الخبير العسكري والاستراتيجي العميد الركن عابد الثور في حوار خاص لصحيفة “المسيرة”:
- القدرات العسكرية اليمنية وصلت إلى مراحلَ عجز أمامها كُـلّ الخبراء العسكريين ووضعت العدوان وأسلحته وإمْكَانياته في زاوية ضيقة
- أبناء الشعب اليمني في خندق واحد يتقاسمون المعاناة بكرامة وشموخ وعزة وآباء ولا يوجد أي رصيد في الخارج لكبار قادتنا العسكريين
- أمريكا أصل الإرهاب وأصل الشيطان ورأس الحربة وَهي المسؤولة عن كُـلّ جريمة تحدث في اليمن
- قواتنا المسلحة قادرة على أن تخوضَ المعركة مهما كان اتساعُ نطاقها ومهما كانت اتّجاهُها وفي أكثر من اتّجاه
- قواتنا على جاهزية عالية لخوض المعركة البحرية ولن نسمح لأية قوات أجنبية باختراق مياهنا الإقليمية
- القرار الأمريكي لن يخدمَ المرتزقة والقدرات العسكرية اليمنية وصلت إلى مراحل عجز أمامها كُـلُّ الخبراء العسكريين
- أمريكا بتصنيف أنصار الله منظمةً إرهابيةً تعطي الضوءَ الأخضرَ للكيان الصهيوني للتدخل العلني والمباشر لقصف اليمن
- القدرات العسكرية اليمنية كبيرة وذات تقنية عالية ولديها القدرة على مواجهة التفوق الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي
- موازين القوى تغيرت وأصبحنا نمتلك قدرات عسكرية وقوةً نستطيع بها مواجهة الأعداء
- القرار الأمريكي ضد أنصار الله لا يخدم عمليةَ السلام وتصريحات اللواء العاطفي بمثابة إعلان الاستعداد القتالي رقم واحد
- قائد الثورة إذا هدّد أو توعد أنظمة العدوان بالرد فَـإنَّ ذلك الرد سيكون حقيقياً وواقعياً ومؤلماً
- اليمن بات يفرضُ واقعاً جديداً ويفرضُ قواعد اشتباك جديدة بناءً على ما يتطلبه الموقف وأسلحة العدو
المسيرة- حاوره منصور البكالي
أكّـد الخبيرُ العسكري والاستراتيجي، العميد الركن عابد الثور أن الاكتفاءَ الذاتي في التصنيع العسكري للقوات المسلحة اليمنية قد أعطى اليمنَ قوةً عسكريةً وسياسية غير مسبوقة، مُشيراً إلى أن المرحلة القادمة ستكون فيها متغيراتٌ كبيرةٌ على الأرض وستكون فيها موازينُ قوىً جديدةٌ كفيلةٌ بتغيير قواعد الاشتباك مع قوى العدوان الأمريكي السعودي الصهيوني الإماراتي على بلادنا.
وقال العميد الثور في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة”: إن أبناء الشعب اليمني في خندق واحد يتقاسمون المعاناةَ بكرامة وشموخ وعزة وآباء، ولا يوجد أي رصيد لأكبر القيادات العسكرية اليمنية في الخارج حتى يخافوا عليها، معتبرًا أن أمريكا هي أصلُ الإرهاب وهي المسؤولة عن كُـلّ جريمة تحدث في اليمن.
إلى نص الحوار:
– كيف تنظرون سيادة العميد إلى تباهي مرتزِقة العدوان بتصنيف أمريكا لأنصار الله منظمة إرهابيةً؟
في البداية، نقولُ لهؤلاء المرتزِقة القابعين في الفنادق: هذا التصنيف ليس لأنصار الله فحسب، بل هو تصنيفٌ لكل أبناء الشعب اليمني.
وأود القول هنا إن تباهيَكم -أيها المرتزِقة- بهذا التصنيف لَهو دليلٌ على فراغِ عقولِكم وانسياقكم مع المشروع الاستعماري الصهيوني الأمريكي في المنطقة، وشعبُنا اليمني لن ينسى لكم، ولن ينسى هذه المواقف المخزية والفاضحة، وأنصارُ الله هم اليوم من يمثل الشعب اليمني كُـلّ الشعب بمختلف مكوناته؛ لأَنَّ بيدهم القرار، وهم من يدافعون عن هذا الشعب، وعن سيادته، وحريته واستقلاله، وهذا التصنيف الأمريكي بالإرهاب هو تصنيفٌ لأكثرَ من 20 مليونَ يمني بأنهم إرهابيون.. لماذا؟؛ لأَنَّهم يتمتعون بالاستقلال، والحرية، والإرادَة؛ لذلك أمريكا شعرت بالخزي والذل عندما هُزمت في الميدان، وكُسرت شوكتها في المنطقة.
– هل ترون بأنَّ للكيان الصهيوني دوراً في هذا التصنيف؟
بكل تأكيد، فمراقبةُ الكيان الصهيوني للعمليات العسكرية في اليمن وتطور القدرات العسكرية اليمنية، وصدور التهديدات من قبل قائد الثورة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي بقصف المنشآت الهامة والحسَّاسة في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلّة، دفع هذا الكيان نحو المزيد من التخبط والفشل وخيبة الأمل وعدم الشعور بالأمن، فأفقد ذلك أمام المواطنين اليهود قيمةَ التطبيع من قبل بعض الأنظمة العربية العميلة؛ ولذلك لجأت إلى هذا الأُسلُـوب، وأقحمت إدارة ترامب في آخر أيامها إلى تبني مثل هذا القرار.
ويمكن القول إن القرارَ الأمريكي بتصنيف أنصار الله منظمة إرهابية وصدورَ عقوبات على بعض القيادات في محور المقاومة في سوريا أَو العراق ولبنان لا يخدم عمليةَ السلام في المنطقة، والأمريكيون لم يحقّقوا من هذا التصنيف سوى المزيد من الخُسران.
– برأيكم سيادة العميد.. ما هي عواقبُ مثل هذا التصنيف وما سبقه من قرارات مماثلة في المنطقة؟
باعتبار أن اليمن محورٌ رئيسي في المقاومة، وباعتبار إيران وبلاد الشام والعراق محوراً آخر في محور المقاومة، وهو مهم جِـدًّا، فهذه القرارات ستقوض عملية السلام في المنطقة، وستشعل المزيد من النيران في وجه أمريكا وأدواتها، وبالتالي أي قرار سيتخذه الأمريكيون بتصنيف الإرهابيين في الشعوب التي تدافع عن أوطانها وعن سيادتها وعن كرامتها وعن حريتها بالجماعات الإرهابية لن تخدم عملية السلام، بل ستتصاعد عمليات المقاومة، وكما هو معروف عن أمريكا فهي دولة لا تريد السلام في هذا العالم، وهي تسعى لتأزيم مشكلات الشعوب في المنطقة لتستفيدَ من ذلك.
ونحن هنا نتحدث عن أنصار الله كشعب بأكمله، وهذه القيادة التي استطاعت أن تنقذ اليمن من الغرق، ومن هول المصائب التي كان مناطاً بها، اليوم الجمهورية اليمنية تتمتع باستقلالية وبسيادة على أرضها وقرارها السياسي، على الرغم من الحصار والحرب الظالمة على شعبنا اليمني، فأُسلُـوب أمريكا بتصنيف أنصار الله منظمة إرهابية سيقوض كُـلّ عمليات السلام، وسيقوض اتّفاق السويد، واتّفاق وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، وهذا واضح من خلال ارتفاع خروقات مرتزِقة العدوان في جبهة الساحل الغربي، وارتفاع نسبة الجرائم، وارتفاع نسبة التعزيزات العسكرية التي تصل من طرف العدوان إلى مرتزِقته على طول الساحل، وهذا يعطي دلالة كبيرة بأن الغرض من هذا التصنيف هو إعطاء فرصة مرتزِقة العدوان بأن يكثروا في جرائمهم وأن يفرطوا في سفك الدماء، في حين أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن مغيبون تماماً عن ما يدور في الواقع وما يحدث للشعب اليمني.
– ما هي البوادر التي تدل على أن هذا التصنيف بدأ التعامل معه على أرض الواقع؟
هناك بعض البوادر بالفعل، منها إعلانُ منظمة الصحة العالمية عن وقف مساعداتها وأنشطتها في المجال الصحي، وهي رسالة لإبادة الشعب اليمني وقتل الشعب اليمني بشكل جماعي، بالأمراض والفيروسات والأوبئة في الوقت الذي يعاني فيه العالم من وباء كورونا المتجدد كوفيد 19، وحالة الاستنفار العالمي من هذا الوباء، وفي هذا التوقيت تمنع الصحة العالمية تزويد المنشآت الصحية والمراكز الصحية من المشتقات النفطية، وهذا سيزيد من معاناة الشعب اليمني، ويدل على أن مجلس الأمن والأمم المتحدة بهذا القرار يتعمدون قتلَ الشعب اليمني وإبادته.
– كيف ستتعامل القيادة السياسية مع هذا الوضع؟ من وجهة نظركم؟
قيادتنا السياسية ستمضي قدماً في فرض الحقيقة التي لا بد أن يعترف بها العالم، وهي أن اليمن دولة مستقلة ذات سيادة، لا يخيفها قرار أممي أَو تصنيف أمريكي، أَو مراقبة أممية، ولا يخيفها سكوتُ الأمم المتحدة عن جرائم العدوان.
ويمكن القول إننا وصلنا مرحلةً متقدمةً من تعاظم القدرات العسكرية إلى المستوى الذي نستطيع من خلالها أن ندافع عن أرضنا وعن شعبنا وعن قدراتنا وكرامتنا وحريتنا وسيادتنا واستقلالنا، وعن كُـلّ حقوقنا وحقوق أجيالنا.
– هناك من يطرح أن اليمن قد تلجأ إلى أساليبَ موجعةٍ للعدوان في حال استمرار العدوان والحصار ومثل هذا التصنيفات، ومن بينها الملاحة البحرية في البحر الأحمر؟
نستطيعُ القولَ إن هذا القرارَ لا يخدم مصالحَ أمريكا عرض البحر، ولكن نحن لا زلنا على عهدنا وعهد قائد المسيرة القرآنية بأننا نحن المسؤولون عن حماية الملاحة البحرية في مياهنا وممراتنا، ومسؤولون عن حماية كُـلّ حدودنا الجوية والبرية والبحرية، وهذا القرار سيزيد من المعاناة والتخبط والفشل الأمريكي.
وأستطيع القول إننا جاهزون للرد على أية قوات أجنبية تخترق مياهنا الإقليمية، وقواتنا العسكرية هي من ستتعامل معها تعاملاً عسكريًّا؛ باعتبَار ذلك عدواناً وقوات محتلّة، وما أود التنويه إليه هو أن وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي قد أكّـد في أكثر من مرة بأننا المسؤولون عن حماية مياهنا البحرية الدولية في البحر الأحمر والبحر العربي ومضيق باب المندب.
– هناك أجزاء من مياهنا البحرية واقعة تحت الاحتلال.. ماذا الذي نملكُه لتحريرها من دنس المحتلّين؟
حتى وإن كان جزءٌ من مياهنا البحرية واقعاً تحت الاحتلال فنحن نمتلك القدرةَ والسيطرةَ على كُـلّ مياهنا بالمراقبة وبالطيران المسيَّر ونمتلك الأسلحة والإمْكَانيات والوسائط التي تساعدنا على تأمين كُـلّ حدودنا البحرية، وتنفيذ عمليات عسكرية بحرية رادعة لم يسبق للعدو أن يعرفها، فهناك جهوزية عالية واستعداد تام لخوض المعركة البحرية في حينها.
ولهذا نقول: لا يعتقدْ مرتزِقةُ العدوان والغزاة والمحتلّون أن هذا القرار سيخدمهم، بل بالعكس سيكون وبالاً عليهم، ولن يكون بمقدورهم أن يتمددوا أَو يتحَرّكوا كيفما يشاؤون في مياهنا، وبالتالي ستتأثر الملاحة البحرية الدولية بهذا القرار، وسنتعامل مع كُـلّ حركة معادية في مياهنا الدولية بتعامل عسكري، وبالتالي هذا القرار سيزيد المنطقة تأزماً وسترتفع الأعمال العسكرية، وأمريكا أعطت إذناً لدول العدوان وللسعودية بأن تستخدم الأسلحة وأن تواصل ارتكاب جرائمها في بلادنا، كيف ما تشاء وأينما تشاء في البحر أَو البر أَو الجو، وبالتالي القوات المسلحة اليمنية لم تكتف بالتنديد بل هي في موقع المدافع الشرعي والوحيد عن هذا الشعب، وأي اعتداء سيكون الرد عسكريًّا ولم يعد هناك مجال للتفاوض، فأمريكا هي الدولة التي تدعم الإرهاب وتزرع الإرهاب وتصنع الإرهاب وتحَرّك الإرهاب في المنطقة لتستفيد من الإرهاب، وهي اليوم تحارب الدول التي هي أصلاً تحارب الإرهاب.
– كيف تنظرون إلى موقف المبعوث الأممي إلى اليمن “غريفيث ” حول القرار الأمريكي وتعامله مع ما يحدث في بلادنا؟
دعني أقُلْ لك: إن هذا القرارَ أمريكيٌّ صهيوني سعودي بالدرجة الأولى، وَموقف الأمم المتحدة منه ليس له أثر، وبالتالي نحن نعيب على الإدارة الأمريكية هذا القرار وندين تخاذلَ الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
– كيف تتوقعون تعاملَ الإدارة الأمريكية الجديدة مع هذا القرار؟
نحن نتوقَّعُ أن تتعامَلَ الإدارةُ الأمريكية الجديدة مع هذا القرار، ولكن لن يكونَ بذات الطريقة المخبولة المتهورة لإدارة ترامب وهو في آخر أيامه، الذي يعطي دلالةً واضحة بأن الإدارة الأمريكية وصلت إلى حالة من الإفلاس واللاأخلاق، ووصلت إلى حالةٍ من التوتر والفشل، وباتت أمريكا لا تمتلك القدرةَ على إدارة بلادها والعالم، وباتت لا تستطيع اتِّخاذَ قرارات تحقّق الأمن والسلم الدوليين، وبالتالي الإدارةُ الأمريكية تكشف عن وجهها ومساعيها في الإمعان بمعاناة أبناء شعبنا اليمني وإطالة الحرب والعدوان لصالح الكيان الصهيوني وأتباعه في الخليج، وهذا دليلٌ على أنهم وصلوا إلى حالة من ارتفاع الخوف والقلق من تنامي القدرات العسكرية اليمنية.
وأود القولُ هنا إن أمريكا بتصنيف أنصار الله منظمةً إرهابيةً تعطي دولَ العالم الضوءَ الأخضرَ لقصف اليمن وإتاحة المجال لدخول الصهاينة بشكل علني ومباشر، وبهذا تجُرُّ مرتزِقته العدوان في المحافظات المحتلّة إلى التطبيع وتعميق العلاقة بالكيان الصهيوني، ونعتقد أن مضمونَ هذا التصنيف هو رسالةٌ للشعب اليمني بأنه سيتم استهدافُكم للحيلولة دون أي تطوير لقدراتكم العسكرية.
– كيف تقرأون تصريحاتِ وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي الأخيرة وَالتي قال فيها إن بلادَنا تمتلك أسلحةً استراتيجية ذات تقنية عالية؟
تصريحُ وزير الدفاع اللواء محمد ناصر العاطفي يعتبر إعلانَ الجاهزية القتالية على المستوى الأول، وهو حمل مضامينَ وأبعاداً استراتيجية كبيرة وواسعة.
والتصريحُ كذلك يشيرُ إلى أن التصرفَ الذي قامت به الولايات المتحدة الأمريكية بتصنيف الشعب اليمني وجماعة أنصار الله جماعةً إرهابيةً، وتوقيع العقوبات على 3 من القيادات الكبيرة في اليمن، دلالة كبيرة على أن أمريكا لا تريد السلامَ في المنطقة، وبالتالي تصريحات وزير الدفاع جاءت لتؤكّـدَ للعالم ولدول تحالف العدوان أن القواتِ المسلحةَ اليمنية اليوم وهي تمتلكُ قدراتٍ عسكريةً كبيرة وبتقنية عالية، تستطيعُ مواجهةَ التفوق الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي ومن معهم.
ولعل الأخ وزير الدفاع بتصريحه هذا يؤكّـد للعالم ولدول تحالف العدوان أن الجمهوريةَ اليمنية اليوم باتت قادرةً على أن تدافعَ عن نفسها وعن سيادتها ولا تحتاجُ لدولةٍ تدافعُ عنها أَو تساندها، كما أن التصريح أَيْـضاً يدل على أن الاكتفاءَ الذاتي في التصنيع العسكري قد أعطى اليمنَ قوةً عسكريةً وسياسيةً غير مسبوقة.
ونحن نرى أن الأخ الوزير قد وضح أن هناك منظوماتٍ ستحدث تحولاتٍ كبرى في استراتيجيات الحرب، وهنا رسالةٌ أُخرى للعدوان بأنه مهما امتلكتم من منظومات دفاعية أَو صاروخية أَو عسكرية أدخلتها أمريكا وبريطانيا أَو إسرائيل إلى المنطقة العربية في الجغرافيا السعودية أَو الإمارات أَو في أية دولة خليجية، فلن تستطيع أن تكونَ هذه الأسلحة مؤثرةً علينا بقدر ما ستكون أهدافاً لأسلحتنا ومنظوماتنا.
وكما هو واضحٌ اليومَ فَـإنَّ القوات المسلحة وببشائرَ من الأخ وزير الدفاع، وهو يشيرُ إلى أن هناك تحولات كبرى في استراتيجيات الحرب ومواجهة العدوان، فَـإنَّنا نستطيع اليوم أن نواجه، أَو يمكن القول إن السياسَةَ العسكرية تقضي أن تكونَ المواجهة مع دول عظمى، ولعل هنا إشارةً إلى أن أمريكا مهما أعطت من إمْكَانيات سواءٌ أكانت بشرية أَو عتاداً للسعودية والإمارات، فَـإنَّ التحولات الكبيرة ستظهرُ في المعركة، وأن الاستراتيجية العسكرية القادمة ستكون أكثر، وأن الخطة العسكرية والخارطة العسكرية اليمنية هي لمواجهة العدوّ الإسرائيلي بالأَسَاس، وأن القوات اليمنية بما تمتلكه من قدرات قادرة على أن تواجه هذا العدوّ الصهيوني، أَو أي عدو آخر، والحمدُ لله رب العالمين اليوم موازين القوى تغيرت وأصبحنا نمتلكُ قدراتٍ عسكرية وقوة نستطيع بها مواجهة الأعداء، سواءٌ أكانت حرباً أُحاديةً بين دولة بدولة، أَو دول تجتمع على حربنا في حرب واحدة، فإذا كان هدفُ أمريكا هو السعيَ لتوسيع نطاق المواجهة فنحن نمتلكُ القدرةَ وبتصريح من الأخ وزير الدفاع على المواجهة.
ولهذا، أنا اعتبر أخي الكريم أن تصريحَ الأخ وزير الدفاع اللواء محمد العاطفي هو إعلانُ الاستعداد القتالي رقم واحد؛ لأَنَّ الأعداء أعلنوا الحربَ علينا، لا سِـيَّـما بعد أن قامت أمريكا بتصنيفنا جماعةً إرهابيةً تحت مرأى ومسمع العالم، والأمم المتحدة ومجلس الأمن دون أن يحرك ساكناً، وهذا دلالة على أن هناك تواطؤاً كبيراً بين الأمم المتحدة ومجالسها وهيئاتها ودهاليزها دون أن تحَرّك ساكناً، رغم اعتراض الأمم المتحدة على قرار تصنيف أنصار الله منظمة أَو جماعة إرهابية، وقبلها مارتن غريفيث بأن هذا القرار لا يخدم السلامَ في اليمن، ولن يخدم قرارَ ستوكهولم.
وبالتالي نحن نعتبر أن تصريحاتِ الأخ وزير الدفاع هي إشارةٌ إلى الشيء الغائب عن العدوان، وهو أن اليمنَ اليوم يمتلك قرارَه بيده ويمتلك قدرة دفاعيةً لا يستهانُ بها، ويمتلك إمْكَانياتٍ عسكريةً هائلة، إضافةً إلى تصريح الناطق الرسمي قبلها بأسبوع أَو عشرة أَيَّـام، وهو يقول (إن المرحلة القادمة سيكشف الستارَ عن تشكيلات عسكرية جديدة)، وهنا إشارة إلى أنه قد تكون هناك وحداتٌ عسكرية وتشكيلات عسكرية سيكون لها الأثرُ الكبيرُ في ميدان المعركة.
اليوم نطاقُ المعركة وقطاعها واتّجاهاتها كبيرةٌ جِـدًّا، وهذا التصريح يدلل دلالةً كبيرةً على أن القوات المسلحة قادرة على أن تخوضَ المعركة مهما كان اتساع نطاقها ومهما كانت اتّجاهها وفي أكثر من اتّجاه، وهنا إشارة للعدوان ودول العدوان أن كُـلّ قدراتكم ومهما عملتم واتخذتم من إجراءات لضرب اليمن أَو تركيعه فلن تتمكّنوا من ذلك.
فالحمد لله رب العالمين الإرهابيون الحقيقيون، كما قال الأخ وزير الدفاع، هم الذين يدعمون العدوانَ ويدعمون الإرهاب، وبالتالي أمريكا هي أصل الإرهاب وأصل الشيطان ورأس الحربة، أمريكا هي المسؤولة عن كُـلّ جريمة تحدث في اليمن، أمريكا هي المسؤولة عن كُـلّ جريمة قتل للأطفال والنساء وكل معاناة يعاني منها اليمنيون، أمريكا هي المسؤولة عنها، إذَا لم يتحَرّك العالَمُ في الوقت الراهن فلن يكونَ لتحَرُّكه أثرٌ فيما بعدُ.
– ولكن برأيكم.. ما التطوراتُ التي يمكن أن تحدث بناءً على تصريحات وزير الدفاع؟
قد تكونُ هناك تطوراتٌ أكثر بحسب تصريحات الأخ وزير الدفاع فَـإنَّ التحولاتِ التي قد تحدث ستتضرر منها المنطقة بأكملها.
والواقع أن إشرافَ أمريكا على الحرب وإدارتها للمعركة على اليمن ستؤدي بالمنطقة إلى كارثةٍ كبيرة.
ووزيرُ الدفاع هنا أشار إلى ردودٍ واسعة النطاق وتطورٍ يسبقُ الزمنَ في الصناعات الدفاعية والصاروخية، وأن القدرات اليمنية قادرةٌ على الصمود أمام مختلف التحديات، وأن مثلَ هذا القرار لن يؤثرَ على الجانب العسكري بقدر ما سيقلِبُ المعادلةَ أكثرَ وأكثرَ، ويزيد من شحذِ الهِممِ في مختلف الجوانب العسكرية والصناعية.
– ما تقييمُكم لأداء الخبرات والقدرات العسكرية خلال 6 سنوات من العدوان والحصار؟
بفضل الله عز وجل اليمنُ فقد حقّقت قواتُها المسلحة إنجازاتٍ عسكريةً غيرَ مسبوقة في أية دولة عربية، ولم يسبق لأية دولة عربية أن وصلت إلى هذا المستوى، وحقّقت هذا الإنجاز خلال 6 سنوات، كما أن الميدان العسكري أثبت ذلك.
وَنستطيعُ القولَ إن القدراتِ العسكريةَ اليمنيةَ وصلت إلى مراحلَ عجز أمامها كُـلُّ الخبراء العسكريين، ووضعت العدوان وأسلحَتَه وإمْكَانياتِه في زاوية ضيِّقةٍ لا تتعدى ارتكابَ المجازر والجرائم بحق المدنيين.
– سيادة اللواء.. كيف ستتعاملُ دول العدوان ومرتزِقتُهم مع تصريحات وزير الدفاع العاطفي من وجهة نظركم؟
دولُ تحالف العدوان على اليمن تعي أن هذه التصريحاتِ مبنيةٌ على واقع، والرد على التصنيف الأمريكي لأنصار الله بالمنظمة الإرهابية، وأن هذا التصنيف سيقابل بردٍّ عسكري، كما أنهم يعملون ألفَ حساب، فهم يعلمون أن قائدَ الثورة إذَا هدّد أَو توعد أنظمةَ العدوان بالرد فَـإنَّ ذلك الرد سيكون حقيقياً وواقعياً ومؤلماً، وهذا التعقيب والتصريح من الرجل الأول على القيادة العسكرية وهو يقولُ هذا الكلام ويصرح بهذه التصريحات دلالةٌ كبيرةٌ على أن المرحلة القادمة ستكون فيها تغييراتٌ كبيرة على الأرض، وستكون فيها موازينُ قوىً جديدةٌ، كفيلةٌ بتغيير قواعد الاشتباك، التي فُرضت منذ عقود طويلة، وهي تؤكّـدُ للعالم بأن اليمن بات يفرِضُ واقعاً جديداً وقواعدَ اشتباكٍ جديدةً، بناءً على ما يتطلبه الموقفُ وما تتطلبه أسلحةُ العدوّ.
– على المستوى الداخلي.. ما ردودُ الفعل التي تحدثها تصريحاتُ وزير الدفاع؟
هذه التصريحاتُ برغم أنها موجهةٌ للخارج إلا أنها تعززُ من ثقة شعبنا اليمني بالقيادة الثورية والسياسية والعسكرية، وتزيدُ من توحيد الجهود والصفوف لمواجهة الغزاة والمحتلّين ومرتزِقتهم، خَاصَّةً سُخريةَ الأخ وزير الدفاع عندما قال إنه لا توجدُ لدينا أرصدة لنخافَ عليها، وهذا تأكيدٌ بأن أبناء شعبنا اليمني في خندق واحد يتقاسمون المعاناة بكرامة وشموخ وعزة وآباء، ولا يوجد أي رصيد لأكبر قائد من قاداتنا، والجميع سواسية في هذا الجانب.
أما الجانب الآخر من الرسالة التي وردت في التصريح فهي عندما قال إن الذهابَ نحو الجبهات هي أكبرُ سياحة لنا، وأكبرُ متعة لنا أن يتحَرّك أبناء شعبنا في صفوف مجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة نحو جبهاتنا المقدسة للدفاع عن الوطن، وهي أكبرُ كرامة من الله عز وجل، وهذه دلالةٌ بأن رفد الجبهات والسفر إليها سيزيدُ في المرحلة المقبلة لخوض معركة التحرير بجدارة حتى تحريرِ كامل التراب اليمني من دنس الغزاة والمحتلّين ومرتزِقتهم.
كما هي رسالةٌ بأن من يصنع النصرَ لشعبه فَـإنَّ نفسيتَه لا تبحَثُ عن السياحة والترف والسفر نحو دول الخارج، ومَن هم من هذا النوع فلا خيرَ فيهم، وهم اليوم في صفوف الغزاة والمحتلّين وفي العديد من العواصم يتاجرون بدماء أبناء وطنهم؛ لتنفيذ أجندة قوى الهيمنة والاستكبار العالمي في المنطقة.