الوهابية وتهديدات نتنياهو بهدم الأقصى
لم يكن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو ولا غيره ليتجرأ ويهدد جهارا نهارا بهدم المسجد الاقصى ، لولا وجود الوهابية “النسخة الصهيونية في الاسلام” ، بفرعيها الرسمي ، المتمثل بال سعود ، والعسكري ، المتمثل ب”داعش” و “القاعدة” و اخواتهما ، التي هدمت وتهدم ، كل يوم ، ما يقع عليها يدها من المعالم الاسلامية ، حتى كان هدم قبر النبي (ص) من اكبر امانيهم.
تصریحات نتنیاهو امام اجتماع مغلق لکبار المسؤولین فی حزب “اللیکود” ، والذي اعلن فيها انه في حال اراد تدمیر المسجد الأقصی فلن یتطلب هذا مجهودا کبیرا ، قد تم تسريبها لوسائل الاعلام عن قصد بهدف توجیه رسالة تهدید بتدمیر المسجد، فی إطار سیاسة التهوید التی تتبعها سلطات الاحتلال فی مدینة القدس، وتغییر معالمها وطمس هویتها.
تهديدات نتنياهو لم تثر اي ردود فعل بمستوى التهديد ذاته ، في الشارعين العربي والاسلامي ، والسبب يعود الى الوهابية وعصاباتها التي اذهبت كل القبح ، الذي يمكن ان يخطر بعقل الانسان المسلم ، فيما يخص التعرض للمقدسات الاسلامية والانسانية ، فعندما تهدد الوهابية بنسف ما تبقى من المعالم الاسلامية في مكة والمدينة وبينها قبر سيد البشر صلى الله عليه واله وسلم ، هل يمكن ان ننتظر ان يهب الشارعان العربي والاسلامي لنصرة الاقصى ، الذي يئن تحت وطأة “العدو البعيد” كما ترى الوهابية؟.
حتى المتأسلمين في البلدان العربية والاسلامية الذين يرفعون لواء الدفاع عن “التوحيد” و “السلف” ، سيكونون محرجين في اعلان موقف صريح من تهديدات نتنياهو ، فهم في حال اتخذوا موقفا واضحا رافضا لتصريحاته ، عندها سيقعون في تناقض واضح ، لسبب بسيط وهو ان الوهابية تسلك سنن الصهيونية حذو النعل بالنعل ، ويمكن تلمس ذلك في العداء الهستيري والمرضي للوهابية والصهيونية ، لكل ما هو اسلامي اصيل ، من علماء دين ومفكرين واحزاب وتوجهات فكرية وثقافية وفنية ، كما يكن تلمس ذلك من خلال سلوكيات “داعش” وجميع المجموعات التكفيرية الوهابية التي تضرب في غرب الارض وعرضها الا انها تستثني “اسرائيل” ، بل ان “اسرائيل” تحولت الى ام حنون للتكفيريين ، الذين يتلقون العلاج في مستشفياتها ، ويحصولون على الدعم العسكري واللوجستي ، كما اكدت احداث الازمة السورية منذ نحو خمس سنوات.
كان ومازال واضحا حجم الحقد الذي تكنه الوهابية والصهيونية ، للاسلام ، فإن كان من السهل تبرير الحقد الصهيوني ، الذي يستهدف كل اثر للاسلام في فلسطين المحتلة ، الا ان من الصعب جدا تبرير الحقد الوهابي للاسلام ، للانسان المسلم البسيط الذي يتعرض لقصف اعلامي وهابي على مدار الساعة ، ولاغراءات الدولار النفطي السعودي القذر ، فهذا الحقد يتحرك تحت غطاء اسلامي مزيف شعاره “التوحيد” و”السلفية” و “الدفاع عن الصحابة” ، بينما عمليا يقتلع كل اثر للاسلام من الارض والوجدان ، ويحول الاسلام الى اسطورة كباقي الاساطير التي لا تستند الى اي دليل ملموس ، ليتم افساح المجال امام الصهيونية ، لايجاد جذور لاساطيرها في ارض فلسطين ، لذلك فان الخطر الذي يتهدد الاقصى من قبل الصهاينة لا يقلل خطرا من التهديد الوهابي لقبر النبي (ص) وحتى الكعبة المشرفة.
بقلم: نبيل لطيف