عظيماتٌ بعظمة من اخترنها نموذجاً لهن
صفاء مفضل
وفق السياسة الأمريكية والبروتكولات الصهيونية ووفقاً لأجندات خَاصَّة تعمل ساعيةً وراء كُـلّ ما يحقّق المصالح العامة وَالمشتركة بين إسرائيل وأمريكا للسيطرة على العالم البشري وإخضاعه لأرباب الفسق والطاغوت، والتحكم به والتدخل اللا مشروع في شؤون معظم البلدان وسيادتها.. وفي ظل سياستها المتعنتة عمدت أمريكا وإسرائيل لما هو أكبر فخاضت الحروب العسكرية المباشرة.. لتكون فلسطين وأفغانستان والعراق ولبنان هي أول هوج رياح الحروب التي شنتها وبدأتها تحت ذرائعَ ومسوغات مختلفة.. ثم تأتي ليبيا، سوريا، اليمن، لتندرج في القائمة نفسها وأن تخفت هذه المرة تحت العباءَة السعودية والخليجية فدعمها اللوجستي وطائراتها التي تخترق الأجواء وسلاحها المحرم دوليًّا حاضرا في كُـلّ جريمة ومجزرة تُرتكب.
حرب البندقية وَالطائرة والصاروخ لم يعد بالجديد هو عهدها مُنذ الأزل.
وتجزئة المجزأ ونهب المقدرات والتدمير أولوية ثابتة ومبدأ لا يتغير بتغير الأنظمة والرؤساء فبايدان هو ترامب وترامب هو أوباما.
رقعة الرؤى الاستراتيجية للعدو تتسع في المنطقة، والشعوب العربية يضيق الأفق أمامها، وَتُدجن وتُجمد ولا تحَرّك ساكناً ولا يضيق حالها أن بقيت كأصنام صماء بكماء تغرق بمستنقعات الثقافة الغربية الهابطة دون أدنى ردة فعل.. كُـلّ هذا ساعد في غياب الوازع الديني في كثير من المجتمعات العربية، وتفشى الفساد والانحلال الأخلاقي وزيادة في الجرائم وارتكاب الفواحش.
حصل ما حصل حتى سقطت الأُمَّــة العربية سقوطاً مخزياً ينتزعُ عفتَها وكرامتها، ويخطف بصيرتها وأبصارها إلى اتّجاه معاكس، ومُنعطف مُنحرف عن الدين والإسلام الذي فُطرت النفس البشرية عليه واختاره الله لها.. فتحقّق للعدو المنال والأمل المنشود في ضرب واستهداف القيم المُثلى للفرد والمجتمعات العربية المسلمة برمتها.. وكانت المرأة في هذا الحوار المحور الرئيسي والمساحة الواسعة والحصة الأوفر كانت لها، أَو إن صح التعبير كان لها نصيب الأسد من هذا الاستهداف.
فعلى سبيل المثال وسائل إعلام العدوّ سخرت قنواتها وعكفت ليلها مع نهارها لبث كُـلّ ما فيه من ضياع وفساد وانحطاط يخص المرأة فأستطاع بذلك أن يغير ثقافتها وَمسار فكرها ونفسيتها، وحرف بوصلة القُدوة لديها، وصرف ذهنيتها واهتمامها بالدين وقضاياه إلى الاهتمام بالمسلسلات والموضات وأخبار الفنانين والعارضات… إلخ.
كُـلّ هذا فقط ليضرب العمود الفقري للمجتمع المتمثل بالمرأة ضربة قاصمة تهز كيانه من خلال إفساد المرأة العربية المسلمة، من تُشكل الوحدة الأَسَاسية لبناء المجتمع البشري.
ومع كُـلّ هذه المحاولات والتضليل ووسائل الإغواء التي تمكّنت من معظم مجتمعات العرب والنيل من نسائها، خابت أمام نساء يتخذن من نساء أهل البيت وَفاطمة الزهراء عليها السلام، والنساء المؤمنات التقيات أسوة وقُدوة حسنة لهن سواء في جهادهن أَو صبرهن أَو عبادتهن وعملهن في سبيل الله.
فالعدوّ لم يعد اليوم يغتاظ من رجال الله في الجبهات وما يحقّقون من انتصارات ساحقة، ولا يغتاظ فقط من سلاح الجو المسير والصواريخ البالستية وحسب بل بات يغتاظ ويعض الأنامل من نساء تجسدت فيهن مواصفات عالية مواصفات تحملها سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء البتول وكل من تحذوا حذوها وتسلك طريقها وهذا ما وصلت إليه المرأة اليمنية المجاهدة في عصرنا.. يبذلن المال رفداً للجبهات ويدفعن بأزواجهن وإخوانهن وآبائهن وفلذات أكبادهن للقتال في سبيل الله، ثم يستقبلن شهدائهن محتسباتٍ صابراتٍ مؤمنات..
نساء إن صح القول عليهن ترسانات من الصلابة والصمود والثبات.. عظيمات بعظمة من اخترنها نموذجاً لهن.