قرارات أمريكية جديدة، ودكتاتورية مستمرة
عــــفاف الـبـعداني
النظام الأمريكي بإدارته الجديدة يبتكرُ خدعةً جديدةً ويظهر كبطل متنكر يتصنّع المواقفَ ويظهر كخامدٍ للحروب والفتن، وهو في الأصل من أشعلها بين الشعوب وأوقد نيراناً لا نعلم كم نحتاج سنين؛ كي نطفئَها.
إذًا بعد هذه التكتيكات الجهنمية والانتخابات المتوالية من ترامب إلى بايدن؟! ماذا حدث!؟
بعدها!! تظهر أمريكا بنظامها الديمقراطي المزيَّف وتخاطب العالم بصفتها الدولة المتقدمة والمتحضرة وأنها حمامة السلام واليد الحانية للشعوب، تعلن إيقاف الحرب على اليمن ليس حبا أَو تودداً فينا، لا وإنما هو الحل المناسب لمصالحها الشخصية لا غير، وليس الغريب ما تسعى إليه أمريكا، الغريب أن العرب والمسلمين قد انطلت عليهم هذه الخدع وصدقوا بكل رضا هذه المسرحيات التي رغم تواليها ما عرفوا أنها كذبة طويلة الأمد.
مهما تعددت المساحيق التجميلية، وتواترت الأقنعة، وتنكرت الذوات بحجج غير معقولة، بيدَ أن هناك يوماً فاصلاً لكل تلك المؤامرات، تظهر وجوه رعاة الحروب على حقيقتها، في كيفية مواجهة الإنصاف الكوني، وهذه ما جسده صمودُ الشعب الحر لمدة ست سنوات.
في هذه الآونة الجميع بلا استثناء سواءٌ أكانت محايدة أَو معادية، أصبحنا نوقن أن دولة اليمن ستشهد نقلةً نوعيةً لا تقارن بأي زمن قد مضى، وأن استقراء القضية بات جليًّا لدى كُـلّ المحللين، ومطمورة بكافة البراهين، بل إن كُـلّ الدلائل والمعلومات والمقاييس نصت على أن الشعب اليمني مظلوم وأن الحرب التي أقيمت عليه ليست لأجل الدين أَو رفعة الإسلام أَو استرجاع المقدسات كما دندن به رعاةُ الحرب منذ البداية، بل بالعكس انحط العرب بالتطبيع أكثر من ذي قبل، وأصبحت القدسُ ورقةً موضوعة في هامش مكاتب المطبعين، إذَن كُـلُّ المساعي هي اقتصادية بحتة نظراً لموقعنا الاستراتيجي المهم، وليست لها أية علاقة بتوطيد السلام.
إن الحصار الخانق والقصف المتواصل للمنشآت الحيوية، واستخدام القنابل المحرمة دوليًّا، هو كافٍ لإبادة شعب بأكمله، لولا أن طبيعتنا البشرية في اليمن قد ألفت الحروبَ، بل إن صعوبة الحياة وجبالها الخشنة في بلادنا كفيلة بأن تجهز جيشاً بأكمله، وهذا لا يعني بتاتا أننا لم نتألم أَو أن الحروب لم تحدث أية شقوق أَو ندبات جسيمة في نسجينا المجتمعي، أَو على صعيد الأيّام القادمة، بل ما أرمي إليه بالضبط هو أننا أهلٌ لمواجهة الاحتلال على أعلى مستوى من الركيزة العالية من حَيثُ الوعي وَالتسليم المطلق لسنن الله في الكون، رغم شحة ما نملك ورغم المعاناة الحاصلة إلَّا أن ثقتنا بالله لم تكن مرهونة بحجم العدة والعتاد، بل إن ثقتنا بالله هي الداعم الأكبر لنا في هذا الكون.
عندما قرعت طبول الحرب، وتلاحم الجيش وَانطلق لجبهات العزة والشرف، ظهرت القيادة الحكيمة وبدأت تهيئ الشعب نفسيًّا وميدانيًّا ولوجستيا، وقد ضحّى الشعب بكل ما يملك فليس هناك أغلى من الروح وقد وهبها، نعم إن تضحيات الشهداء والأسرى والجرحى هي العامل الرئيسي في بشارات النصر، والداعم الأبرز في تحديد نتائج سير المعركة، ناهيكم عن التطور العسكري الذي تميز به الشعب اليمني وخلف رعبا وهلعا في محسوبية العالم المزدوج.
حينها اكتهل العدوان وأُصيب بالشيخوخة المبكرة ونفدت كُـلّ مخازنه الاقتصادية، وتناقصت مخازنه الجهنمية، وأصبح متكئًا على أي قرار جديد تمليه عليه الدكتاتورية الأمريكية؛ كونها لعبت دوراً أَسَاسياً في تنشيط الحرب على اليمن.