جرائم بن سلمان تطال الموروث الديني والتاريخي
سند الصيادي
لم يوفر النظامُ السعوديُّ الطارئُ على تاريخ المنطقة في جُعبته أيَّ سهمٍ إلَّا وَصوبه إلى خاصرة الأُمَّــة؛ بغيةَ إحداث ثقوب في حاضرها ليتهاوى مستقبلها أمام الأجندة الصهيونية وَتتحقّق أطماعه، وَبانقياد أعمى باتت مملكة بن سلمان تسلم حاضرها وَمستقبل شعب الجزيرة إلى براثن العدوّ، نازعة ما بقي لهذا الشعب من مخالب وَأنياب يمكن أن يوظفها في الصراع العربي الإسلامي الصهيوني، وَيواجه بها مكائد وَأطماع هذا الكيان التي لا تتوقف وَلا تجنح لاتّفاقيات مودة أَو سلام.
وَبالإضافة إلى ظروف الارتهان المرحلي وَالضعف السياسي الذي فرض على هذا النظام المملوك أن ينحني أمام الإملاءات الأمريكية والإسرائيلية، ويوظف إمْكَاناتِه في خدمتها وَإنفاذها على رقعة الأرض العربية وَعلى شعوبها، يتمادى النظامُ السعوديُّ في خيانته وَيعمدها بالإصرار على أن يزيف الوعي الديني والتاريخي لدى الأجيال القادمة من خلال تغيير المناهج التعليمية بإسقاط آيات قرآنية، وَكذلك إحداث راسخة وَمتفق عليها بين مدارس الإسلام من السيرة النبوية، وكذلك الحقائق التاريخية عن عداء اليهود للإسلام وَالعرب وَعمر الصراع معهم تحت سقف أطماعهم المعلن.
خطواتٌ وإجراءاتٌ تعرفُ المنظومةُ الصهيونية مدى تأثيرها على مستقبل الصراع، تلك الخطوات التي تهدفُ إلى حرف مسار البوصلة الفكرية للأجيال وَتوجيهها لضرب قوى الأُمَّــة الفاعلة في مقاومتها للأعداء، كما تمهد الأرضية المناسبة لهذه الأطماع العدوانية الصهيونية مستقبلاً، وتطويع وترويض كُـلّ مفاعيل المقاومة ضدها، وَإسقاطها من ذهنية النشء العربي الإسلامي كعدو أزلي، وَهذه جريمة مضافة بحقِّ ماضي وَحاضر الأُمَّــة ومستقبلها، ناهيك عن جريمة التحريف وَالإسقاط الآثمة لمضامين الكتاب الإلهي، إرضاء للصهيونية وَإغضابا لله وَلرسوله وَللذاكرة الجمعية للأُمَّـة.
وبقدر ما هي محاولة يائسة من العدوّ الحقيقي للأُمَّـة أن يستغل سيطرته الكاملة على نظام هذه الأسرة، وَالاستفادة من المركز الجغرافي الديني الذي تسيطر عليه، لإعادة بناء الفكر الديني والتاريخي المتراكم وَالمعزز بالشواهد المعاصرة، إلَّا أن على عقلاء هذه الأسرة أن يمنعوا المنزلقات التي ستعصف بهم في النهاية، كما أن المجتمع الذي تحكمه هذه المنظومة مطالب بأن لا يستمر رضاه وَصمته على هذه الممارسات، وَلا يعفيه حالة القمع وَالتكميم للأفواه في أن يتحَرّك على كافة السبل المتاحة لمناوئة هذا العبث وَالانتصار للدين وَللتاريخ.