نعم نحن إرهابيون ولكن…!
علي صومل
عندما يتجاهل الأمريكيون أوضاعَهم المضطربة سياسيًّا وأمنيًّا واجتماعياً ويلتفتون إلى توصيف أنصار الله بالجماعة الإرهابية، فاعلموا أن وجعَهم من ضربات الجيش واللجان الشعبيّة في جبهة مأرب أَو غيرها كبيرٌ وخوفَهم من سقوط أكبر المعاقل لعملائهم في اليمن والمنطقة شديدٌ.
ثم إني أفترضُ أن عمليات الفوضى التي عملها أنصار ترامب في أمريكا قبل أَيَّـام قلائلَ قد تكون هي من دفعت كونغرس بومبيو إلى إعلان أنصار الله جماعة إرهابية في هذا التوقيت وكأنه يقول للأمريكيين وأدواتهم في دول الخليج: لا تتبرعوا على أنصار ترامب بهذا التوصيف (الإرهاب) ففي اليمن من هو مصدرُ الرعب الحقيقي لأمريكا ومنبع الخطر الاستراتيجي على مصالحها الاقتصادية وأهدافها الاستيطانية في الشرق الأوسط، فلا تنشغلوا بضربِ بعضكم البعض عن هذا الخطر المحدق والسيفِ المُصْلَتِ على رقبة النظام الأمريكي المتفرعن.
ومن جهة ثالثة ألا يعتبر توصيفُ أمريكا لأنصار الله بالجماعة الإرهابية ردا أمريكيا إسرائيليا على دعوة السيد القائد لأبناء محور المقاومة إلى وحدة الأُمَّــة وواحدية المعركة، كما جاء ذلك في خطابه الأخير بمناسبة ذكرى الشهيد وخُصُوصاً وقد لاقت دعوة السيد القائد ترحيبا وتجاوبا شعبيا وإقليميا وحظيت بتفاعل إعلامي وسياسي كبير.
على العموم، كلما أعربت لنا أمريكا عن مكنون حقدها ومستور حنقها كلما ازددنا يقيناً بصلابة الموقف وصوابية المنهج.
والحمد لله فعداوةُ أمريكا لنا واصطدامُها بنا هما من أعظم علامات الحق وأوسمة الشرف.
نحن إرهابيون نعم ولكن للمستكبرين في الأرض.