القوات المسلحة تعلن حصاد 2020

خسائر وجرائم العدوّ تتضخم معبرةً عن حجم مأزقه في اليمن

تحولات كبرى في الميدان وتطورات مدهشة في القدرات ورسائل تهديد جديدة

 

المسيرة | خاص

كشف المتحدثُ الرسميُّ باسم القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، أمس الاثنين، عن إحصائيات عام 2020 لغارات العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، وإنجازات قوات الجيش واللجان الشعبيّة، وكشفت الإحصائياتُ عن خسائرَ كبيرةٍ تكبدها العدوُّ ومرتزِقته خلال العام المنصرم، إلى جانب تطورات مدهشة في القدرات العسكرية اليمنية، وقد أعلن سريع عن وجودِ صناعات عسكرية جديدة لم يُكشَفُ عنها بعدُ، ودخول وحدات قتالية جديدة إلى أرض المعركة، كما وجّه رسائلَ عسكريةً مهمةً لدول العدوان، أبرزُها تحديدُ 10 أهداف حسَّاسة في العمق السعودي قد تتعرض للضرب خلال 24 ساعة إذَا قرّرت القيادةُ، وتوعد بضربِ موانئ دول العدوان رداً على استمرار الحصار.

 

8888 غارةً جويةً ومئاتُ الشهداء والجرحى

فيما يخُصُّ غارات العدوان، أوضح العميد سريع أن مقاتلاتِ العدوّ شنت أكثرَ من 8888 غارة جوية على 14 محافظة يمنية، منها 410 غارات باستخدام الطائرات بدون طيار، وقد تعرضت محافظةُ مأرب للجزء الأكبر من الغارات، حَيثُ قصفها العدوُّ بأكثرَ من 3621 غارةً، تليها محافظة الجوف بأكثرَ من 1981 غارةً، وقد أَدَّت هذه الغاراتُ الإجرامية إلى استشهادِ وجرح المئات من المدنيين وتسببت بأضرار كبيرة في الممتلكات والبنية التحتية.

وتضمن مِلَفُّ جرائمِ العدوان، خروقاتِه المستمرةَ في محافظة الحديدة والتي تنوعت بين القصف الجوي والمدفعي والصاروخي، وعمليات استهداف المدنيين والتي كان من آخرها الجريمةُ التي ارتكبها المرتزِقةُ قبل أَيَّـام في مديرية الحوك بالمحافظة.

تحولاتٌ كُبرى في الجبهات.. أكثرُ من 974 عمليةً

وفي ملفِّ الإنجازاتِ العسكرية وعمليات الردع، أوضح سريع أن القواتِ المسلحة نفّذت خلالَ العامِ الفائت أكثرَ من 974 عملية عسكرية برية، بينها 309 عمليات هجومية و623 عمليةَ إغارة و42 عمليةَ تسلل على مواقع العدوّ، فيما تم التصدي 683 محاولة هجومية من قبل العدوّ.

وعلى رأس قائمة العمليات البرية للجيش واللجان عملية “البنيان المرصوص” النوعية التي أسفرت عن تطهير كامل جبهة نهم، وُصُـولاً إلى مفرق الجوف، وتوغلت داخلَ محافظة مارب، وعملية “فأمكن منهم” التي أسفرت عن تطهيرِ معظم محافظة الجوف، إلى جانب العملية الكبرى التي تكللت بإسقاط أكبر معاقل التنظيمات التكفيرية في محافظة البيضاء وتحرير أجزاء كبيرة من المحافظة.

وقد شكّلت هذه العملياتُ بالذات أبرزَ ملامح التحول العسكري الكبير الذي شهده العامُ المنصرم؛ كونها أعادت تشكيلَ خارطة السيطرة بشكل جذري، وأسقطت معظمَ الأوراق العسكرية الرئيسية التي كان العدوُّ يراهنُ عليها في الداخل، وحوّلتها إلى أوراق ضغط كبيرة بيد صنعاء.

 

 (15366) قتيلاً وجريحاً في صفوف العدوّ وتدمير 1090 آلية

وكشف العميدُ سريع عن أرقام خسائر العدوان جراء العمليات العسكرية التي نفذتها قواتُ الجيش واللجان خلال العام الفائت، حَيثُ سقط أكثرُ من 15 ألفاً و366 قتيلاً وجريحاً من قوات العدوّ ومرتزِقته (6467 قتيلاً و8899 مصاباً)، إلى جانب تدمير أكثر من 1090 آليةً ومدرعة وجرافة.

وفي تفاصيل هذه الأرقام، أوضح سريع أن وحدةَ ضد الدروع تمكّنت من تدمير أكثر من 177 آليةً للعدو (أطقم ودبابات ومدرعات وعربات)، كما دمّـرت 88 من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة للعدو، واستهدفت أكثرَ من 413 تحصيناً وتجمعاً لقواته، فيما استهدفت وحدةُ الهندسة العسكرية أكثرَ من 635 آليةً معاديةً، و2298 تجمعاً لقوات العدوّ، و97 من تحصيناته.

وتعتبر وحدتا الهندسة وضد الدروع من أكثرِ الوحدات العسكرية نشاطاً وتميزاً في العمليات العسكرية لقوات الجيش واللجان، إذ تتسبب بخسائرَ كبيرةٍ للعدو أثناء المعارك وتسهم في تسريعِ هزائمه وصد زحوفاته.

وإلى جانب ذلك، أوضح العميد يحيى سريع أن وحدةَ المدفعية نفذت خلال العام الفائت، أكثرَ من 13881 عمليةَ استهداف لتجمعات ومواقع العدوّ ومرتزِقته، منها 231 عملية مشتركة مع سلاح الجو المسير.

وتعتبر عملياتُ المدفعية المشتركة مع الطيران المسيّر من التطورات المهمة التي حقّقتها قواتُ الجيش واللجان وأضافتها إلى أرضِ المعركة، حَيثُ تحقّق هذه العملياتُ إصاباتٍ دقيقةً جِـدًّا، وتواكب تحَرّكاتِ العدوّ بشكل سريع.

وأوضح سريع أن صواريخَ “زلزال1” باتت ضمن أسلحة وحدة المدفعية، الأمر الذي يترجم تطوراً كَبيراً في الاستراتيجيات.

 

تطورٌ كبيرٌ في قدرات “القناصة”: اصطيادُ طائرات استطلاعية

وكان لوحدة القناصة في إحصائيات العام المنصرم تميزٌ خاصٌّ، إذ كشف العميدُ يحيى سريع أنها تمكّنت من قنص سبع طائرات استطلاعية للعدو، الأمر الذي يعتبر نقلةً نوعيةً مهمة في قدرات هذه الوحدة التي أكّـد ناطق القوات المسلحة أن تخضعَ لتدريبات نوعية وأنها باتت قادرةً على تغطية الجبهات بكوادر متميزة من قوامها البشري.

وتضمنت إنجازاتُ وحدة القناصة المتميزة خلال العام المنصرم أَيْـضاً، قنصَ أكثرَ من 14420 عنصراً من المرتزِقة المحليين بينهم 69 قيادياً، و81 ضابطاً وجندياً سعودياً، و324 من ضباط وجنود المرتزِقة السودانيين، و213 آلية، و46 قناصاً تابعاً للعدو، و36 تحصيناً.

 

تشكيلاتٌ قتالية جديدة

وأعلن العميد يحيى سريع أن “تشكيلاتٍ عسكريةً جديدةً ستنضمُّ إلى معركةِ مواجهةِ العدوان خلال الفترة المقبلة بعد أن خضعت لعملية متكاملة من التدريب والتأهيل”، مُشيراً إلى أن بعضَ هذه التشكيلات “ستتولى تنفيذَ مهامٍّ نوعيةٍ منها دحرُ الغزاة والمحتلّين وأتباعهم من بعض المناطق”.

ويؤكّـد هذا الإعلانُ على أن المسار التصاعدي لتطور قدرات الجيش واللجان الشعبيّة لم يعد يقتصر على مستوى التصنيع أَو التكتيك، بل على مستوى التخصصات القتالية، الأمر الذي يعبر عن إدارةٍ استثنائية للمعركة.

 

 235 ضربة بالستية ومجنحة.. ولدينا مزيد

وفي مِلَفِّ عمليات الردع الصاروخي والجوي، كشف العميدُ يحيى سريع أن القوةَ الصاروخية أطلقت خلال العام المنصرم 235 صاروخا بالستياً ومجنحاً، منها 178 صاروخاً بالستياً على معسكرات ومواقع ومقرات الغزاة والمرتزِقة في الداخل، و75 صاروخا بالستياً ومجنحاً على العمق السعودي.

وأوضح ناطق القوات المسلحة أن الضرباتِ الصاروخيةَ التي استهدفت العمق السعودي تضمنت 20 صاروخا من نوع “بدر بي” و30 صاروخاً من نوع “بدر1” و12 صاروخا لم يتم الكشف عنها بعدُ، و7 صواريخ من نوع “قدس 1 وَقدس2” المجنحة، و6 صواريخ بعيدة المدى من نوع “ذو الفقار”.

وأكّـد سريع أن “القوة الصاروخية أثبتت قدرتَها على تحقيق الردع المطلوب وألحقت بالعدوّ أضراراً كبيرةً، لا سِـيَّـما في المنشآت الحيوية التي كانت ضمن بنك أهداف قواتنا”.

وأعلن أن القواتِ المسلحةَ باتت تمتلكُ “صواريخَ بالستية ومجنحة قادرة على استهداف المزيد من المنشآت الحيوية للعدو وإلحاق خسائر كبيرة في منشآته العسكرية والاقتصادية”.

 

10 أهداف سعودية حساسة قد تُقصف في أية لحظة

وفي سياق الردع الصاروخي، وجّه ناطقُ القوات المسلحة رسالةً مباشرةً للعدو السعودي بشكل خاص، حَيثُ أعلن أن “هناك 10 أهدافٍ حيوية وحساسة في عمق العدوّ السعودي ضمنَ بنكِ أهداف قواتنا قد تتعرضُ للاستهداف في أية لحظة”، وَأَضَـافَ أن القواتِ المسلحةَ مستعدةٌ لضرب هذه الأهداف “خلال مدة لا تزيد عن 24 ساعة إذَا قرّرت القيادة ذلك”.

وإلى جانب ما تحمله هذه الرسالةُ من تهديدٍ كبير للعدو وتَحَدٍّ لإمْكَانياته ودفاعاته المتطورة التي أثبتت فشلها أمام الأسلحة اليمنية، فَـإِنَّها أَيْـضاً تؤكّـد على مستوى التطور الذي وصلت إليه القدرات الصاروخية والتي باتت قادرة على تغطية 10 أهداف حساسة، وبشكل نوعي، في ظرف يوم واحد.


447 هجوماً بـ”المسيّر” وآلافُ العمليات الاستطلاعية

وفي ما يخُصُّ سلاحَ الجو المسيَّر، أوضح سريع أن العام 2020 شهد تنفيذَ أكثرَ من 5613 عملية جوية، بينها 267 عملية هجومية استهدفت العمق السعودي و180 عمليةً هجومية استهدفت مواقعَ ومعسكراتِ الغزاة والمرتزِقة في الداخل، وأكّـد أن “معظم عمليات سلاح الجو المسيّر نجحت في تحقيق أهدافها، لا سِـيَّـما تلك العمليات التي استهدفت منشآت العدو”.

وأشَارَ سريع إلى أن التطورَ الكبيرَ في قدراتِ سلاح الجو المسيّر يترجمُ مستوى اهتمام القيادة بتطوير البحوث والصناعات في هذا المجال.

وكشف أن “هناك أجيالاً جديدة من المسيَّرات الهجومية لم يكشف عنها بعدُ، وتتمتع بقدرة عالية سواء على مستوى السرعة أَو إصابة الهدف أَو حتى القوة التدميرية”.

وأعلن أن هناك “صناعاتٍ عسكريةً جديدةً سيتم الإعلان عنها خلال الفترة المقبلة”.

 

إسقاط 67 طائرةً معادية و663 عملية تَصَدٍّ

وفي مجال الدفاع الجوي، أوضح العميد يحيى سريع أنه تم تنفيذُ أكثر من 730 عمليةً خلال العام الفائت، تضمّنت إسقاطَ 67 طائرة للعدو، بينها مقاتلةُ “تورنيدو” وطائرتان مسيرتان مقاتلتان من نوع “CH-4″، كما تمكّنت الدفاعاتُ الجويةُ من التصدي لأكثرَ من 663 تشكيلاً حربياً معادياً.

وأوضع سريع أن من أبرز إنجازات الدفاع الجوي خلال العام الفائت مضاعفةَ عمليات إجبار الطيران المعادي على المغادرة وإصابة طائرات حربية للعدو بأعطال فنية مختلفة، مُشيراً إلى أن صواريخَ الدفاع الجوي تمكّنت من إعاقة مقاتلات العدوّ عن تنفيذ مهام عدائية في الجبهات، وأدت إلى منعه من دخولِ أجواء بعضِ المناطق، الأمر الذي له تأثيرٌ كبيرٌ على سير المعارك.

وأشَارَ سريع إلى أن قيادةَ وزارة الدفاع ورئاسَةَ هيئة الأركان تولي مِلفَّ الدفاع الجوي اهتماماً خاصًّا بتوجيه من رئيس المجلس السياسي الأعلى القائد الأعلى للقوات المسلحة.


رسائلُ العام الجديد: موانئُ العدوّ لن تكونَ آمنة
ً

إلى جانبِ رسالةِ التهديد الصاروخي بضرب 10 أهدافٍ حساسةٍ للعدو، وجّه ناطقُ القوات المسلحة رسالتين إضافيتين في نفس السياق.

الأولى جاء فيها أن “أيةَ مغامرةٍ قد يُقدِمُ عليها العدوانُ وأدواتُه في الساحل الغربي وتحديداً في الحديدة سيكونُ ثمنُها باهظاً جِـدًّا وستمتدُّ تبعاتُها إلى عواصم العدوان وموانئِه ومنشآته”، وهو تحذيرٌ مباشرٌ للعدو الذي ما زال يحاولُ اللعبَ على وتر “أمنِ الملاحة البحرية” لاستثارة الرأي العام الدولي وخلق مبرّراتٍ لإعادة التصعيد على الساحل.

والرسالةُ الأُخرى جاء فيها أنه “لن تبقى موانئُ اليمن مغلقةً فيما موانئ حكام الإمارات والسعودية مفتوحة”.

وَأَضَـافَ سريع أن “هذه الرسالة على العدوِّ أن يستوعبَها جيداً”، الأمر الذي يُنذِرُ بعملياتٍ غيرِ مسبوقة قد تطالُ موانئَ دول العدوان رداً على استمرار الحصار.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com