توحيد الموقف العربي والإسلامي ضمن محور المقاومة.. ضرورةٌ ملحّة
عبدالملك الحجري*
بات من الضروري على كافةِ القوى السياسية الحيَّة في الأُمَّــة تحديدُ موقفها الواضح من قضايا التطبيع والمقاومة، أي البدء باصطفاف علني لها في إطار محور المقاومة، في وجه التطبيع العلني للأنظمة العربية العميلة والرجعية مع الكيان الصهيوني وتوحيد توجّـههم في إطار مشروع أمريكي صهيوني غربي (بريطاني – فرنسي)، واتضاح عمالتهم كأدوات تاريخيةٍ لخدمة الأجندة الإمبريالية والصهيونية في المنطقة.
المطلوبُ اليومَ هو خلقُ وعي وحراك شعبي عربي إسلامي داعم ومساند لمحور المقاومة وتوجّـهاته، ومعاركه في مواجهة الصهاينة وعملائهم؛ باعتبَار أن المعركةَ القادمةَ معركةُ الأُمَّــة بأسرها، لا معركة فصيل مقاوم أَو دولة أَو شعب من شعوب المقاومة.
المعركةُ معركتُنا جميعاً، ومن هنا تأتي أهميّةُ ما تطرق له السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي قائد الثورة في خطابه الأخيرة بمناسبة اختتام أسبوع الشهيد والتأكيد على أن المعركةَ للجميع، أُمَّـة واحدة ومحور واحد وخندق واحد في مواجهة عدو واحد.
المسؤوليةُ الدينية والقومية والأخلاقية تفرِضُ على كُـلِّ حزب وتنظيم وحركة وتيار سياسي على امتداد الأُمَّــة تحديدَ موقفه بمساندة المحور ومغادرة الموقع الرمادي المتردّد. وأقصد هنا بالتحديد التيارات القومية واليسارية العربية التي تعي جيِّدًا مدى العِداء التاريخي مع الأنظمة الرجعية العربية؛ لذا يُفترِضُ بمواقفها أن تكون متّسقةً مع تاريخها النضالي في مواجهة المشاريع الاستعمارية الغربية والهيمنة الأمريكية والدفاع عن قضايا الأُمَّــة المصيرية، وعلى رأسها قضية الأُمَّــة المركزية القضية الفلسطينية.
وبطبيعة الحال، لن يتحقّقَ ذلك إلا بعد تجاوز ما زرعه الأمريكي والصهيوني والمستعمر الأجنبي خلال السنوات الطويلة الماضية من نزعات طائفية ومذهبية؛ بهَدفِ تجزئةِ الأُمَّــة ومنع وَحدتها وتحرّرها وتقدمها وتهيئتها للقبول بالكيان الصهيوني كأمر واقع كما حصل مؤخّراً من تطبيع بعض الأنظمة العميلة.
وذلك كله، في ظل صمت مريب لعدة حركات سياسية، وفي مقدمتها تيارات التأسلم السياسي، وآخرها الموقف المخزي لبعض التنظيمات الإقليمية لحركة الإخوان المسلمين التي رحّبت بالتطبيع (كالموقف المخزي لحزبِ العدالة والتنمية المغربي).
لكن في المقابل ليس ثمة شك أنه ما زال هناك شرفاءُ وأحرارٌ في مختلفِ أقطار الأُمَّــة تعي جيِّدًا خطورةَ التطبيع والضريبةَ المكلفة التي ستتحملها الشعوبُ المطبِّعة والأجيالُ القادمة في حال تمرير المشروع الأمريكي في المنطقة، مع العلم أن اللحظةَ تفرضُ عليهم سرعةَ فتح قنوات تواصُلٍ سياسي مع محور المقاومة؛ لتوحيدِ الجهود والمواقف والخطوات العملية المواجهة للتطبيع وبلورة موقفٍ شعبي عربي إسلامي موحد ومواجه ومستند إلى قوة عسكرية عربية إسلامية (قوة محور المقاومة)، فهي وحدها القادرةُ على خلق توازن سياسي وعسكري في المنطقة وتضعُ حداً للعربدة الأمريكية والإسرائيلية، وتحافظ بالحد الأدنى على ثوابتِ الأُمَّــة وقضاياها، كما تعملُ على حمايةِ المقاومة وشعوبِها ودعم المقاومة الفلسطينية المسلحة، وتدفع بخطواتٍ عاجلةٍ وسريعةٍ لتوحيد صفوف الفصائل الفلسطينية الرئيسية؛ باعتبَارها ضرورةً تفرضُها المرحلةُ الحاليةُ من المواجهة مع العدوّ وعملائه.
* رئيس تكتل الأحزاب السياسية المناهضة للعدوان والأمين العام لحزب الكرامة اليمني.