“المسيّر” يضرب مطارَي جدة وأبها: توسيع دائرة النار

توقف المطارين عن العمل لساعات جراء الهجوم

المسيرة | خاص

واصلت القواتُ المسلحة تصعيدَ ضرباتها النوعية على العمق السعودي، ووسّعت دائرةَ استهداف مطارات العدوّ، حَيثُ قصفُ سلاح الجو المسير، أمس، مطار جدة، إلى جانب مطار أبها، في عملية نوعية جديدة أعادت توجيه رسالة مهمة للعدو بشأن استمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي، وهي رسالة موجهة أَيْـضاً، ضمن جملة رسائل التصعيد الجديد، إلى رعاة تحالف العدوان في الغرب، وعلى رأسهم الولايات المتحدة التي ما زال زيفُ دعاياتها بخصوص السلام ينكشفُ بشكل متواصلٍ مع مرور الوقت.

العمليةُ الهجومية الجديدة نُفذت، بطائرتين من نوع (صماد3) وَ(قاصف 2k) استهدفتا مطاري جدة وأبها الدوليين، وأكّـد المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع، أن الإصابة كانت دقيقة، وأن المطارين توقفا عن العمل لساعتين متتاليتين، وهو ما أكّـدته أَيْـضاً بيانات مواقع رصد حركة الملاحة الجوية.

تعتبر هذه هي المرة الخامسة التي يستهدف فيها سلاح الجو المسير مطار أبها الدولي، منذ بداية التصعيد الجديد، الأربعاء الماضي، لكن دخول مطار جدة في دائرة هذا التصعيد يمثل دلالة على أن الهجمات تمضي في مسار تصاعدي، وقد تشمل منشآت ومطارات سعودية أُخرى خلال الفترة القادمة.

وبحسب محللين فَـإنَّ استهداف المطارين وإيقافهما عن العمل، يعيد طرح معادلة ردع مهمة بخصوص المطارات، ففي ظل استمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي، يرسل الاستهداف المتكرّر للمطارات السعودية رسالة واضحة بأن “المطارات مقابل المطارات”، وهي معادلة تمتلك صنعاء القدرة على فرضها، وقد تعرض مطار أبها سابقًا لضربات يمنية متكرّرة أوشك على إثرها أن يغلق أبوابه بشكل نهائي.

في الوقت نفسه، فَـإنَّ توسيع دائرة ضربات هذا الردع يأتي في إطار مواصلة تثبيت معادلات الحرب والسلام التي يحاول رعاة تحالف العدوان في الغرب، وعلى رأسهم الولايات المتحدة وبريطانيا، الالتفاف عليها بدعوات وتحَرّكات مزيفة تحت شعار “إنهاء الحرب”، فاستمرار الضربات وتصاعدها يجدد التأكيد على أن المراوغة لن تنفع، وأن السلام الحقيقي يتطلب تحَرّكاً على الأرض ينهي العدوان والحصار بشكل كامل، وهو ما تؤكّـده صنعاء بشكل واضح منذ فترة على لسان مسؤوليها وممثليها.

وفي هذا السياق، كانت الولايات المتحدة قد عادت، أمس الأول، لاستخدام لهجة التهديد، إذ أعلنت عن “انزعَـاجها الشديد” من الهجمات على مطار أبها، وقالت إنها ستواصل الضغط على من أسمتهم “الحوثيين”، وأن إلغاء حركة “أنصار الله” من قوائم “الإرهاب” لن يؤثر على مسار الضغط، وهو ما يعني استمرار دعم العدوان والحصار.

ويمكن القول بالتالي: إن التصعيد الجديد ضد العمق السعودي أسهم بشكل ما في كشف حقيقة مراوغة “إنهاء الحرب” التي تمارسها الإدارة الأمريكية الجديدة، فالضربات اليمنية وضعت أمام البيت الأبيض متطلبات السلام الفعلي وأكّـدت على أن الحل يتمحور حول إنهاء العدوان والحصار بشكل عملي، وهو الأمر الذي بدا واضحًا أن إدارة بايدن لا تسعى نحوه، وبالتالي فَـإنَّ حديثها عن وقف الحرب لا قيمة له.

هذا ما يؤكّـده أَيْـضاً واقع استمرار التصعيد العسكري للعدوان، واستمراره بتشديد الحصار الاقتصادي على الشعب اليمني، حَيثُ يواصل تحالف العدوان وبدعم أمريكي احتجاز سفن المشتقات النفطية ومنعها من دخول ميناء الحديدة، الأمر الذي ينذر بمضاعفات جديدة في الأزمة التي يعيشها اليمنيون والتي تعتبر الأسوأ في العالم.