العدوان وانكشاف مبرّراته
محمد العنسي
أقفُ في حيرةٍ من أمري ما هذه الدرماتيكية وأنا أشاهدُ الأحداثَ تتبلور يوماً إثر يوم فأتذكر وأسأل نفسي أين هي الشعارات الرنانة والخطابات المؤدلجة والضجيج والهذيان… إلخ، الذي كان تتحدث وتتغنى به الأنظمة العميلة، سبحان الله كيف يكشفهم في ليلة وضحاها، فلقد تغيرت واضمحلت تلك العبارات والخطابات وانقشع الغبار وبان كُـلّ شيء على حقيقته لقد أظهر الله الأمور وجلاها ولكن في الوقت والزمان الذي اختاره الله والذي يخدم جنوده المستضعفين وأولياءه، المتأمل لذلك السر الإلهي يجد في ذلك ترابطا كبيرا بين صراع الحق والباطل في وقتنا الحالي وهذا يعتبر من سنن الله عبر الأزمان.
تتذكرون أن هذا العدوان شنه النظام السعودي ضمن تحالف من عدة دويلات عميلة وكانت مبرّراتهم، هو لمواجهة التمدد الإيراني، وللحفاظ على النسيج العربي ولحماية المقدسات… إلخ.
وكانت تلك المبرّرات عبارة عن أكاذيب يمررونها لخديعة شعوبهم فانخدع الكثير منها واليوم العاقل منهم في صدمة من أمره حتى المرتزِقة اليمنيين أوهموا أنفسهم بتلك الدعايات والشائعات الفارغة التي كانوا يروجون لها أكثر من المعتدي نفسه، اليوم نجدهم مكبوتين ومبهوتين لقد انتهت هذه الشائعات والدعايات بفضل الله ومنه وكرمه وها نحن نرى الكثير منهم يعودون إلى أرضهم وإخوتهم وهناك الكثير والكثير يريدون الرجوع وينتظرون الفرص، والبعض منهم مكبوت على أمرة وبعضهم لا يفقهون في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً.
بفضل الله إننا نشاهد دويلات العدوان تترامى علناً بعد أن كان سراً في احضان الصهاينة دولة بعد دولة ليكتشف لنا وللشعوب العربية المدجنة صوابية حقنا وطريقنا ومسيرتنا ولتنقشع تلك المبرّرات والأكاذيب المفتراة زوراً وبهتاناً التي اقترفتها أنظمة عميلة رخيصَة غير متوقعة أن الأمور ستصل إلى ما وصلت إليه, فهي كانت تمني نفسها بنصر حاسم في زمن قياسي قصير وكانت شائعاتُهم ودعاياتُهم مبنيةً على ذلك، حَيثُ كان تأثيرها تخديري لزمن قياسي قصير تخدر به من كان في عينه غشاوة عن الحق، لتكتشف دول العدوان أنها كانت على أوهام بل هي أضغاث أحلام يقول تعالى {أَمْ تَأْمُرُهُمْ أحلامهُمْ بِهَذَا أم هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ}, فكلتا الحالتين كانت فيهم كانوا طاغين أمرتهم أحلامهم بهذا فهم في حسرة نادمون.
إن من رعاية الله وتأييده للحق وأهله في صراعهم مع الباطل وأهله أن يجلي لهم عدوهم ويكشفه على بينته ويمزقه كُـلّ ممزق وهذا ما نشاهده وسنشاهده بشكل أكبر وأوسع خلال الفترات القادمة ولنا في ذلك حديث يطول نتناوله بطرح آخر، ولنعود في سياق الموضوع لنرى أن ذلك ما كان له أن يحصل لولا ثبات أهل الحق على حقهم وتضحياتهم الكبيرة والجهود الجبارة والعظيمة التي يبذلونها في سبيل الله.
فالآن دول العدوان تبيع فلسطين ومقدّساتها وتبيع العروبة في السوق الأمريكية الغربية وهي ناظرة لبيع الوطن العربي بأجمعه وبمقدمته المناطق المحتلّة من اليمن إن لم يتم اجتثاثهم ومحاربتهم وهزيمتهم وهو ما يكون وسيكون بإذن الله.
والآن على الشعوب العربية وفي مقدمتهم أبناء الشعب اليمني الذين ما زالوا يرزحون في المناطق المحتلّة أن يعوا ويستبصروا الشواهد الكثيرة ومنها ما ذكرنا ولنا مقالات كثيرة في سياق الموضوع تفضح أكاذيب العدوان وأهدافه ومبرّراته وجرائمه.