اليمنيون حقّقوا بالتكافل الاجتماعي ما عجزت عنه أكثر وأقوى الشعوب في المنطقة والعالم
الأشول: يتعاظم لدى الشعب التكافل الاجتماعي والتعاون أكثر فأكثر مع استمرار العدوان والحصار
الحجري: التكافل الاجتماعي عامل هام في انتصار معركتنا المقدسة في مواجهة العدوان
الذاري: علينا تقوية التكافل الاجتماعي لما له من أثر إيجابي على الفرد والمجتمع
الفقيه: المجتمع اليمني في الأساس متراحم ويدرك خطورة الغزو من خلال التجويع
الحميري: أشكال وصور التكافل لا تُحصى والمواطن اليمني يتقاسم رغيف العيش مع جاره
سياسيون وإعلاميون لصحيفة المسيرة:
المسيرة – أيمن قائد
لعب التكافل الاجتماعي دوراً كَبيراً في تثبت الصمود والثبات في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي.
ويؤكّـد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في أكثر من خطاباته على أهميّةِ ترسيخِ التكافل الاجتماعي في صناعة النصرِ وتقوية وتماسك الجبهة الداخلية.
وخلال السنواتِ الستِّ الماضيةِ من عمر العدوان الأمريكي السعودي على بلادنا، برزت ظاهرة التكافل الاجتماعي في أنصع صورتها، وأثبت الشعب اليمني أنه أهل للجود والكرم والتضحية؛ ولهذا فشلت كُـلّ المؤامرات الأمريكية السعودية في إخضاع الشعب اليمني وإركاعه؛ بسَببِ تعاونه وتكاتفه مع بعضه البعض.
ويرى عدد من الإعلاميين والسياسيين أن التكافُلَ الاجتماعي اليمني أذهل العالم، واستطاع أن يحقّقَ ما لم يستطع الآخرون تحقيقَه.
ويشير مستشارُ المجلس السياسي الأعلى -رئيس تكتل الأحزاب السياسية المناهضة للعدوان، عبد الملك الحجري، إلى حجم الحصار البري والجوي والبحري المفروض على شعبنا اليمني بالتزامن مع شن العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني البريطاني على بلادنا منذ ست سنوات وحتى اليوم في صورة وحشية تنم عن حقيقة نفسية العدوّ السعودي والحقد السياسي التاريخي تجاه اليمن وشعبه.
ويقول المستشار الحجري لصحيفة “المسيرة”: وعلى الرغم هذه المعاناة فقد كان للتكافل الاجتماعي المتعارف عليه قبلياً دورٌ رئيسي في تخفيف ذلك الحصار الخانق عبر التضامن الاجتماعي فيما بين أفراد الأسرة الكبيرة أَو الحارة أَو الحي أَو القرية، في نموذج اجتماعي فريد تتميز به اليمن على مر التاريخ وتحديدا في أوقات الصعاب والأزمات.
ويصف الحجري: الشعب اليمني بالشعب الأصيل والمشهور بالشهامة والنخوة والمتسلح على الدوام بقيم العزة والكرامة، مؤكّـداً أن هذه الصور من التكافل الاجتماعي بين أوساط الشعب يعد عاملاً مهماً ورئيسياً في انتصار معركتنا المقدسة في مواجهة العدوان ودحره.
التكافل المجتمعي سر الانتصار
من جهته، يقول الإعلامي رأي الله الأشول: كلما مر يومٌ آخر للعدوان كلما زاد التعاون والتكافل بين شرائح المجتمع اليمني الذي قلب بمبادئه وقيمه السمحاء الطاولة على المعتدين وكان خط الدفاع الأول في مواجهة تحالف العدوان.
ويرى الأشول أن الفضلَ بعد الله في تحول الجيش واللجان الشعبيّة من مرحلة الدفاع لمرحلة الهجوم التي حوّلت مسارات المعركة لصالحه وفرضت واقعاً منافياً تماماً للواقع الذي بدأت به الهجمةُ الشعواء على اليمن في الربع الأول من العام 2015م، كان نتيجة لهذا التكافل.
ويشير الأشول في حديثه لصحيفة “المسيرة” إلى أن المجتمع اليمني اتخذ من التكاتف والتآزر سلاحاً فتاكاً قارع بهِ قوى الشر والعدوان وانتصر عليها، موضحًا أنه باستقبال وإيواء النازحين ومشاطرتهم مشقة العيش والوجع وتتابع رفد الجبهات بمئات القوافل بشتى أصنافها، رسم المجتمع اليمني أكثر صور التكاتف والتآزر إيثاراً وتأثيراً رغم ما يعانيه البلد من عدوان وحصار خانق لستة أعوام متوالية.
ويؤكّـد الأشول أن ما سطره التكافل اليمني عجزت عنهُ أكثر وأقوى الشعوب في المنطقة والعالم، لافتاً إلى أن هناك شعوباً كانت تمتلك كُـلّ مقومات الدولة القوية والحضارية إلا أنها لم تصمد بتاتاً أمام أية حرب شُنت عليها، متبعاً: “إن فوضى داخلية ولو كانت محصورة تكفلت بتدمير بُنية الدولة ككل وتمزيق نسيجها الاجتماعي ذلك أن مجتمعها افتقر لما امتلكهُ المجتمع اليمني من تكاتف وتعاضد وتعاون أذهل العالم المتفرج لإحدى أفظع الحروب العدوانية في العصر الحديث”.
التكافل أدهش شعوب العالم
أما الأُستاذ الإعلامي توفيق الحميري فيرى أن الشعب اليمني الكريم يعتنق سلوكَ التكافل ويعتبره معيارا أَسَاسيا معبرا عن الانتماء للهُـــوِيَّة اليمانية الإيمانية اعتناقا متميزا بتقديس التحلي بصفة الكرم والتعاون، مُشيراً إلى اننا اليوم أمام مشهدا تكافليا متفردا لم يسبق له مثيل يقوم به شعب يمني عظيم.
ويرى الحميري أنه وعلى الرغم من تكالب الأعداء وحقدهم الدفين على هذا الشعب، فقد مضى متوكلاً على الله فأحبط مكرَ حصار وعدوان أمريكا وأدواتها وحقّق آية التأييد الالهي والانتصار المسدد.
ويلفت الحميري إلى “أنه منذ الساعات الأولى في مواجهة العدوان وإلى بداية ذلك الخطاب التاريخي للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله حين قدم فيه محدّدات وخارطة الصمود والمواجهة ودعوته إلى تعزيز التكافل الشعبي؛ باعتبَاره من أهم عوامل الصمود والثبات والانتصار واستمر القائد يؤكّـد ويشدّد على أهميته في كُـلّ خطاباته، مما جعل التلبيةَ الشعبيّةَ والاستجابةَ لهذه الدعوة أن تكون عند المستوى العملي والحجم والأثر الفاعل بالقيام بالمسؤولية الفردية والجمعية”.
ويقول الحميري لصحيفة “المسيرة”: إن اليمني الصامد قدم تكافلاً أدهش كُـلّ شعوب العالم وإن كُـلّ من يشاهد يوميًّا هذا الشعب يرسل قوافل الدعم ويرفد الجبهات وأنه هو ذلك الذي عملت وعمدت دول العدوان وفي مقدمتهم أمريكا منذ وقت سابق للعدوان والحصار بسنوات على تدهور اقتصاده وتدني مستوى معيشته تمهيدا وتحضيرا للعدوان والغزو والحصار، فخاب رهان أمريكا وأدواتها وتفانى الشعب اليمني بتجسيد حالة التكافل.
ويذكر الحميري أن أشكال وصور التكافل لا تعد ولا تُحصى بدءًا بذلك المواطن الذي تقاسم رغيف العيش مع جيرانه الذين توقفت أعمالهم وأمام ذلك التاجر الذي سدّد عن المعسر المسجون ديونه وأمام ذلك الموظف والمعلم الذي واظب في تأديته مهمته رغم انقطاع راتبه ونقل البنك المركزي وأمام ذلك المزارع الذي كثّـف مجهوده وعزز إنتاجه والمحاصيل مُرورًا بتلك القبيلة التي أنهت قضايا الثأر فيما بينها، وُصُـولاً إلى المجتمع الحريص عملا وقولا بمتانة الجبهة الداخلية.
ويواصل الحميري حديثه قائلاً: “ونجد أن دعوات قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في الاهتمام بالتكافل الاجتماعي في معظم خطاباته له الأثر الكبير في ترسيخ هذا المبدأ في أذهان الناس بالرغم من وجوده في أوساطهم من قبل لكنه كاد أن يتلاشى نوعاً ما”.
من جانبه، يؤكّـد الناشط الإعلامي علي الذاري أن التكافل الاجتماعي خلال السنوات الست الماضية كان لهُ دور كبير وبارز في مواجهة العدوان والمساهمة في تحقيق الانتصارات بكافة الجوانب، سواءٌ أكانت سياسية أَو اجتماعية أَو عسكرية وأمنية.
ويقول الذاري: “اليمنيون خلال هذه السنوات الست العجاف انتصروا بفضل الله سبحانه وتعالى الذي بعث فيهم يوسف العصر (السيد القائد يحفظه الله) الذي قاد ووجّه شعب الأنصار بالحكمة اليمانية والنور المحمدي خلال السنوات الماضية”، مُشيراً إلى اهتمام قائد الثورة في ترسيخ مبدأ التكافل الاجتماعي لدى أبناء هذا الشعب وتعزيزه فيهم الصمود والعزة والأنفة بوجه المعتدين، الذين سعوا من أول أَيَّـام العدوان أن يسكتوه وأن يميتوه جوعاً وقهراً.
ويوضح الناشط الذاري أن التكافل الاجتماعي الذي نعيشه اليوم قد ساهم فيه كافة شرائح المجتمع الذين أثبتوا من خلاله مدى إيمانهم بقضيتهم ومظلوميتهم التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا، مؤكّـداً أن التكافل اليوم له دور كبير في تعزيز الصمود، متبعاً “يجب علينا جميعاً أن نمضيَ لتعزيز وتقوية هذا الدور وذلك لما فيه من أثر إيجابي على نفسيه الفرد والمجتمع”.
من جهته، يرى الإعلامي مطيع الفقيه –مدير عام البرامج بإذاعة صنعاء- أن الحصار أدَاة رئيسةٌ من الأدوات التي يستخدمها الأعداء في عدوانهم علينا، وأن ورقةَ الاقتصاد يلعب بها اللئيم أملاً منه في أن يُحدِثَ تغييراً من الداخل، مؤكّـداً أن هذا الرهانَ -إذَا أجدى مع آخرين- لا يمكن أن يُجدِيَ مع المجتمع اليمني الذي قال فيه الرسول الأعظم (الإيمان يمان)، وهُـــوِيَّتنا الإيمانية توجب علينا أن يشد بعضُنا بعضاً ويساند أحدنا الآخر في محنته.
ويقولُ الإعلامي الفقيه أن مجتمعَنا اليمني في الأَسَاس مجتمعٌ متراحمٌ، كما أنه أدرك خطورة الغزو من خلال التجويع؛ ولذلك شكّل هذا التكافل درعاً حصيناً يردع العدوان في هذه الجبهة الخطيرة التي فشل فيها العدوّ كما فشل في غيرها من الجبهات.