الشهيد الرسّام (نعم الأب إنّه أوّاب)
مرتضى الجرموزي
على خطٍّ رسمه الله وطريقة حقٍّ خطَّ معالمها الله وبيّن خيرها وفضلها وثمار نتائجها وأرباحها في الدنيا والآخرة فوزٌ وفلاح عزّة وسعادة.
هَـا هي أسرة الوفاء والعطاء، أسرة التضحية والفداء والجهاد والاستشهاد، آل رسام، وفي مقدمتهم صاحب المقام السامي والبذل الخيّر والعطاء الذي لا ينضب الشهيد العقيد/ علي صالح رسام الذي ارتقى شهيداً في سبيل الله مدافعاً ومجاهداً مهاجماً ومرابطاً في مواقع العزة والكرامة في مواجهة تحالف العدوان السعودي الأمريكي ومرتزِقته.
نعم الأب إنّه أوّاب صادق وصابر، ونعم المجاهد العظيم والرجل الصادق الذي عاش الجهاد وتذوّق طعم الشهادة وهو يودّعُ ثلاثة من أبنائه شهداء في جبهات مختلفة فبعد أن قدّم في سبيل الله وتحت ظل المسيرة القرآنية والدفاع عن الأرض والعرض والإنسان والعقيدة والهُـوِيَّة الإيمانية، ابنه الشهيد المجاهد / نايف في 2015م قدّم ثاني أبنائه / شايف عام 2016م قدّم على ذات الدرب والمنهج القويم شهيدا ثالثا من أبنائه عارف.
وهَـا هو رابعهم إلى جنة الفردوس يُزف شهيداً عريساً إلى الخلد بروحٍ وريحان وجنة نعيم وهو يرتقي اليوم شهيداً في جبهة مأرب بعد أن فتح الله على يديه وأيدي المؤمنين جبهات عدّة ومواقع كان يظنها المنافقون والمرتزِقة مانعتهم فأتاهم الله ومجاهدو الجيش واللجان الشعبيّة وشهيدنا العقيد علي صالح رسام من حَيثُ لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرّعب، يهربون من مواقعهم تحت بأس الله وقوة المجاهدين وتحت رشقات المجاهدين يلوذ المرتزقة من مواقعهم مخلّفين وراءهم جثث قتلاهم وجرحاهم وأسلحتهم المختلفة كغنائهم لأنصار الله مجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة.
الشهيد الرسّام والأب العظيم ليس ممن تخاذل أَو صمت وهو يرى العدوان يستفحل بشرّه ويفسد في القتل التدمير بحق الإنسانية في اليمن فكان أن انطلق ليتاجر مع الله التجارة الرابحة وبرفقة أبنائه صال وجال وقدّم دروسا ملؤها الصبر والتضحية والوفاء والبذل وبعد أن قدّم ثلاثة من أبنائه شهداء لم يقُل: خلاص يكفي ها أنا قدّمت ثلاثة شهداء ليس بالضرورة أن استمر في الجهاد.. لا رفض الدنيا وطلّقها وعاد مجدّدًا إلى حَيثُ يجب أن يثبت الرجال رجولتهم وصدقهم مع الله وفي سبيله وظل مجاهداً لسنوات الصمود اليمني في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي حتى نال وسام الشهادة وركب السفينة التي ركبها من قبله ثلاثة من أبنائه وكل شهداء اليمن الأخيار، وهَـا هو اليوم شهيداً رابعاً من بيت واحد هو الأب وهم الأبناء ومن خلفهم أبناء وفتيات مجاهدون وزوجة وأم عظيمة كانت وما تزال مثالاً للمدرسة الإسلامية ومثالا للأم والزوجة المؤمنة المجاهدة الصابرة المحتسبة لما لها من مواقفَ أحرجت المنافقين وحيّرت خبثاء التثبيط والإرجاف فهي واثقة تمشي الخطى ملكة قهرت من فضّل البقاء مع الخوالف.
أي سموٍّ هذا؟! وأي عطاء هذا الذي وهبه الشهيدُ العقيد علي صالح رسام وأُسرته الفاضلة الكريمة المجاهدة التي بنت لها صروحاً من المجد والعزة والرفعة؟! وأي صبر هذا الذي تسطّره الزوجة والأمُ والولد وهم يرون أحبتَهم يرتقون واحداً بعد الآخر شهداءَ بكرم العزة غادروا الدنيا بعطاء رحب حلقوا إلى سماوات الإباء فرحين مطمئنين مستبشرين (مُتَّكِـِٔینَ عَلَى رَفرَفٍ خُضر وَعَبقَرِي حِسَان).
شهداؤنا عظماؤنا بحق وحقيقة، إنه الفخرُ بعينه والمجد بذاته والرجولة بصفاتها وصدق الولاء وحبُ التضحية لا يشك فيها إلَّا كاذب منافق مرتاب مرتزِق باع للشيطان حياتَه ومماته.
هنيئاً لمن غادرونا وارتحلوا إلى العلياء شهداءَ سُعداءَ، فازوا برضوان الله بنعيمه بعد أن عاشوا حلاوةَ الجهاد والرباط في مواقع الإباء والشجاعة، رجال صدقوا مع الله فصدقهم واصطفاهم ومنحهم الوسامَ الذي اختصه اللهُ لأوليائه الصادقين المؤمنين وما يُلقاها إلّا الذين صبروا وما يُلّقاها إلا ذو حَظٍّ عظيم.
إلى أسرة الشهيد الأب والشهداء الأبناء زوجة الشهيد، أم الشهداء إخوانهم وزوجاتهم: سلام من الله عليكم ورحمته وبركاته، سلامٌ عليكم وفاء وتمجيدًا، طبتم وطابت تجارتكم وربح بيعكم من الله الذي بايعتم به نشاطركم العزاء نشاطركم السعادة، نعيش عيشكم الكريم، نعانق سماء أنتم تعانقونها وأنتم تزفون اليوم أباً شهيداً كان أن أوصاكم بمواصلة سبيل الجهاد ومقاومة الأذناب أعداء ومرتزِقة ومنافقين ومرجفي الداخل ومثبطي الشوارع ومن يتكئون على جدران المطابخ مع الخوالف يقعدون.
سلام الله عليكم آل رسام أسرة الجهاد والاستشهاد..
وسلام الله على شهدائكم العظماء والذي نسألُ اللهَ لهم الرحمةَ والخلود والفوز بنعيم الرضوان سلام الله عليهم يوم ولدوا ويوم انطلقوا مجاهدين ويوم استُشهدوا ويوم يُبعثون أحياءً عند ربهم يفخرون بعظيم ربح تجارتهم مع الله.
ونسأل لنا ولكم ولأحرار اليمن والأمة ومجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة ولقائد الثورة الأجرَ والهدايةَ والصلاح والسيرَ على طريق المجاهدين وَالشهداء العظماء حتى تحرير اليمن والمنطقة العربية والإسلامية من دنس المعتدين وقوى الاستكبار العالمي.