أذكى راعٍ لبقر الخليج
عادل السعيدي
قد يستهجنُ الكثيرُ وصفَ ترامب بالذكي على اعتبار إجماع الملايين من الناس حول العالم بأنه أغبى رئيس أمريكي على الإطلاق، ولكني ربما اختلف مع الجميع أنه فعلاً أذكى راعي بقر أمريكي وليس أذكى رئيس أمريكي، حَيثُ أن ترامب لم تخدعه جيناتُه التي ورثها كراعي بقر أباً عن جد في ممارسة تخصصه الوراثي في حلب الأبقار خُصُوصاً الأبقار السعودية المدرة للحليب الاسود المفضَّل لدى الأمريكيين.
هو صاحبُ المقولة المشهورة إن السعودية (بقرة حلوب) وهذا إن دل على شيء فَـإنَّما يدل على أنه يتصرف حسب جيناته الوراثية كراعي بقر بل أجزم أنه لم ينجح في شيء آخر طوال فترة رئاسته للبيت الأبيض إلَّا بتخصصه كحالب أبقار فقط، فلم يخرج ولو لوهلة في تصرفاته عن تخصصه الوراثي ابتداءً من حملاته الانتخابية التي مارس فيها الوعيدَ والتهديد لأبقار السعودية؛ مِن أجلِ الدفع أكثر لأمريكا صراحة وبكل وضوح؛ مِن أجلِ استمرار الحماية لهم وهو الذي افتتح مشوار رئاسته بزيارة أبقار السعودية مع إيفانكا وما أدراك ما إيفانكا؟!.
كان يعلم بحكم تخصصه كراعي بقر أي نفع لإيفانكا؛ مِن أجلِ أن تدر أبقار السعودية الحليب بغزاره وعاد إلى البيت الأبيض بنصف ترليون كهدية فقط، حَيثُ عبر عن هذه الواقعة اليماني الشامخ الحارث الشميري بقصيدة رائعة أذكر منها: تحت سروال إيفانكا فتح الأعراب بنكا- أودعوا فيه نصف ترليون ظلماً وإفكا وأحوالي وأحوالك ضنكا.
وهكذا طوال سنوات حكم راعي البقر هذا لم يترك ترامب أية شاردة أَو واردة إلَّا وقد استغلها أحسنَ استغلال، ابتداءً بصفقات السلاح المهولة لأبقار السعودية مُرورًا بتزويد هذه الأبقار بمنظومات دفاع متطورة من باتريوت دون أن تحقّق نتيجة تذكر أمام صواريخ وطائرات اليمن المسيّرة.
المهم الحلب والحلب فقط لأبقار السعودية؛ ألم أقل لكم إنه أذكى راعي بقر أمريكي، وما يؤكّـد كلامي هذا كيف استغل سنواتِ حكمه حتى آخر أسبوع من رئاسته فلم يجد ما يبيعُ لأبقار السعودية في آخر اللحظات إلَّا الكلام باعه لهم والأيّام ستكشف مبلغَ هذه الصفقة مع نفس الأبقار وعلى لسانه هو من سيفضحهم، وإلا فما الجدوى من الناحية العملية للسعودية من وضع ترامب لأنصار الله في قائمة الإرهاب وَهو على وشك الخروج من البيت الأبيض إلَّا لممارسة غريزته الفطرية:
احلب ثم احلب ثم احلب ثم اهرب.