الحملة الوطنية للتحصين ضد الثقافات المغلوطة
مرتضى الجرموزي
لنصحِّحِ المفاهيمَ المغلوطةَ والثقافة المعوجّة التي طالما رسختها الجماعاتُ المتشدّدة خبثاً ونفاقاً طيلةَ عقودٍ من الزمن وهي تنخرُ الجسدَ المسلمَ بثقافات دخيلة وعلمٌ معكوس هابط لا يسمن ولا يغني من جوع، بل إنه كان يشدُّ الأُمَّــة إلى التيه والضياع والعمل بالقليل في ظل عبادةٍ على معصية.
إصلاحُ ما أفسدته الثقافةُ العمياء والتبعيةُ لحكام الجَور والظلام مسؤوليةُ الدولة والمجتمع في آنٍ واحد.
بالنسبة للثقافة المغلوطة والمفاهيم المعكوسة التي دُجِّن بها الشعب اليمني في العقود الماضية؛ بفعل سياسة الانبطاح الذي كان ينتهجُها النظامُ السابقُ من جعل القر والقرار والسيادة اليمنية مرهوناً للخارج وملجأ للتوسع الوهَّـابي المغمور بعوج الثقافات المدجنة للشعوب لتستسلم للثقافة الغربية الدخيلة والتي باتت كسرطان في جسد الإسلام الحقيقي.
يجب على الدولة ممثلةً بوزارتَي العدل والأوقاف ووزارتَي التربية والتعليم والتعليم العالي تعديلُ المواد والنصوص التي تشد الطالب والمستمع وعامة الشعب إلى الخضوع لأنظمة البغي والفساد
وتصحيحُ الانحراف الذي بلغ ذروته في المناهج التعليمية الأَسَاسية والثانوية والدراسات العلياء في القضاء والعدل ومؤسّسات الدولة بشقيها المدني والعسكري.
فقد عانى اليمنيون كَثيراً؛ بفعل التدجين الأعمى الذي استفحل بشر ثقافته المعوجّة منذُ عقود قدم فيها المذهب الوهَّـابي السلفي والذي سعى ويسعى لجرِّ الأُمَّــة والسطحيين إلى الضياع في دهاليز الثقافة الهابطة والتعليم الذي يهوي بصاحبه إلى مستنقع الخنوع لأنظمة الجور والضلال ومبايعة المفسدين وترفيع العملاء على حساب الشرفاء وكذا الانحطاط والهروب أمام المواقف العالمية والتولي لليهود والنصارى (صهاينة أمريكان) وغيرهم ممن يسعون في الأرض فساداً ويريدون أن نضل السبيل.
يؤتيك من طرف اللسان حلاوةً ويروغُ كما يروغ الثعلبُ، خطباؤهم ومثقفوهم ومحاضروهم جميعهم يعملون ليلاً ونهاراً سراً وعلانية لتعميم الانحراف في الوسط الشعبي والتعليمي والجامعي في كُـلّ مفاصل الدولة وإلى كُـلّ محافظات وقرى وعزل الجمهورية خدمة للمشروع الوهَّـابي الإخواني الذي جعل من الحلال حراماً ومن الحرام حلالاً.
كانوا وما يزالون يُدجّنُونَ الشعب والأُمة بعيش الصَّغار والذل والصبر على الجَور والفساد دون العمل للدفاع حتى عن النفس والعرض والشرف والحق المملوك لصاحبه حتى أضحى حالُ الأُمَّــة ككل إلى شعوب محطمة منكسرة ضعيفة هزيلة لا تجرؤ أن تهُشَّ النامسَ من على جسدها كما يقولون.
هي دعوةٌ وهو واجبُ الدولة بمختلف أقسامها بإصلاح ما أفسده الفاسدون وعبث به الهابطون تدجيناً ورؤىً وعلوماً لشرعيتهم المكذوبة ودور حديثهم المنسوب جُلُّه إلى رسول الله كذباً وزوراً وما أُنزل الله بها من سلطان.
نحن نحمّلُ الحكومةَ ممثلةً بوزارة التربية والتعليم والأوقاف والإرشاد والتعليم العالي وكذا الإعلام، حَيثُ بات يُلزمها تغييرُ المناهج والمواضع ذات الصلة بالثقافة المنحرفة المتطرفة التي سعت بكل أدوات الخبثِ في المدارس والمعاهد والجامعات والكليات بما فيها وأهمها الشريعة والقانون سواء في الجامعات والمؤسّسات الحكومية أَو الخَاصَّة.
لهذا يجب أن يُحصَّنَ الشعبُ والأُمةُ كحملة وطنية تحصين ضد هذا المرض الخبيث الناتج عن بعوض الثقافات المغلوطة والتي قد تُسبب الفشل الذريع والشلل الدائم في روحية الإنسان وقوميته العربية وعقيدته الإيمانية التي كانت على شفا جُرْفِ الوهَّـابية السعودية الشاذة.
لأنه إذَا ما استمر الوضعُ على ما كُنّا عليه في عهد عفاش وحزب الإصلاح فلن نرى الخيرَ والنورَ أبداً ما لم نقمْ بمعالجات طارئة ومستعجلة حتى لا يضيع الشبابُ وطلابُ الدِّراسة الأَسَاسية والعليا والذي ينتظرهم مستقبلٌ يجب أن يكونوا أكثرَ تحصيناً لنبني بهم المستقبلَ بعون الله..