قادة المقاومة: الاحتلال أخفق في تحقيق أهدافه والمقاومة جاهزة للرد لأي عدوان
بمناسبة مرور الذكرى الـ12 للحرب على غزة
المسيرة / متابعات
بعد 12 عاماً على مرور الحرب “الإسرائيلية” القاسية على قطاع غزة عام 2008م، وإخفاق جيش الاحتلال بتحقيق أهدافها، أكّـدت قيادةُ المقاومة الفلسطينية، أن المقاومةَ باتت أكثرَ قوة وجهوزية؛ للتصّدي لأي عدوان “إسرائيلي” محتمل ضد الشعب الفلسطيني.
وشدّدوا على أن المقاومةَ أفشلت كافةَ أهداف الاحتلال في كسر شوكة المقاومة ونزع سلاحها وثنيها عن تطوير بناء قدراتها العسكرية، وأن الحاضنة الشعبيّة ازدادت تمسكًا بالمقاومة، رغم جميع المجازر التي اُرتُكبت ضدهم.
وخلّفت المعركةُ آلافَ الشهداء والجرحى والإعاقات، وتدمير مئات المنازل والمنشآت الزراعية والاقتصادية وضرب البُنية التحتية؛ بهَدفِ خلق رأي بين الجمهور الفلسطيني من شأنه أن يزعزعَ الثقةَ بالمقاومة.
وأكّـد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الشيخ خضر حبيب، أن حكومةَ الاحتلال خططت لخوض الحرب ضد غزة، لتحقيق أهداف عدة، منها محاولةُ نزع سلاح المقاومة وكشر إرادَة الشعب الفلسطيني، موضحًا أن جيشَ الاحتلال أخفق في تحقيق أهدافه.
وشدّد حبيب، على أن الحربَ مع الاحتلال ما زالت مستمرةً، وأن فصائل المقاومة باتوا أكثرَ جهوزيةً وقوةً في العتاد والتدريب لمواجهة أي عدوان “إسرائيلي” ضد الشعب الفلسطيني.
وأوضح القيادي، أن حركتَه تطمحُ بأن ترتقيَ الغرفةُ المشتركةُ التي تجمعُ كافة فصائل المقاومة بأن تكون النواة الحقيقية في تشكيل جيش وطني فلسطيني تحت قيادة واحدة، هدفها الدفاع عن المواطنين والمقدسات الإسلامية من “حماقات الاحتلال”.
وأشَارَ حبيب، إلى أن الفلسطينيين ومقاومتهم يواجهون عدوًا ذا طبيعة عدوانية على المنطقة برمتها، وهو رأس حربة المشروع الاستعماري التي ترعاه دولُ الاستكبار الغربية.
وذكر أن الدولَ الغربية وضعت كيانَ الاحتلال في المنطقة العربية، لسلب مقدراتها وثرواتها وزعزع الدول على نحو متواصل.
جاء ذلك في ورشة عمل بعنوان “في ذكرى الفرقان.. ركنُ مقاومتنا شديد”، في مقر حركة الأحرار، غرب مدينة غزة.
وشدّد القيادي في حركة “حماس” د. إسماعيل رضوان، على أن الحربَ مثلت انتصاراً كَبيراً للمقاومة في هزيمة جيش الاحتلال، رغم الإمْكَانات المتواضعة.
وأوضح رضوان، أن الحربَ أسّست لمراكمة قوة المقاومة في مواجهة مشاريع الاحتلال، وأن جميعَ الأجنحة العسكرية باتت اليوم أفضلَ بكثير عما كانت عليه سابقًا في ترسيخ قواعد الاشتباك.
وأكّـد أن الشعبَ الفلسطيني وحركته “لن يتخلوا عن دربِ المقاومة وإسقاط المشاريع التصفوية منها: صفقة القرن، والتطبيع”.
وتوجّـه رضوان، برسالة إلى الدول المطبعة مع الاحتلال، أوضح فيها أن استمرارَ علاقاتهم مع العدوّ يشجع ويساند جيش الاحتلال بارتكاب المزيد من المجازر الإنسانية ضد الشعب الفلسطيني.
وفي حال شنّ جيش الاحتلال هجومًا ضد غزة، أكّـد رضوان، أن المقاومة جاهزة للرد على جرائم الاحتلال وأن العدوّ سيفتح “باب جهنم عليه”.
ومن أهداف جيش الاحتلال في حربه على غزة، تحرير الجندي “جلعاد شاليط”، وتدمير قدرات المقاومة، وفق ما أعلنته حكومة الاحتلال برئاسة أيهود أولمرت.
الأمين العام لحركة الأحرار، خالد أبو هلال، رأى أن جيشَ الاحتلال أراد من حربه العسكرية إحداثَ صدمة على صعيد الشارع الفلسطيني وحركات المقاومة، من خلال ضرب جميع المقرات الأمنية وأهداف أُخرى بالقنابل في لحظة واحدة، وتُعرف بالعلوم العسكرية “الضربة الاستباقية”.
وقال أبو هلال: إن “الاحتلالَ استهدف أركانَ ورموزَ الأجهزة الأمنية، على رأسهم وزيرُ الداخلية الشهيد سعيد صيام، الرافضين لاتّفاقية (أوسلو)، وإجهاض تطوير بناء قدرات المقاومة”.
وَأَضَـافَ الأمين، أن المقاومةَ استمرت في ضرب المغتصبات المحتلّة حتى آخر يوم في المعركة، ولم ترفع الراية البيضاء.
ولفت أبو هلال، إلى أن انتصارَ المقاومة أثمر اليوم، إذ أعلنت الغرفةُ المشتركةُ نيّتَها إطلاقَ مناورة عسكرية الأولى من نوعها، مع إمْكَانات وأدوات متطّورة، وسط حاضنة شعبيّة كبيرة.
عضو المكتب السياسي لحركة “المجاهدين”، د. نائل أبو عودة، رأى أن الحربَ شكّلت علامةً فارقةً في تاريخ الشعب الفلسطيني ومقاومته، إذ انتقلت بنا إلى محطة الايمان بالنصر.
وقال أبو عودة: إن “المقاومةَ فرضت قوة ردع وشكلت رأس حربة في التصدي لمشاريع الاحتلال، وأفشلت منظومة (الجيش الذي لا يُقهر).
وَأَضَـافَ أن قوة الميدان هي من تصنع المعادلات السياسية، وليس مشاريع هرولة التطبيع مع كيان الاحتلال، والتسوية.
وقال هاني الثوابتة، عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين: إن “حكومةَ الاحتلال هدفت إلى قتل روح القتال لدى الفلسطينيين، مع تطبيق منهجية كي الوعي في زعزعة الثقة بالمقاومة”.
وَأَضَـافَ الثوابتة، أن الاحتلالَ بات لديه هاجسٌ في اتِّخاذ قرار بالاجتياح البري لغزة، خوفًا من قتل واختطاف جنوده”.
وفي حرب الأولى على غزة التي وقعت بتاريخ 28-12- 2008، استشهد 1440 فلسطينياً ومن الأجهزة الأمنية، وإصابة ما يزيد عن 5 آلاف، بينهم حالات إعاقة، علاوة عن تدمير 27 مسجدًا و67 مدرسة، 32 منشأة صحية، ومئات البيوت.