الشهيد معمر الحاضري.. أيقونةُ الصمود والتحدي
- الشهيد البطل كان يرى في حمل السلاح ومقارعة الأعداء في ميادين القتال سنام الجهاد
- تضحية وبذل وصبر الشهيد الحاضري درس بليغ لكل إعلامي حر وشريف ومجاهد
- أقلامنا المثقفة والإعلامية ستتحول إلى رصاص وصواريخَ بالستية تقض مضجع العدو والمرتزقة
المسيرة: بسام عبدالله النجار
أزرق العينين.. هكذا عُرف وذاع صيتُه في أرجاء يمن الإيمان والحكمة وبين جمهوره الممتد على أرض السعيدة بعد أن نثر ألوانَ إبداعه وتميُّزه وصموده عبر أثير إذاعة صنعاء – البرنامج العام مخرجاً متألقاً، وصادقاً لفترة (يمن الصمود) منذ أول ليلة شُن فيها العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي القذر على بلادنا، ومجاهداً وثائراً وثابتاً في ميادين العزة والشرف.. إنه الشهيدُ المجاهد الإعلامي / معمر حسين الحاضري الذي ارتقى إلى بارئه شهيداً في جبهات القتال بعد أن زرع الصمودَ والوعيَ في عقول وأفئدة سامعيه من أبناء الشعب اليمني، ونكّل بأعداء الله ومرتزِقة العدوان في مختلف الجبهات والميادين.
مشوارُه الإعلامي
بدأ الشهيدُ البطل (معمر الحاضري) رحلةَ عمله الإعلامي في عام 2002م كمهندس في إدارة التشغيل بإذاعة صنعاء، لتظهر قدراتُه الإبداعية وحَسُّه الإعلامي وموهبتُه الإخراجية سريعاً، وما هي سوى سنتين حتى انتقل إلى إدارةِ الإخراج ليعمل مخرجاً للبرامج المنوعة والخَاصَّة والبرامج الجماهيرية المباشرة التي تألق فيها وسجّل اسمَه بذلك في قوائم كبار مخرجي إذاعة صنعاء المبدعين الذين أثروا المكتبةَ الإذاعيةَ بالعديد من البرامج المتميزة والفريدة.
وما إن بدأ العدوان حتى أخذ الشهيدُ على عاتقِه مسؤوليةَ الدفاع عن الوطن والتصدي للأعداء من على منبره الإعلامي منذ اليوم الأول، ليقدم دروساً في العزة والشجاعة والإباء التي كان يحملُها في جوفه لمستمعيه الذين ارتبطوا معه طيلةَ ليالي الصمود المشهودة، فكان ثابتاً شامخاً شموخَ عيبان وعطان، مجاهداً صابراً ومقارعاً للطغاة والمستكبرين، وهذا ما ظهر لديه من خلال عمله الذي لم يتهاون في أدائه يوماً من الأيّام، معتبراً إياه واجباً دينياً ووطنياً مقدساً.
انطلاقتُه إلى الميدان
وعلى الرغم أن الجبهةَ الإعلاميةَ تعد من أهم الجبهات المواجهة والمتصدية لقوى العدوان ومرتزِقته وإحدى ميادين الجهاد المهمة، إلا أن الشهيدَ البطلَ كان يرى في حمل السلاح ومقارعة الأعداء في ميادين القتال سنام الجهاد وجوهره، كما كان يرى في الشهادة حُلمَه الذي لطالما حلم به (ولم تغره الشهرةُ الإعلامية التي اكتسبها عن تحقيقه)، وهنا تمكُنُ (عظمة الشهيد معمر الحاضري) الذي صال وجال وتنقل بعِزٍّ وشموخ واستبسال بين جبهتَي الوعي والوغى حاملاً في قلبه روحَ القرآن منهجاً ومسيراً كغيره من شهداء اليمن العظماء.
إن ما قدمه (شهيد الصمود.. الحاضري) من تضحية وبذل وصبر يعد درساً بليغاً لكل إعلامي حر وشريف ومجاهد، سيُسجل على سدرة الخلود بدم العزة والنصر وسيكتب في هامات التاريخ.. كيف لا وهو من آثر الحياةَ الآخرة على الأولى ورفض الخنوع والذل وامتطى صهوةَ الإيمان والكرامة ونهض ناصراً للمستضعفين، مدافعاً عن الدين والأرض والعرض من الغزاة والمحتلّين الجدد خدام أمريكا وإسرائيل، مقدماً بذلك العديد من الرسائل العظيمة والقوية لدول العدوان الغاشم ومرتزِقته، مفادُها أن أقلامنا المثقفة والإعلامية ستتحول إلى رصاصٍ وَصواريخَ بالستية تقض مضجع العدو، وتنكل بالمعتدين وكل من يساندهم من المرتزِقة والعملاء الذين باعوا أنفسهم ووطنهم بأبخس الأثمان، وما شهداء الإعلام الذين تركوا المناصب والشهرة إلا خير دليل على ذلك.
علمتنا كيف نحب الأوطان
وفي الأخير لا نملِك سوى القول: “نعم ترجلت عنا فارساً صنديداً مغواراً، ورحلت من بيننا عظيماً خالداً مقداماً، لكنك علمتنا دروساً في الشجاعة والبذل والعطاء والأخلاق والجهاد وكيف نحب الأوطان، فهنيئاً لك الشهادة يا زميلَنا العزيز (أزرق العينين)، فأنت طلبت الشهادةَ عاشقاً، وها أنت نلتها مجاهداً فرحاً في هذه الأيّام المباركة التي نحتفي فيها بذكرى شهدائنا العظماء الذين أوفوا بقسَمِهم وانطلقوا في سبيل الله مجاهدين صادقين لمواجهة العدوان والتصدي له، فلك ولهم المجد والخلود.