حصرياً في يمن الإيمان.. تنمية خلف خطوط النيران
محمد موسى المعافى
لقد حرص النظامُ السعودي منذ نشأته على أن تكونَ اليمنُ حديقتَه الجنوبية، فاشترى ولاءاتِ الحكومات واهتم بدفع الإكراميات وَالمكافآت حتى لا تفعل في وطننا الموارد أَو تستغل الخيرات.
عقودٌ من الزمن استهدف فيها جانب التنمية، الزراعة والصناعة والتجارة حتى وصلنا لمستوى أن نصبح شعباً مستهلكاً يأكل مما لا يزرع ويلبس مما لا يصنع.
فارتفعت فاتورة الاستيراد لتصل إلى مليارات الدولارات سنويا لاستيراد ما يمكن زراعته أَو ما بقدرتنا صناعته.
وما إن عاد شعبنا للقرآن، وهداه الله سبل السلام، فها نحن نرى تنمية خلف خطوط النار.
ففي الوقت الذي طغى فيه المستكبرون الأعداء، فحاصروا أرضنا والسماء، وَمنعوا عنا الغذاء والدواء؛ طمعاً في خضوعنا ما دمنا أحياء.
اصطدم العدوّ بشعبٍ وَكأنه قنينةُ بأس وقوة وإباء، ورائحةٌ للهدى والضياء.. وضفافٌ للثبات والاستبسال والتضحية والفداء، ومصنع للأحرار الشجعان العظماء..
اصطدموا بشعب يعتز بالانتماء.. فهو بُوصلة الأدباء والكُتّاب والشعراء..
وأكرِمْ بشعبنا اليمني الصامد الأبي الذي علّمهم أن اليمن نافذةٌ للأصالة ومقبرة للغزاة والمرتزِقة ذوي النذالة والعمالة.. شعبنا اليمني الحر الذي طلّق دنياه، من يوم تحالف عليه عداه.. وباع لله نفسَه واللهُ اشتراه..
فست عجاف وما زالت مستمرة من إجرام البغاة، قتلوا الإنسان، وأحرقوا المزارع. ودمّـروا المنشآت.
ولأننا حملنا نفوساً أبيات، تترجم صمودنا في الواقع تنمية ومبادرات.
تحَرّكت جبهاتُنا العسكرية لتصنعَ أعظمَ البطولات؛ ولأَنَّ قيادتنا قرآنية في توجّـهها ورؤاها وأفكارها ومواقفها أولت الجبهة التنموية جانباً كَبيراً من اهتمامها.
انطلق أبطالُ الجبهة التنموية بإمْكَاناتهم المحدودة فأطلقوا ثورتَهم الزراعية مع جانب تفعيل المبادرات المجتمعية ليخففوا بذلك فاتورةَ الاستيراد.
واستطاع قادة هذه الجبهة من أن يوجدوا تنمية خلف خطوط النار فكيف إذَا توقف هذا العدوان؟؟