الـ 25 من يناير.. رسائلُ من المشهد اليمني
سند الصيادي
بحشودٍ مليونيةٍ ورغم الحصار والمعاناة وَالترهيب وَالترويع الذي يمارسُه تحالفُ العدوان، توافد اليمانيون في 24 ساحة بأكثرَ من 15 محافظة يوم الاثنين الفائت ومعهم الأحرارُ في أقطار العالم، في مسيراتٍ حملت الكثيرَ من المواقف، وَبقدر ما عبرت تلك الحشود معنوياً عن كونها ثورةً شعبيّةً مستمرةً ضد واقع أممي ظالم وَمحاكم إنسانية متواصلة ضد عدوان تمادى ضد شعبنا وَأوغل في جُرمه وَبغيه وَتجاوُزِه لتشريعات الله وَنواميس الإنسانية، فَـإنَّ ما صدّرته تلك الملايينُ من رسائلَ كان بمثابة بيانٍ وحالةِ استفتاء شعبي إضافي وَحاسمٍ للقضايا والمستجدات على الساحة اليمنية وَالإقليمية وَالدولية.
وَأولها أن الشعبَ اليمني يرفُضُ جملةً وتفصيلاً مصطلحَ وَمفهومَ الإرهاب المصنَّعَ على الطريقة الأمريكية وَالذي انكشف زيفُه وَاتضحت نواياه وأهدافُه في الحالة العربية والإسلامية عُمُـومًا، وَفي الحالة اليمنية تحديداً.
وثانيها أن شعبَنا رمى حجراً في قضية إعادة التصويب الدولي لمصطلح الإرهاب، وَأرجع مفاهيمَ المصطلح المصادرة، بأن أدان أمريكا وَأقر تصنيفَها بالإجماع كدولة إرهابية، بعد أن أسقَطَ بالدلائل العملية والشواهد هذا المفهومَ على واقع السياسات الأمريكية في المنطقة واليمن، والتي بمجملها تمثلُ أكملَ معاني الإرهاب بكل لُغات العالم ومرادفات الكلمة.
وثالثُها أن على قوى وشعوب العالم الحر اليوم أن تقرأ مضامينَ الخروج اليمني وَمعطياته وَدوافعه، وَتنتصرَ لمصالحها وَلقيمها ومبادئها التي تفرضها العلاقاتُ الإنسانية والتحديات المشتركة، بأن تتحَرّكَ نُصرةً لهذا الشعب بالضغط تجاه رفع العدوان الظالم والحصار الجائر عليه، وفي المقابل تعملُ نحو رفع الهيمنة الأمريكية العبثية والطائشة عن مقود السيطرة الأممية، بعد أن ثبت أن بقاءَها ينذرُ بكارثة على الأمن والسلم الدولي، وَالسكوت عنها يعد خطراً لن تتوقف تأثيراته عند أية حدود.
أما رابعها فيتعلق مجدّدًا بالإرادَة اليمنية التي تتجلى على مشارفِ العام السابع من الصمود، وَيمكن للمهتم أن يتعمَّقَ في تبيانها من خلال حناجر وسواعد وَوجوه الشعب المحتشد ليلمحَ صورتَها البهية وَوجهَها المفعم بالحيوية رغم شحوب الأوضاع وَاستماتة تحالف الأعداء في مساعي التركيع وَالتجويع وَالترويع والتقطيع لكل شرايين هذا الشعب وأوردته.