سنحان وبني بهلول تطلق شرارة الاكتفاء الذاتي من الحبوب
وكيل المحافظة الشيخ الشاوش: الشعب اليمني مستجيب لقيادته العظيمة، ممثلة بقائد الثورة الذي دعا إلى ثورة زراعية
الشيخ الحسيني: نسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب بمختلف أصنافها
الشيخ صالح بدر: المجتمع بات يملك كُـلَّ مؤهلات العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي حَيثُ توجد قيادة صادقة
الشيخ هميل ناصر: لدينا جبهة زراعية ينضم فيها كُـلّ من لا يذهب للمشاركة في الجبهة العسكرية
بمشاركة أكثر من 60 حراثة وتوافد مستمر لمالكيها نحو الانخراط في مبادرة الحراثة المجتمعية
المسيرة: نوح جلاس
دُشّـنت في مديرية سنحان وبني بهلول محافظة صنعاء، الثلاثاء الماضي، مبادرةُ الحراثة المجتمعية لدعم وتشجيع المزارعين بالحراثة الآلية، تنفذه وحدةُ الحراثة المجتمعية بالمؤسّسة العامة لتنمية وإنتاج الحبوب بالتنسيق مع مكتب الزراعة وإشراف اللجنة الزراعية.
وخلال التدشين، تم توقيعُ خمس وثائقَ قبلية لمنع الزحف العمراني والبيع والشراء في الأراضي والقيعان الزراعية، لتشجيع التوسع في زراعة محاصيل الحبوب في إطار برنامج اللجنة الزراعية للنهوض بالقطاع الزراعي.
وأشَارَ الحاضرون إلى أهميّة دور المجتمع في المبادرة لاستصلاح وزراعة الأراضي استجابةً لدعوة قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي لخفضِ فاتورة الاستيراد، مشيدين بتجاوب المجتمع مع جهود تعزيز دور القطاع الزراعي وترجمة لتوجّـهات الدولة لتحقيق نهضة زراعية حقيقية.
وفي سياق ذلك، أجرت صحيفة المسيرة جولة ميدانية، وتحدثت مع عدد من المشايخ والشخصيات الاجتماعية القائمة على المبادرة، وخرجت بالحصيلة التالية:
تحدث لصحيفة المسيرة وكيل محافظة صنعاء، الشيخ عبدالقادر الشاوش، بقوله: إن “الشعب اليمني مستجيب لقيادته العظيمة، ممثلة بقائد الثورة الذي دعا إلى ثورة زراعية”.
ويضيف وكيل محافظة صنعاء: “سنحان وبني بهلول كان لها السبق في هذه المبادرة وشاركوا في يوم التدشين بـ65 حراثة، ثم بعد ذلك توافد مالكو الحراثات للمشاركة في المبادرة، وما يزال التوافد إلى الآن”.
ويؤكّـد الشيخ الشاوش أن “القادمَ أعظمُ ولدينا قيعان واسعة ومَنَّ اللهُ علينا بالأمطار وهناك اندفاعٌ كبيرٌ للمجتمع والإخوة في وحدة الشق والحراثة المجتمعية وقريباً إن شَاءَ اللهُ ستعم الخضرة كُـلّ الأراضي الزراعية”.
إجراءاتٌ تحفيزيةٌ للمزارعين:
ويتابع حديثه: “الآن ما زلنا نقوم بوضع خطة للبدء بتدشين حراثة شاملة وبشكل كبير في كُـلّ الأراضي المهملة واستصلاحها”، مُشيراً إلى أنه “تم توقيعُ اتّفاق لتخفيض أسعار الحراثة، بما يجعل المواطن والمزارع قادراً على زرع ما يمتلكه من أراضي، كما يجري وضعُ خطة لتوفير التسهيلات لمالكي الحراثات بالحصول على الوقود والصيانة بالأسعار الرسمية، بحيث يكون هناك توازن بين قدرات المواطن وقدرات مالكي الحراثات”.
ويوضح أن “الأسعار حدّدتها وحدة الحراثة بـ6000 للساعة، وفي الأيّام القادمة إن شَاءَ اللهُ ستخفَّض أكثر”، مؤكّـداً أن “المجتمع عازم على القيام بثورة زراعية تحقّق الاكتفاء الذاتي لليمن واليمنيين وكسر شوكة العدوان والحصار”.
ويخاطب الشيخ الشاوش المجتمع اليمني بقوله: “لن نمد أيدينا إلى أعدائنا وقد أعزنا الله بالأرض والمال والغَيث والقيادة الحكيمة”.
أسبابُ غياب التوجّـه الزراعي إبان العقود الماضية:
وفي سياق متصل، يشير وكيل محافظة صنعاء إلى أن أسباب غياب التوجّـه نحو الاكتفاء الذاتي لدى الحكومات السابقة كان لعدة أسباب، وكما يقول الشيخ الشاوش: إن “السببَ الأولَ أن النظام السابق كان معتمداً على المساعدات والقروض وحمل الشعب الكثير من الديون ولم يكن لديه مشروعٌ قرآني ولا مشروع سياسي للارتقاء بالبلد”.
ويضيف “من الأسباب التي كانت تعيق الحكومات السابقة هي توقيع اتّفاقيات خضوع بعدم زراعة الحبوب أَو وضع خطط للاكتفاء الذاتي”.
ويتابع حديثه بالقول: “جاءت القيادة العظيمة بتوجه جاد نحو الزراعة وتحقيق الاكتفاء الذاتي لإرساء مداميك العزة والكرامة للشعب اليمني”، مُشيراً إلى أن “اليمنيون قهروا العدوان بالتصنيع العسكري والصمود، والآن ماضون لقهر الحصار بتحقيق الاكتفاء الذاتي”.
ويؤكّـد أن “الشعبَ صحا ووعى وبات قادراً على مواجهة كُـلّ التحديات والمؤامرات، وهذا العام إن شَاءَ اللهُ سيكون عام الاكتفاء الذاتي بعون الله”.
ويشير إلى أن “هناك مبادرات مجتمعية لتخفيض أسعار شق الأراضي والحواجز والممرات المائية، وتخفيض أسعار الحصادات، بما يسهم في تشجيع المزارعين”.
ويوضح أن “هناك تنسيقاً مستفيضاً بين المجتمع والمؤسّسات الحكومية المعنية في القطاع الزراعي لتذليل كُـلّ الصعاب أمام الثورة الزراعية القادمة إن شَاءَ اللهُ”.
وفي ختام حديثه للصحيفة، يدعو الشيخ الشاوش المجلسَ الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية إلى إلزام المنظمات العاملة في اليمن بإقامة المشاريع الأَسَاسية التي تخدم اليمنيين وتوفر لهم تنمية مستدامة كالمشاريع الزراعية الفاعلة، وعدم الركون إلى المشاريع الثانوية التي تقوم بها المنظمات لإهدار مساعدات الشعب اليمني بما لا يخدمه في هذه الأوضاع العصيبة.
ويحذر وكيل محافظة صنعاء من المساعي المشبوهة لبعض المنظمات والتي تسعى إلى محاربة الروحية الساعية إلى تعزيز فرصِ الاستثمار الزراعي وتحقيق التنمية الزراعية الواعدة والرامية إلى إرساء مداميك الاكتفاء الذاتي.
تفاعُلٌ مجتمعي كبير مع مبادرات الحراثة المجتمعية:
من جهته، يؤكّـد مسؤول وحدة الحراثة والشق المجتمعية بمحافظة صنعاء، علي الجرادي، أن “مالكي الحراثات يتوافدون وبكثافة لتسجيل أسمائهم وتوقيع عقود معهم لتمكينهم من المشاركة في مبادرات الحراثة المجتمعية”.
ويقول الجرادي: “إن هذه المبادرة توصل معها عدة رسائل للداخل والخارج، فهي تؤكّـد لقوى العدوان أننا سنزرع ونكتفي ونجاهد مهما كانت التحديات ولن تعيقنا كُـلّ المؤامرات”، مُضيفاً “المبادرة تقول للمجتمع اليمني أبشِروا بثورة زراعية لم يسبق لها مثيل على مر التاريخ اليمني”.
ويوضح الجرادي أن “هذه مبادرة مجتمعية تحَرّكت من واقع التوجّـه الصادق الذي تحمله ثورة الـ 21 من سبتمبر وقيادتها العظيمة نحو الاكتفاء وتحقيق العزة والكرامة للشعب اليمني”.
وبشأن مبادرة الحراثة المجتمعية يقول الجرادي “بدأنا تدشينَ الحِراثة في سنحان وبني بهلول، وخطواتنا القادمة مرحلية وبعون الله ستكون لها أهدافها المنشودة، في تحقيق النهضة الزراعية والنهوض بالاقتصاد الوطني”.
ويؤكّـد أن “الثورة وقيادتها العظيمة وعدت بتحقيق العزة والكرامة للشعب، وبالتالي لا بُـدَّ من تحقيق الاكتفاء الذاتي لمواجهة كُـلّ الضغوط التي تمارسها قوى الاستكبار، وهو ما يسعى إليه الشعب وقيادته التي لم يسبق لها مثيل”.
ويشير إلى أن وحدة الحراثة والشق المجتمعية “بصدد تنفيذ خطط قادمة لمرحلة ما بعد الحراثة، حَيثُ يجري التنسيق لتوفير البذور المحسنة للمزارعين بالتنسيق مع المؤسّسة العامة لإنتاج وتنمية البذور لتمكين المواطنين من زراعة كُـلّ الأراضي وجعلهم يأكلون مما يزرعون”.
وفي ختام حديثه للصحيفة يؤكّـد أن “أسبابَ العدوان والحصار وممارسات المنظمات الابتزازية دفعت الشعب لشق طريقه نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي”، مخاطباً قوى العدوان “الشعبُ اليمني إن شَاءَ اللهُ سيحقّق نقلةً نوعية في الجبهة الزراعية، فبعد أن جعلتمونا نقاتل بأسلحة محلية الصنع، فَـإنَّ حصاركم سيجعل اليمن بعون الله يأكل مما يزرع”.
مساعٍ قبليةٌ ومجتمعية لمنع بيع الأراضي الزراعية:
إلى ذلك، يتحدث للصحيفة أحد مشايخ بني بهلول، حميد الحسيني، ويؤكّـد أن توجُّـهَ القيادة الصادق نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي يجر المجتمع نحو الزراعة.
ويؤكّـد أن من أهمِّ أهداف تدشين المبادرات المجتمعية الزراعية هو “السعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب بمختلف أصنافها”.
ويقول الشيخ حميد الحسيني: “نسعى لإقامة الحواجز وقد بدأنا بعمل 5 حواجز مائية بالمديرية”، مُضيفاً “نسعى لإنشاء جمعية زراعية للمديرية وتوفير رأس مال لضمان تشغيلها”.
ويشير شيخ مشايخ بني بهلول بقوله: “نحن بصدد تشكيل لجنة زراعية لمسح الأراضي الزراعية واستغلال كُـلّ الأراضي الصالحة للزراعة واستصلاح الأراضي الأُخرى؛ لضمان زراعة أكبر قدر ممكن من المساحات بما يسهم في تعزيز الإنتاج الزراعي”.
وخاطب الشيخ حميد الحسيني قوى العدوان بقوله: “سنناضل ونكتفي ذاتياً في ظل القيادة العظيمة”.
الجبهة الزراعية أَسَاسُ استعادة الحرية والاستقلال والكرامة:
بدوره، يتحدث الشيخ هميل حسين ناصر –أحد مشايخ وادي الأجبار بمديرية سنحان- لصحيفة المسيرة، ويشير إلى أن أبناء المديرية “بصدد إشعال شرارة الثورة الزراعية في اليمن بالكامل، وهذه الثورة أهميتها لا تقل عن الثورة السياسية بشكل عام، وهي ثورة تسعى لتحقيق الاستقلال والحرية والكرامة”.
ويقول الشيخ هميل ناصر: “لدينا جبهة زراعية، ينضم فيها كُـلُّ مَن لا يذهب للمشاركة في الجبهة العسكرية، وهذه الجبهة، الناس جميعُهم متوجّـهون في الثورة الزراعية لتحقيق الاكتفاء وإعادة اليمن للتصدير وإرجاعها إلى موقعها السامي والعالي بين دول العالم”، منوِّهًا بأنه تم منعُ بيعِ الأراضي الزراعية بالقدر الممكن وسط مطالبة الحكومة بإعانتهم في هذا السياق.
ويضيف الشيخ ناصر “وقّعنا وثيقة قبليةً لمنع بيع الأراضي الزراعية، وقدمناها للدولة، وهي الآن بصدد تظليل الوديان والأراضي الزراعية وحمايتها من الزخف العمراني”.
ويؤكّـد أن “الناس جميعهم استجابوا لتوجيهات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله، ونحن في عدوان، ولا بُـدَّ من التكاتف لمواجهته وإعادة اليمن لتاريخها ومجدها الأصيل”.
ويتطرق إلى أنه “إذا لم نستطع إنجاح الثورة الزراعية فنحن فاشلون؛ لأَنَّ خسارة الجبهة الزراعية تعني خسارة كُـلّ الجبهات التي نواجه بها الأعداء، ونجاحنا مرهون بتحقيق الاكتفاء الذاتي”.
وطالب الشيخ هميل حسن ناصر “بتوفير الحراثات بالأسعار الممكنة وتوفير كُـلّ ما تحتاجه من صيانة ووقود بأسعار رسمية”.
وفي ختام حديثه للصحيفة ينوّه بأن “لدينا مبادرة مجتمعية يساهم فيها المواطنون بـ50% والباقي على الدولة لتحقيق النهوض بالقطاع الزراعي على كُـلّ المستويات”.
المجتمع بات يملك كُـلّ مؤهلات النهوض بالقطاع الزراعي:
وفي ختام الجولة الميدانية لصحيفة المسيرة، يؤكّـد الشيخ صالح بدر الحاضري –أحد مشايخ سنحان– أن “مبادرة الحراثة المجتمعية جاءت من قبل المجتمع الذي لبَّى دعوةَ القيادة الثورية والسياسية التي تعمل بكل جهد لتحقيق الاكتفاء الذاتي”.
ويقول في حديثه للصحيفة: “نحن كجنود في كُـلّ المجالات وفي كُـلّ الجبهات، لبينا داعيَ القيادة، وتحَرّكنا لترجمة التوجيهات إلى واقع عملي”، مثمناً “جهود عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، في كُـلّ المجالات خُصُوصاً في مجال الزراعة، حَيثُ يبذل كُـلّ الجهود اللازمة”.
ويضيفُ الشيخ صالح بدر الحاضري “المجتمع بات يملك كُـلّ مؤهلات العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي، حَيثُ توجد قيادة صادقة، وفي المقابل من الله علينا بالأمطار الهنيئة وعادت الحياة للآبار السطحية وامتلأت الآبار الجوفية، والسدود والحواجز المائية، وهذه كلها بعون الله ستمكّنا من تحقيق الاكتفاء الذاتي”.
ويشير إلى أن “الدولة وفّرت الحراثات ووجّهت بتوفير المشتقات النفطية، بحيث تكون أسعار الحراثة بسعر أقل”، مؤكّـداً أن “الناس في كُـلّ يوم يستقبلون الحراثات التي تطلقها القيادة عبر الجمعيات والمؤسّسات التابعة لها، وكذلك حراثات المجتمع المتفاعل مع المبادرات الساعية إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي”.
ويتابع حديثه “إن شَاءَ اللهُ ستستمر المبادرات المجتمعية في مراحل ما بعد الحراثة، حَيثُ ستبدأ مبادرات الزراعة، وهي تتضمنُ تجهيز الأراضي الزراعية بشكل نهائي وزراعتها بمختلف الحبوب، والعمل على توسيع الممرات المائية وتعزيز كُـلّ مصادر المياه”.
ويردف بالقول: “بعون الله سنصل بعد عدة أشهر إلى حصاد واسع لمختلف الأصناف الزراعية الضرورية”.
ودعا الشيخ صالح بدر الحاضري “المواطنين إلى التفاعل مع التوجّـه الزراعي لتحقيق الاكتفاء، لا سيما وأن قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي دائماً يدعو إلى المشاريع التي ترتقي بالشعب اليمني وتجعله عزيزاً وحراً وكريماً”.
ويشير إلى أنه تم توقيعُ “وثيقة قبَلية لبقاء المنطقة في وادي الاجبار محمية زراعيةً، بحيث لا يصلها الزحفُ العُمراني، مثلما تم العملُ به في خربة سعوان بمديرية بني حشيش وفي مناطق أُخرى”.
وفي ختام حديثه للصحيفة، يقول الشيخ صالح بدر: “نسعى لجعل كُـلّ الأراضي الزراعية في سنحان محمياتٍ لا تصلُها أعمالُ البناء والأشغال العُمرانية، بحيث تبقى سلاحاً بيد الشعب لمواجهة الحصار الاقتصادي وتحقيق الاكتفاء الذاتي”.