وحدةُ الصف والموقف لمحور الجهاد
مرتضى الجرموزي
عندما يكونُ الهَــمُّ والمبدأُ والقضيةُ واحدةً لدى الأحرار والشرفاء يكونُ هناك العزمُ والإصرارُ لمجابهة عالم الشر وقوى الاستكبار والإرهاب العربي والعالمي بلا خوفٍ من تبعات المواجهة وتحدياتها مهما كانت وفي أي زمان ومكان وقعت.
مع قادة المقاومة، وشهداؤها رجالها وشرفاء المحور المجاهد العظيم من سوريا وحزب الله إلى اليمن وغزة والعراق وإيران الثورة والإسلام المقارع لأئمة الكفر والاستكبار والأقزام تجدُ الهدفَ الساميَ والمبدأَ والقضيةَ المركَزيةَ هي الاستجابةَ لله لنحيا الحياةَ الإيمانيةَ العزيزة والكريمة في مواجهة المعتدين وَأحذيتهم سفلة المنطقة والخليج.
قضيةُ محور المقاومة شعوباً وأنظمةً كان وما يزال هدفُها الأسمى هو تحريرَ أرض ومقدسات فلسطين من رجس الاحتلال ودنس أحذيته في المنطقة العربية والخليج المطبعين والموالين له ولاء وطاعة.
بقدر التحَرّك يكونُ الوصولُ للوِجهة، غاية ووسيلة وبقدر الجهاد يكون الانتصارُ وبدون الجهاد لا ينالُ المؤمنُ الحريةَ ولا يعيشُ السعادةَ في دينه ودُنياه، خَاصَّةً إذَا ما تثاقل وسلَّمَ زمامَ أمره لوُلاة الجور والظلام والخيانة الذين باتت معظمُ دول المنطقة تخضعُ للساسة والحكام الذين جعلوا في حياتهم وشعوبهم موقعاً للصهاينة ومتنفساً في أوطانهم وطاعة عمياء وولاءً مفجعاً جعلهم في ذروة الذل والانحطاط وباتوا مسخرة للعالم الذي يراقب الأحداث.
التضحياتُ التي يعيشها محور المقاومة والخسائر البشرية التي يخسرها في قادته ورجاله المجاهدين ليست إِلا عوامل الانتصار والدينامو المحرّك والفعال في الجسد العربي والإسلامي المجاهد الصادق الذي أبى إلا أن يكونَ في الصفوف الأولى مدافعاً عن الأرض والمقدسات والإنسان المسلم في مشارق الأرض ومغاربها.
ففي سبيل الله ونيل الحرية وتحرير الشعوب والأوطان والقرار والسيادة لن نقفَ مكتوفي الأيدي لن نجمدَ كأُولئك الذين باعوا أنفسَهم أبقاراً مُدرّة للنفط ومالاً للأمريكان، نحن بالله وفي الله سنبذُلُ الغالي والنفيس وسنعيشُ الجهادَ والاستشهادَ، وفي طريق العزة ستستمر قوافل العطاء قادةً وأفراداً، وما دماء شهداءِ اليمن وفلسطين وسوريا والعراق وإيران وحزب الله إلّا بارقة أمل الشعوب ومتنفس لمستضعفي الإنسانية في مشارق الأرض ومغاربها.
رأينا دماءَ المجاهدين في فلسطين كيف أثمرت عزاً ومجداً وثباتاً في مواجهة المحتلّ الإسرائيلي ومن خلفه الأمريكي وهي كذلك دماء وتضحيات حزب الله من دحرت العدوَّ الإسرائيلي في جنوب لبنان وسجلت انتصاراً عربياً هو يُعتبر الأول الذي مرّغ أنف المغتصِب وأخرجه من الجنوب، وهي كذلك سجلت انتصاراً إيرانياً في مواجهة الاستكبار العالمي الذي فشل أمام صمود وتضحيات الشعبِ الإيراني.
وها نحن شعوبُ محور المقاومة في يمن الإيمان والحكمة وفي سوريا وبلاد الرافدين وفي ظل القيادة الثورية المجاهدة نعيش واقعَ الانتصار على قوى الاستكبار والأحذية والأدوات الرخيصة الخبيثة داعش والقاعدة والمرتزِقة والمنافقين، ففي اليمن أُغرِقَ تحالف العدوان وَتاهَ وخسر وأصبح يصارعُ هزائمَه من حين إلى آخر في محاور القتال، وفي العراق انتصر الحشد والجيش ودحر الجماعات الإرهابية، كما هو الحال في سوريا حينما انتصرت الإرادَةُ الصلبة للجيش والشعب السوري على أدوات الصهاينة والأمريكان.
وَلَعَلَّنَا في جنوبِ اليمن عشنا الانتصارَ ودحرَ المحتلّ البريطاني في ستينيات القرن الماضي حين خرج بذُلِّه وصَغارِه، وهي سُنةُ الله أنه متى ما تغيّرت النفوسُ كانت النتيجة والحصاد بقدرها.
القضية واحدةٌ والموقفُ واحدٌ والهدف ذاتُه، ونحن بعون الله في محور المقاومة سيكون الصفُّ واحداً والغاية والمطلب، رضي من رضي وأبى من يأبى، فنحن لله بِعنا وبفضله سنطهِّرُ الأرضَ ولن تبقى لقوى الاستكبار وأقزامهم قائمةٌ، وسيُدحَرُ الباطلُ حتماً، والنصرُ لله وحدَه ولجنوده الصادقين المخلصين..