الصهاينة باتوا يعتبرون اليمن الخطرَ الحقيقي لوجودهم وهم متفاجئون بأن بلادنا أصبحت رقماً صعباً لا يستهان به
الخبير العسكري والاستراتيجي عابد الثور في حوار لصحيفة “المسيرة”:
المسيرة- حاوره منصور البكالي
أكّـد الخبيرُ العسكري والاستراتيجي، العميد الركن عابد الثور، أن الكيانَ الصهيوني بات يخشى كَثيراً من اليمن ومن تنامي القدرات العسكرية اليمنية، مُشيراً إلى أن استهدافَ العمقَين السعودي والإماراتي يحمل رسائلَ واضحةً بأن القوة اليمنية قادرةٌ على استهداف الكيان الصهيوني والوصول إلى مسافات أبعد.
وتوقَّـــعَ العميدُ الثور في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة” أن تكونَ سنة 2021 هي الأكثرَ وجعاً وألماً وتدميراً للقدرة العسكرية والاقتصادية والسياسية للنظام السعودي.
إلى نص الحوار:
– بداية سيادة العميد عابد الثور.. كيف تعلقون على تصريحات ناطق جيش الاحتلال الصهيوني بخصوص مخاوف “إسرائيل” من القدرات العسكرية اليمنية؟
أهلاً ومرحباً بكم، إنَّ تصريحَ الناطق الرسمي لجيش العدوّ الصهيوني لصحيفة “إيلاف” السعودية يدلّلُ دلالةً كبيرةً على أن المسألة لم تعد مُجَـرّد حرب وعدوان على اليمن وليست فقط -كما يدّعون- عودة الشرعية أَو غير شرعية أَو تدخل في الشأن اليمني، فاليوم باتت الرؤية واضحةً، وحينما يصرح الجيش الصهيوني بهذا التصريح لهو دلالةٌ كبيرةٌ على أن القوة اليمنية وأن الجيش اليمني أصبح قوةً عسكرية في المنطقة لها قدرتُها ولها إمْكَانيتها ولها استراتيجيتها، ولعل السياسةَ العسكرية اليمنية تؤكّـد أنها ماضيةٌ قدماً في تطوير أسلحتها وتعاظم قدرتها، خَاصَّة الأسلحة الاستراتيجية كالقوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر والدفاعات الجوية.
ولعل أَيْـضاً وزير الدفاع اليمني، محمد العاطفي، وهو يشيرُ في لقائه الأخير بأن البُنية العسكرية اكتملت، وأن المرحلةَ القادمة ستكون الحربَ الشاملة لتحرير كُـلّ الأراضي اليمنية، وهنا يأتي الخطرُ الحقيقي على اليهود، وهنا ظهرت أبعادُ الحرب واستراتيجيةُ العدوان من خلال التصريح؛ ولهذا نؤكّـدُ مجدّدًا أن تصريحَ ناطق جيش الاحتلال الصهيوني يدل دلالة كبيرة على أن الموضوعَ أخذ في الأجندة الصهيونية حجماً كَبيراً، ويعتبرون اليومَ أن اليمنَ هو الخطرُ الحقيقي للوجود الصهيوني.
– ولكن سيادة العميد.. كيف تنظرون إلى التقارب السعودي الصهيوني في هذا الجانب وخوضهما حرباً مشتركةً ضد اليمن؟
كما نعلم أن وجودَ نظام آل سعود في الجزيرة العربية منذ نشأة هذا الكيان، وما أنشأته بريطانيا وما مكّنته في المنطقة إلَّا ليوجه تحديين، التحدي الأول وهو بناء دولة إسرائيلية وبناء موطن لليهود في قلب الجزيرة العربية في فلسطين، وضمان بقاء النظام اليهودي هو ضمان لبقاء آل سعود، فيما التحدي الآخر يتمثل في تدمير اليمن بشكل عام الذي يمثل جنوب الجزيرة العربية والعُمق الاستراتيجي للوطن العربي، وهو يعتبر البوابة الجنوبية الرئيسية للأُمَّـة العربية، من الجهة الجنوبية، وبالتالي هَذان التحديان مضت بريطانيا في تأسيسهما وإيجادهما، وقد أوجدت النظام السعودي.
وأود القول هنا: إن ما يحدث من تطبيع علاقة ثنائية بين دول تحالف العدوان على اليمن والكيان الصهيوني دلالة كبيرة على حقيقة أن التحديين كانا حقيقيين فعلاً، وأن الكيان الصهيوني بات اليوم يوجه الخطرَ الحقيقي الأكبر فعلاً؛ باعتبَار أن النظام السعودي اليوم لم يفِ بعهده الذي التزمَ به تجاه النظام الصهيوني، بأنها ستقضي على اليمن، وأنها ستدمِّـــرُ اليمن، وأن اليمنَ هو جزءٌ لا يتجزّأ من جغرافيا آل سعود، فكانت هذه الحرب بمثابة كشفٍ للحقائق أمام العالم، وفوجئ الكيان الصهيوني بأن اليمن ومجلسَها السياسي الأعلى وجيشها ولجانها الشعبيّة، أصبحوا في 6 سنوات، رقماً صعباً لا يستهان به”.
– إذا أقدمت “إسرائيل” على ارتكاب حماقة في اليمن.. ماذا تتوقعون أن يحدث؟
الواقعُ أن قائدَ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي كان ظهر في خطابٍ متلفزٍ وتوعّد بضربِ الكيان الصهيوني في عُمقه الاستراتيجي، ولأول مرة في التاريخ المعاصر يوجد زعيمٌ أَو قائد أَو ملك يتكلم بهذه اللهجة، ويهدّد الكيان الصهيوني، ولأول مرة يوجد قائد يهدّد ويتوعد بضربات استراتيجية، ويتوعَّدُ كيانَ العدوّ الصهيوني بضربات حقيقية في عُمقه.
وهنا أقول لك: إن ضرباتِنا الاستراتيجيةَ في عمق النظام السعودي، وعلى مَدَيات تعدت 1700 كيلو متر بطيراننا المسيّر أَو بالقوة الصاروخية، كما أن دفاعاتنا الجوية تتصدى لأحدث الطائرات التي يمتلكُها النظام الأمريكي والبريطاني وينفذها النظام السعودي، وها هي تُسقِطُ اليوم أحدث أسلحة العالم التي اشتراها النظام السعودي باتت تسقط وهو يؤكّـد أن القدرة العسكرية لليمن أصبحت متطورة، والرسائل الصهيونية والإسرائيلية تؤكّـد أن الجمهورية اليمنية أصبحت قوةً عُظمى وتمتلك المقومات الحديثة للدفاع عن نفسها وحماية أراضيها واستقلالها، وأنه ليس من السهل أن يستمر العدوان في حربه وحصاره على الشعب اليمني.
وأود أن أشيرَ هنا إلى أن حرب ست السنوات قد أفضت إلى معادلةٍ جديدةٍ كانت معادلةً عسكريةً أَو سياسيةً، حَيثُ أصبحت السياسةُ العسكرية تتعاظم يوماً بعد يوم من تدريبات متنوعة، ولعل الاستراتيجية العسكرية القادمة تحتملُ دخولَ أعداء جدد، ومن ضمنهم إسرائيل وبالتالي، فَـإنَّ الجاهزية العسكرية على أعلى مستوى ورسالة وزير الدفاع العاطفي كانت واضحة جداً، حَيثُ أنه أكّـد أن القوات المسلحة مستعدة لمواجهة أية قوى معاديةٍ سواءٌ أكانت أمريكا أَو إسرائيل.
– هل تعتقدون أن إسرائيل ستدرس خياراتها في أية حماقة ضد اليمن.. أم أنها ستجازف مثل السعودية والإمارات؟
دعني أوضح نقطةً مهمةً هنا، وهي أن الاستراتيجية العسكرية للجمهورية اليمنية تنص على المواجهة لأية قوة عظمى تحاول احتلال البلد.
ونحن نعرف أن إسرائيل قوة خبيثة وغير شرعية وتدرك تماماً تنامي القوات العسكرية لليمن، وَأَيْـضاً تعي تهديدات قائد الثورة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وهي تعتبر اليمن ضمن محور مقاومة قوي جِـدًّا وفي منطقة استراتيجية؛ وذلك كونها تتحكم على أهم منافذ بحرية في العالم، وتسيطر على اتّجاهين للمياه الدولية والبحر الأحمر؛ ولذلك ليس من السهل أن تمر هذه المعطيات مرور الكرام، فإسرائيل تعلم جيِّدًا مدى الخطورة التي تشكلها القوات المسلحة، وأن التهديد ليس تهديداً كما كان في الماضي كحرب 73 وحرب 67 و56، فاليمن جاد في تهديده.
كما أود القول إن الرسائل العسكرية اليمنية التي ضربت مسافات واسعة وبعيدة داخل العمق السعودي وعلى مسافات تجاوزت (1700) أوصلت رسالة للعدو الصهيوني بجدية التهديد الذي أطلقه قائد الثورة.
إن قصف أهداف استراتيجية داخل العمق السعودي والإماراتي هي رسائل واضحة بأن القوات المسلحة اليمنية قادرة على استهداف الكيان الصهيوني، فالقوات المسلحة تستطيع أن تصل إلى مسافات أبعد من مسافات الكيان الصهيوني.
– المرحلة المقبلة.. كيف تنظرون إليها في ظل استمرار العدوان والحصار على اليمن؟
اليوم ليس من السهل على النظام السعودي أن يتحمل المرحلة القادمة، وأتوقع أن تكون سنة 2021 الأكثر وجعا وألما وتدميرا للقدرة العسكرية والاقتصادية والسياسية للنظام السعودي.
العام 2021 سيحمل معه كُـلّ معنى للسياسة العسكرية اليمنية، وَأَيْـضاً للاستراتيجية العسكرية اليمنية القادمة والتي من بداياتها تلك العمليات مؤخّراً على العمق في جدة وإسقاط الطائرة المسيرة، وعمليات عسكرية أربكت العدوَّ السعودي والأمريكي.
ولعل اليوم ما يحصل من تطور كبير وتعاظم للقدرات العسكرية اليمنية، أربك حسابات العدوان وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وفرنسا، إذ لم يكونوا يتوقعون أن اليمن وبهذه السرعة استطاع أن يتجاوز مراحل طويلة في البناء العسكري قد تحتاج إلى عشرات السنين لأن تصلَ إلى مستوى دولة عربية واحدة فقط، لكنها استطاعت أن تقطع مسافات كبيرة خلال ست سنوات وَأن تصل إلى مصافِّ الدول المصنعة للسلاح.
ليس هذا فقط وإنما التطوير الهائل في مستوى التدريب العسكري الذي طال كُـلّ صنوف القوات المسلحة اليمنية.
– بعد تشكيل ما يسمى حكومة محاصصة بين وكلاء العدوان.. هل تتوقعون انجرار هذه الحكومة إلى مربع التطبيع مع الكيان الصهيوني؟
بالطبع، نحن نعتبر أن النظام السعودي سيسعى بكل ما يمتلك من قوةٍ ومن هيمنة على المرتزِقة، بأن تعلنَ حكومة المرتزقة والمجلس الانتقالي التطبيعَ مع الكيان الصهيوني حتى يضمن الانتقالي بقاءَه.
وكما هو معروفٌ، فقد أعلن مسبقًا المجلس الانتقالي بتصريحات من أعضائه أنه من حق المحتلين لفلسطين أن ينعموا بالسلام، وهذه قد أوصلت الرسالة، وَالأيّام القادمة ستحملُ معها رسالة المجلس الانتقالي في الجنوب، بإعلان التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وما يحدث الآن من بناء قاعدة إسرائيلية في سقطرى وإعطاء إسرائيل موضعَ قَدَمٍ في جنوب اليمن، إلا دلالة كبيرة على أن أهدافَهم قد اتضحت وأبعادَهم وأجندتَهم قد اتضحت، وأنهم يسعَون إلى تقويض عملية السلام في العالم بأكمله، وأن تحتكرَ إسرائيل القوةَ فقط في الشرق الأوسط، ولكن بوجود الجمهورية اليمنية وقيادةِ أنصار الله والسيد عبدالملك الحوثي –حفظه الله- اندحرت أحلامُهم وتحطّمت أحلامُهم بهذا المشروع الكبير.