شهداؤنا عظماؤنا وفخرُ أمجادنا
مرتضى الجرموزي
ما نعيشه اليومَ من صمود وانتصارات في كافة المجالات بما فيها الجانب العسكري لم يكن لولا تضحياتُ رجالٍ صدقوا مع الله فصدقهم وحفظ مكانتهم في أعلى درجات الفردوس إلى قربِ الله وأنبيائه.
بشهدائنا ودمائهم الزكية كُنّا في اليمن ومنذُ الأيّام الأولى لانطلاق المسيرة القرآنية من رُبى صعدة، نعيش العزمَ والإقدام في مواصلة التحدي والإلهام في مواجهة قوى البغي والإجرام، وهي التي عجزت رغم حشودها العسكرية وجحافلها البشمرقة والمرتزِقة من إسكات صوت الحق وإضعاف أهل الحق الذين أبوا إلا أن يكونوا في طليعة الرجال الصادقين مع الله، منه يستمدون العونَ وهو جل في علاه من أفرغ عليهم الصبر وثبّت الأقدام وأنزل عليهم ملائكة كجنود وقفت وقفة المجاهدين وقاتلت قتالهم.
وفي ذكرى العظماء الشهداء الأخيار، ها نحن بفضل الله وبعظيم ما قدّموه، نعيش العزة والكرامة على طول وعرض جغرافيا الإباء اليمني والجهاد والاستشهاد، نعيش بفضل دمائهم أحرارا أعزاء في مناطق سيطرة المجلس السياسي وثورة 21 سبتمبر المجيدة.
وفي مشروع الجهاد والاستشهاد، قدّمت المسيرةُ خيرة رجالها الأبطال المؤمنين شهداء في ساحات وميادين المواجهة منذُ حرب صعدة الأولى إلى الحرب السادسة وما بعدها من أحداث متفرقة في صعدة وحجّـة وعمران، وُصُـولاً إلى صنعاء وذمار إلى إب والبيضاء، ومع استتاب الأمن وعودة الحياة الطبيعية للوسط الشعبي اليمني خَاصَّة بعد تطهير مناطق واسعة من دنس الإرهاب التكفيري، عادت السعوديةُ حاملةً مشروعيةَ النفاق والإرهاب الأمريكي، متقمصة ثوب المدافع عن حُرم الدين وشرائع السماء، وأعلنت حربها ضد اليمن تحت ذرائعَ باطلة مسحوقة مكذوبة.
ليُحتّم على أحرار اليمن ورجالاته المواجهة والدفاع عن الأرض والعقيدة والإنسان في مواجهة الحرب السعودية والعدوان الأمريكي، ومنذُ الساعات الأولى لإعلان العدوان وشعب اليمن بات كُـلَّ يوم وساعة يقدّم خيرة أبنائه مجاهدين في الجبهات يذودون عن الأمن وحياض الوطن وكرامة الإنسان مئات من الرجال ارتقوا شهداء في سبيل الله جرحى وأسرى ومرابطين ما وهنوا ما ضعفوا وما استكانوا وهم يبذلون لله جماجمهم ودماءَهم في سبيله ونصرة المستضعفين ودحر المعتدين ودفع الشر عن قاطبة أبناء اليمن الشرفاء.
وها نحن على أعتاب الذكرى السنوية للشهيد، ذكرى من تاجروا مع الله، فنعم الفوز والربح الذين نالوه من الله، سنحتفل بهذه الذكرى تمجيِّدًا وتعظيماً لمن خلّدوا تاريخهم في أنصع صوره المرصعة بالذهب اليماني الحمير الخالص.
شهداؤنا ذكرى خالدة ستحكي الأجيالُ عظيمَ تضحياتكم وجسيم ما صنعتم في سبيل إحقاق الحق وإماتة الباطل في ربوع اليمن والمسيرة العالمية والتي وفق توجيهات الله ستعم العالم مجداً وسمواً وتحريراً من العبودية والاضطهاد وإخراج البشرية من ظلمات الأوثان إلى نور عبادة الله وصراطه المستقيم.
فبالدماء الطاهرة والأرواح الشريفة والأنفس المؤمنة الطيبة المجاهدة التي قضت في سبيل الله وحلّقت إلى العلياء إلى بارئها، طُهرّت معظم مناطق ومحافظات اليمن، وبإذنه تعالى ستُطهّر كُـلُّ اليمن والمنطقة والخليج من دنس أُولئك الأنذال والأراذل والمنافقين الذين باعوا دينَهم وديناهم للشيطان وتولوا أولياء الشيطان في البيت الأبيض وتل أبيب.
نحن على ثقة بالله ونحن نُحيي هذه الذكرى العطرة أن الدماء تلك لشهدائنا لن تذهب سُدًى ولن تذهب تضحياتهم وبسالة المجاهدين أدراج الرياح، وسيختم الله لنا ولهم وبهم بالخير والنصر والفلاح، وستعيش اليمنُ الواقع الثوري مجداً وخلوداً في مواجهة أئمة الكفر والنفاق.
لأُسر الشهداء وذويهم وأهاليهم، طبتم بسفرائكم إلى الله الأعزاء، أبنائكم إخوانكم آبائكم وأزواجكم شهدائكم العظماء وشهدائنا الأعزاء، من وهبتموهم في سبيل الله وجعلتموهم صلة الربط فيما بينكم وبين الله لتسيروا على خطاهم وطريق جهادهم حتى يرث اللهُ الأرض ومن عليها.
سلام الله عليكم أيّها الشهداء، سلام الله عليكم فرداً فرداً يوم ولدتم ويوم تنقلتم في جبهات وميادين القتال تقارعون المعتدين وتنكلون بالظالمين والمنافقين، وسلام الله عليكم يوم استُشهدتم ويوم تُبعثون أحياء تفاخرون بعطاء الله أمام الأشهاد.
نعاهدكم أننا على خطاكم ومسيرة جهادكم لن نتخلف ولن نحيد مهما كانت تبعات المواجهة، فنحن للحق أنصار ولكم خير خلف.