استهداف الهُــوِيَّة والرمزية الوطنية الفلسطينية.. محاولة صهيونية فاشلة
ماكينة الاحتلال الآثمة تقتلع 3 آلاف شجرة زيتون في فلسطين المحتلة
المسيرة| حلمي الكمالي
لم يسلم البشرُ والحجرُ والشجرُ من بطش الغول الصهيوني وممارساته القذرة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته، فكل ما هو حيٌّ في أراضي فلسطين المحتلّة تطالُه يدُ الماسونية الإسرائيلية الغاشمة.
حيث أقدمت قواتُ الاحتلال الصهيوني، أمس الأول، على اقتلاع نحو ثلاثة آلاف شجرة زيتون في بلدة دير بلوط بالضفة الغربية وسط فلسطين المحتلّة.
وذكرت مصادر مطلعة أن قوةً كبيرةً من جيش الاحتلال ترافقها جرافاتٌ اقتحمت الأراضي الزراعية الواقعة في المنطقة الغربية من البلدة، ومنعت المواطنين من الوصول إليها قبل أن تقدم بتجريف أشجار الزيتون.
وأشَارَت إلى أن عملية التجريف استمرت لأكثرَ من 5 ساعات قبل أن يباشر جنود الاحتلال بالاعتداء على أصحاب المزارع بالضرب المبرح.
وأثارت جريمةُ اقتلاع أشجار الزيتون سخطاً كبيراً في الشارع العربي المقاوم، حَيثُ أكّـد رئيس الجبهة الشعبيّة الفلسطينية لمناصرة سوريا وصفي عبدالغني في تصريح خاص لصحيفة المسيرة، أن اقتلاعَ الأشجار من قبل سلطة الاحتلال وقطعان المستوطنين يأتي تنفيذاً لسياسة اقتلاع الشعب الفلسطيني وكل ما يملك من أرضه.
وأوضح عبدالغني أن تجريف الزيتون يهدف إلى التضييق على الشعب الفلسطيني، حَيثُ تعتبر أشجار الزيتون في فلسطين إحدى أبرز مصادر الرزق.
وأشَارَ رئيس الجبهة الشعبيّة الفلسطينية لمناصرة سوريا إلى أن هذه الحوادث تتكرّر بشكل دائم وأحياناً يقوم الجنود الإسرائيليين بحرق المزارع، فشجرة الزيتون ليست مصدر رزق فقط للفلسطيني فقد أصبحت رمزاً وطنياً يرتبط اسمها باسم فلسطين.
وقال الكاتب والمحلل السياسي مهيوب الحسام في تصريح للمسيرة: إن استهداف الزيتون بدأ بشكل مبكر منذ 1948م لارتباطها الوثيق بالإنسان الفلسطيني فهي رمز لثباته وتماسكه.
وأشَارَ الحسام إلى أن هذه العملية الإجرامية تستهدف اقتلاع جذور المقاوم الفلسطيني؛ لأَنَّ الصهاينة يعتقدون أن استهدافهم لشجرة الزيتون سيستطيعون اقتلاع ما تبقى من فلسطين لكنهم مخطئون.
من جانبها، أكّـدت الناشطة الحقوقية الأردنية والمقيمة في بريطانيا أمل جاد الله في تصريح خاص للمسيرة: أن الزيتون هُــوِيَّة دامغة ملتصقة بفلسطين وأبنائها موضحه أن أية محاولة إسرائيلية لتغييب الهُــوِيَّة الفلسطينية هي محاولة فاشلة لن يزيد الفلسطينيين إلا إرادَة وعزيمة لتحرير الأرض من العدوّ الغاصب.
وكان رئيسُ بلدية دير بلوط يحيى عودة أكّـد أن أشجار الزيتون المستهدفة مزروعة على أراضٍ بملكية خَاصَّة لأهالي بلدته، موضحًا أن الهدف من العملية هو السيطرة على تلك الأراضي لصالح مشاريع استيطانية.
يُذكر أن عملية تجريف أشجار الزيتون في فلسطين المحتلّة ليست المرة الأولى فقد عمد العدوّ الإسرائيلي طوال السنوات السابقة على استهداف عشرات المزارع، حَيثُ بلغ عدد أشجار الزيتون التي اجتثها العدوّ الإسرائيلي أكثر من مليون ونصف مليون شجرة في الضفة الغربية وفقا لإحصاءات السلطة الفلسطينية.
كان آخرها قيام قواته باقتلاع عشرات أشجار الزيتون المعمرة في قرية حوسان غرب محافظة بيت لحم، نهاية يونيو الماضي.
ويتفق الكثير من المحللين أن حقد اليهود على هذه الشجرة يعود أَيْـضاً لسبب ذكرها في القرآن الكريم “والتين والزيتون” فهي شجرة مباركة وشاهد حي على جرائمهم بحق الفلسطينيين منذ عقود.
وتعد شجرة الزيتون من الأشجار المعمرة التي تعيش مئات السنين ومن أهم ما تتميز به فلسطين اقتصاديًّا وثقافيًّا لما لها من رمزية وطنية كبيرة في تاريخ النضال الفلسطيني ضد المحتلّ الإسرائيلي، حَيثُ ارتبطت الزيتون بالمقاومة الفلسطينية وأصبحت أيقونة الانتفاضة المعبرة عن الإرادَة الشعبيّة لتحرير الأرض من الاحتلال الغاصب وإحلال السلام.