كنتم الأوفياءَ لتضحيات الشهداء
عبدالسلام عبدالله الطالبي
واليمنُ يشارِفُ على استقبال العام السابع وهو يواصلُ كفاحَه وصمودَه الأُسطوري في مواجهته للعدوان الأمريكي السعودي تراه لا يكترثُ ولا يأبهُ طال أَمَدُ العدوان أم قَصُرُ، ما يؤكّـد تفاعُلَه الذي ظهر به أبناؤه الأحرارُ وهم يتعاطون مع برامج وأنشطة مناسبة الذكرى السنوية للشهيد، تلك الذكرى الغالية على قلوبهم بصفة عامة وعلى قلوب ذوي الشهداء بصفةٍ خَاصَّةٍ، حَيثُ كان للمجتمع اليمني بكل أطيافه الرسمي والشعبي حضوره البارز واللافت في هذه المناسبة، فتجد أن كُـلّ ما حولك من وسائل إعلام تتكلم عن هذه المناسبة بل قد لا يسعفها الوقت للتغطية الكاملة.
كانوا كخلية نحل وهم يحيون مئات الفعاليات هنا وهناك ومعارض للشهداء منتشرة في أنحاء البلاد تشهد العديد من الزيارات، بالإضافة إلى ما شهدته روضات الشهداء الموزعة على عموم محافظات والتي تختضن في باطنها أعز وأشرف فئة من فئات هذا المجتمع (الشهداء العظماء).
كم كانت عظمةُ تلك الروضات وأبناءُ الشهداء وكذا الأجيال تتجول بين أنحائها وترسم ابتسامتَها لمن رسموا لها مصدر عزتها وكرامتها.
وتلك اللجان المشكلة من النخب والشخصيات العلمائية والثقافية والاجتماعية تباشر زياراتها عبر مواكبها المزيَّنة والمرافق لها صوت الزامل والأنشودة المعبرة عن عظمة تضحيات الشهداء وتخليد مآثرهم وهم يتوجّـهون للسلام على هذه الأسرة وتلك الأسرة الكريمة التي تقطن في هذا السهل وذلك المرتفع حتى يعبروا لها عن تكريمهم وإجلالهم لهذه الأسر، فيقدمون لها تلك الهدية الرمزية والمتواضعة المقدمة من تلك المؤسّسة الرائدة بأعمالها ومواكبتها لكل ما من شأنه الاهتمامُ بالشهداء وأسر الشهداء (مؤسّسة الشهداء) والتي كان لها الدور الأبرز في الإعداد والتحضير والتهيئة العامة لهذه المناسبة، لِيَليَ الدورُ المجتمع بما يقوم به من جهد منقطع النظير وحضور يُشكر عليه بل أذهل به العالم لما يوليه؛ مِن إجلِال وإكبار لتضحيات شهدائه الذين أسهموا بتضحياتهم في دفع الكثير من المخاطر واستتباب للأمن والاستقرار إزاءَ كُـلّ تلك التضحيات الكريمة.
ومن المناسبة خرج المجتمع الصامد والمجاهد بموروثه الثقافي العظيم الذي استذكر منه الكثير من الدروس والعبر ليستلهمَ العزمَ ويحدّث نفسه بأنه من الواجب عليه التحَرّك لرفد الجبهات بالمال والرجال، بل وضرورة سد الفراغ الذي تركه الشهداء في ميادين العزة والبطولة.
فلله كم أنت من شعب عظيم أذهلت العالمَ بصمودك ووفائك وتضحياتك وحضورك العظيم في هكذا مناسبة حملت في طياتها العديد من الرسائل.
كم أنت عظيمٌ بحق فلم يؤثر عليك تكالب الأعداء ولم يخلق فيك حجمُ ذلك التكالب الوهنَ قيدَ أنملة.
بل زادك عزماً ونصراً وقوةً، فكنت بحق الوفيُّ والصادقُ والثابتُ والصامد والواثق بنصر الله نعم المولى ونعم النصير.
* رئيس الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء ومناضلي الثورة