.
ومن هذه المناسبة نستلهم ونستذكرُ تضحيات الشهداء ثم نذكر في الجانب الاجتماعي أسرهم وكيف يجب أن نكونَ أوفياء مع هؤلاء الشهداء بالسير على مبادئهم ثم بالعناية لأسرهم.
- رسالتكم إلى أسر الشهداء وأبناء وذوي الشهداء؟
رسالتي إلى الشهداء العظماء أولاً بالسلام والإعزاز والإكبار لهؤلاء الشهداء الأبرار الذين أكرمونا بدمائهم وبتضحياتهم والذي نحن وكل أبناء الشعب اليمني ننعمُ بفضل تضحياتهم.
ثم إلى أسرهم بالسلام والرحمة والبركة، مشفوعةً بالإعزاز والتقدير والإجلال.
ونحن نؤكّـد لأسر الشهداء بأننا لن نتساهلَ مع كُـلّ من يهمل أَو يقصّر، سواء مع عاملينا من امتداداتنا في الفروع، ونعدهم أننا لن نسمحَ ولن نتساهل مع أي مقصِّر، وأننا بإذن الله سنبذل قُصارى جهودنا في خدمتهم، وعلى أمل منهم أن يعينونا فيما يتعلق في المشاريع وأن تكون هناك أولوية لأيتام الشهداء.
ونؤكّـد للجميع نحن كعاملين ولأسر الشهداء بحق اليتيم.. اللهَ اللهَ في حق أيتام الشهداء، فاللهُ سبحانه وتعالى يقول: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا)، وندعو أسر الشهداء فيما يتعلق بالمشاكل الاجتماعية إلى محاولة حلحلتها ودياً، والرفع إلى الاجتماعيين في المناطق، وتخفيف الإشكالات الحاصلة نتيجةَ الأولاد أبناء الشهداء أَو فيما يتعلق بموضوع المرتبات والإرث، كما ندعوهم وندعو كُـلَّ الشرفاء والخيرين والمصلحين والاجتماعيين لحل مشاكل أسر الشهداء الاجتماعية وَإنهائها بشكل كامل خلال المناسبة.
- ما هي رسالتكم لقوى العدوان؟
رسالتي لقوى العدوان، أقول لهم:
كيف تصنعون بأمة تعشقُ الشهادة؟! أتهدّدونها بالقتل؟
إن أي أُمَّـة تعشق الشهادة في سبيل مبادئها وحريتها وعزتها ودينها لا يمكن بحال أن يخيفَها العدوُّ على الإطلاق.
ورسالتنا للأعداء:
مهما فعلتم ومهما دمّـرتم ومهما تماديتم في عدوانكم فَـإنَّ ذلك لن يوهنَ من عزيمة شعبنا ورجالِنا ومقاتلينا ومن أسر شهدائنا على الإطلاق.
- كلمة أخيرة؟
هناك موضوعٌ مهمٌّ جِـدًّا في هذه المناسبة يتعلق بأسر الشهداء، وهو أنه مهما تحدثنا في هذه المناسبة يجب أن نتحدث فيها عن الأنشطة ومشاريع المؤسّسة وعندما نتحدث فيها ليس من باب المَنِّ على أسر الشهداء على الإطلاق، فحقُّهم كثيرٌ وكثيرٌ، وما نقدمه لأسر الشهداء هو قليل وقليل في مقابل تضحياتهم وفي مقابل ما أكرمونا به في تقديم فلذات أكبادهم.
ونلتمسُ العُذرَ من أسر الشهداء في الحديث عن هذه المواضيع، وإنما من بابِ أن نثريَ الموضوعَ لفاعلي الخير وأن نحفِّزَ الآخرين، فهناك مشاريعُ كبيرةٌ لمؤسّسة الشهداء واسعة جِـدًّا، في الرعاية الصحية لا يسعُ المجالُ لذكرها، وَفي الجانب التربوي والتعليمي كمشروع الحقيبة المدرسية والمنح المجانية والتعليم الأهلي وغيرها، وهناك مشاريع في الأعياد كمشروعَي الكسوة في الفطر والأضحى المباركَين والكسوة العيدية والكثير من الأنشطة كمشروع تزويج أبناء الشهداء في الأعراس الجماعية وغيرها.