تدشين الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار بصنعاء
المشاط: الأنظمة السابقة حرصت أن يبقى اليمن ضعيفاً وهزيلاً ونحن قادرون على اللحاق بالدول المتقدمة ومنافستها
القاضي: سنهيئ للكفاءات الوطنية في الداخل والخارج الأجواء للابتكار والعمل
الحوري: التدشين انتصار لا يقل أهميّة عن انتصارات أبطال الجيش واللجان الشعبيّة
الرهوي: سنعتمد على أنفسنا في مجال العلوم والابتكار كما اعتمدنا على صناعة الأسلحة والصواريخ
المسيرة: محمد الكامل
أُقيمَت، يومَ أمسِ بصنعاءَ، الفعاليةُ الموسَّعةُ لإشهار الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار.
وتأتي هذه الخطوةُ تدشيناً للعام الجاري 2021، والذي يأمل فيه اليمنيون أن يكونَ عامَ انتصارات ونقلة نوعية في كافة المجالات، ومنها جانب التنمية والنهوض العلمي والتكنولوجي.
ورافقت الفعاليةَ إقامةُ معرِضٍ للمشاريع الإبداعية والذي سيقام ليومين متتاليين بمشاركة مجموعة من مشاريع التخرج وابتكارات لعدد من المهندسين والمبرمجين في مجال الحاسوب والهندسة والبحث العلمي.
وألقى عضو المجلس السياسي الأعلى بصنعاء، أحمد الرهوي، كلمةً نيابةً عن رئيس المجلس، المشير مهدي المشاط، أكّـد خلالها وقوف المجلس مع المبدعين مهما كانت التحديات، ورغم الظروف والحصار المطبق على بلادنا، وُصُـولاً إلى بناء الدولة اليمنية الحديثة.
وأشَارَت كلمةُ الرئيس المشاط إلى وجود الإمْكَانات والعقول الابتكارية والإنتاجية في شتى محالات العلوم والبحث العلمي من شباب يمني في الداخل واستقطاب العقول الإبداعية في الخارج، مؤكّـداً على ضرورة توفيرِ كُـلّ ما يحتاجه طلابُنا الدارسون في الخارج للعودة، بما يسهم في بناء الوطن الذي يحتاج لقدراتهم وعقولهم وابتكاراتهم.
وأوضح المشاط أن الآمالَ معلقةٌ على الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار نحو تحقيق تنمية مستدامة والريادة في مجال العلوم والابتكار، وبالتالي الإسهام في انتقال اليمن إلى مصافِّ الدول المتقدمة، مؤكّـداً على أهميّة التركيز واهتمام القيادة السياسية بتطوير العلوم والتكنولوجيا والتي لا تقل أهميّةً عن تطوير قدراتنا العسكرية.
وأشَارَ الرئيس المشاط إلى أن الأنظمةَ السابقةَ عملت بحرصٍ ليبقى اليمنُ دولةً ضعيفةً هزيلة تابعةً ومستهلِكة وهذا يسلب الشعب حريته وكرامته واستقلاله، بينما نحن قادرون على اللحاق بالدول المتقدمة ومنافستها، ومعنيون بالحفاظ عل كوادرنا من استنزاف الدول الكبرى لها.
لقد جاء إنشاء هذه الهيئة كأحد الضروريات لخلق مستقبل يمن جديد بمسؤولية والتزام ومهنية واحتراف وتعاون وشراكة ثم إلى الجودة والتنافسية، وُصُـولاً إلى الإنتاجية والتنمية المستدامة، وهذا لن يحدث بدون بناء القدرات في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار وتحدي كُـلّ الصعوبات والتحديات والوضع الراهن التي يرزح تحتها البلد بعدوان وحصار يدخل عامه السابع على التوالي.
وفي هذا الصدد، يؤكّـد رئيسُ الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، الدكتور منير القاضي، أن تدشين الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار يأتي في ظل الواقع الذي نعيشه، لكن وعلى الرغم من العدوان والحصار إلَّا أن اليمن قرّر الدخول في خط النهضة والتي لا تتحقّق بدون دعم مجالات العلوم والبحث العلمي.
وأوضح القاضي في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن العلوم والتكنولوجيا والابتكار ودعم البحث العلمي يرتبط ارتباطاً أَسَاسياً بأية ثورة زراعية أَو صناعية وخطوة أولى من خطوات تحقيق أية نهضة لأي بلد كان، مُشيراً إلى إهمال البحث العلمي في السابق وللكفاءات الوطنية في الداخل والخارج؛ ولهذا جاءت الأهميّة القصوى بإنشاء الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار والتي تهتم بالبحث العلمي وتختص بدعم المبدعين والمبتكرين، إلى جانب المساهمة في عودة الكفاءات الوطنية في الخارج والعمل على توطين ونقل التكنولوجيا إلى أرض الوطن والذين سيجدون حاضنةً تليق بهم وسنهيئ لهم كُـلَّ الأجواء للابتكار والعمل.
وقال القاضي: إن الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار هي هيئةٌ مستقلة وتتبع رئاسة الجمهورية ويتكون مجلسُ إدارتها من عدد من وكلاء مختصين في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار في عدد من القطاعات ذات الصلة في الوزارات إلى جانب بعض الجهات المختصة ذات العلاقة كالغرفة التجارية والصناعية وعدد من الأكاديميين والعلماء المتخصصة بالعلوم والتكنولوجيا والابتكار، وبالتالي ستكون هيئةً لتدير وتنسق أعمال البحث العلمي على المستوى الوطني ودعم الإبداع والابتكار والمبدعين، واصفاً المشاركاتِ بالجيدة والتي تقدم بها عددٌ من المهندسين والمبرمجين والمبدعين من الشباب بمشاريع تخرج وابتكارات رائعة نسعى إلى إبرازها من خلال معرض المشاريع الإبداعية المصاحب لفعالية تدشين انطلاق أعمال الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار.
وأكّـد القاضي العملَ بجد لتنمية العلوم والابتكار وفق المنهجية العلمية المتقدمة وبالتالي وضع اليمن على خط النهضة الصناعية.
انتصار جديد لليمن
من جهته، يعتبر نائب رئيس الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار الدكتور عبدالعزيز الحوري أن التدشين يأتي بمثابة انتصار لا يقل أهميّة عن الانتصارات التي يحقّقها الأبطال من الجيش واللجان الشعبيّة في مختلف الجبهات العسكرية.
ويضيف الحوري في تصريح خاص لـ “المسيرة” بقوله: ها نحن اليوم في تدشين الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار أمام إنجاز تاريخي، فهذه أول هيئة تم إنشاؤها في اليمن بهذا الحجم في شهر مارس من العام 2020 وانطلاق أعمالها وبدء خدماتها نشاطاتها الفعلية والعملية والحقيقية في الميدان بعد أن استكملت جميع أَو أغلب متطلبات البناء المؤسّسي وإعداد اللوائح التنظيمية وكل ما يختص بالعمل التنظيمي والإداري.
وبيّن الحوري أن الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار تهتم بجوانب العلوم والتكنولوجيا والابتكار والتي تسعى جاهدة لخلق بيئة مناسبة للمبدعين والمبتكرين، وتتولى دعمَهم ورعايتهم وتمويل مشاريعهم الابتكارية، بالتنسيق مع رجال المال والأعمال والمستثمرين في الوطن والتعاون مع الجهات ذات العلاقة، منوِّهًا إلى أن مثل هذه الأمور مهمة جِـدًّا في هذا العصر الذي يعتمد على اقتصاد المعرفة والعلم، وَإذَا لم نتحول من الآن إلى دولة تعتمد في نموها على اقتصاد معرفي فسنظل متأخرين عن اللحاق بركب دول العالم.
ويؤكّـد الحوري بقوله: لذلك نسعى أن نواكب كُـلّ هذه والمتغيرات والمستجدات والتطورات المتلاحقة والمتسارعة على مستوى العالم من خلال إنشاء الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار ومجمل الخدمات والأنشطة التي ستقدمها، موضحًا أن خدماتِ الهيئة ليست مقتصرةً على مجال الابتكار ودعم المبتكرين فقط، ولكن لنعود للاسم الذي هو الهيئةُ العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار إذن لديها خدمات في مجالات العلوم، حَيثُ تقومُ الهيئة بإعداد مصفوفة الأبحاث المرتبطة بأولويات التنمية والتي تعتبر أولوية قصوى في هذه المرحلة الراهنة ليتم من خلال هذه المصفوفة توجيهُ مشاريع التخرج والأبحاث في الماجستير والدكتوراه وَالدراسات الجامعية للمبتعثين والمنح الدراسية للطلاب الدارسين في الخارج وتوجيههم نحو التخصصات العلمية التي يحتاجها بلادنا فعلاً، بناءً على دراسة علمية وحقيقية بناءً على الاحتياجات والأولويات العلمية المرتبطة بأولويات التنمية المستدامة.
ويضيف الحوري أنه في مجالات التكنولوجيا فهي مواكبة التقنيات المنتشرة في جميع انحاء العالم ومحاولة نقل تلك التقنيات نقل الخبرة ونقل المعرفة والتكنولوجيا وتوطينها هنا في اليمن وتأسيس بيئة تكنولوجية تؤهل اليمن لتكونَ في مصافي الدول المتقدمة في هذه المجال.
“إن أهميّةَ هذا التدشين فتحُه المجالَ للعقول اليمنية وخَاصَّةً الشابة وإعطاؤها الأُفُقَ للتطور وهذا المشروع هو بمثابة فرصة لكل المبتكرين والمبدعين، خاصة في المجالات، التي ستقودنا نحو الاكتفاء الذاتي”، هكذا يتحدث عضو المجلس السياسي الأعلى بصنعاء أحمد الرهوي للصحيفة.
ويشير الرهوي إلى أنه حين قمنا بتطوير وتصنيع الصواريخ والأسلحة اعتمدنا على أنفسنا، ونحن أَيْـضاً نتمنى أن نعتمدَ على أنفسنا في مجال العلوم والابتكار والصناعات التقنية والتكنولوجية، واصفاً خطوةَ إطلاق وتدشين أعمال الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار أنها تدُلُّ على حضارة هذا الشعب الضاربة في أعماق التاريخ.