لا عودةَ للتبعية والوصاية الخارجية ومسارُ عملياتنا هو التصدي للعدوان ومواجهة الجماعات التكفيرية
تأكيدات قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي في خطاب “جمعة رجب”
المسيرة- أحمد داوود
سلَّطَ قائدُ الثورة، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في خطاب له، يوم أمس، بمناسبة جمعة رجب، الضوءَ على الكثير من القضايا الهامة التي لا ينبغي نسيانُها خلال مواجهة الشعب اليمني لقوى العدوان الأمريكي السعودي منذ ما يقارب سبع سنوات.
وأعاد قائد الثورة للأذهان بأن هذا العدوان لا يزال مستمراً، ويرافقُه حصارٌ غاشمٌ على اليمن، وأن الهدفَ الأَسَاسي لانطلاق هذا التوحش خلال السنوات الماضية يأتي في سياق استهداف اليمن؛ لأَنَّه أراد التحرّرَ والخلاص من التبعية لأعداء الأُمَّــة والوصاية لأمريكا وإسرائيل.
ويذكر قائد الثورة الشعب اليمني بالوضع قبل ثورة 21 سبتمبر، حَيثُ كانت هناك وصايةٌ خارجية على رأسها أمريكا وإسرائيل واللذان هما وجهان لعملة واحدة؛ ولهذا فَـإنَّ الاستمرار في العدوان والحصار هو بهَدفِ إعادة اليمن إلى وضعه السابق والعودة من جديد إلى مربع التبعية والارتهان لأمريكا والسعودية وغيرها، لكن هذا ليس وارداً ضمن خيارات الشعب اليمني الصامد والمكافح.
ويعد التذكير بالأهداف الحقيقية للعدوان على بلادنا بمثابة رسالة للمجتمع الدولي الذي التفت مؤخّراً إلى ما يحدث في بلادنا بعد صمت دام طيلة السنوات الماضية، حَيثُ بدأت أمريكا تتصدر المشهد بالدعوة لإيقاف الحرب، متقمصة ثياب المنافقين، وموحية للعالم بأن ما يحدث في اليمن هي حرب داخلية وعداء مع السعودية تسببت في خلق أزمة إنسانية في العالم، وأن الإدارة الأمريكية تحرص على إنقاذ هذا البلد من هذه الأزمة، وهي مغالطة للرأي العام العالمي، تريد واشنطن من خلالها الخروج من أية مسؤولية لها بهذا العدوان وأنها هي “المنقذ” إذَا ما توقف العدوان.
جانب آخر سلط قائد الثورة الضوء عليه، وهو ما يتعلق بالعمليات العسكرية للجيش واللجان الشعبيّة، حَيثُ تصور أمريكا وقوى العدوان بأن ما يحدث في مأرب وغيرها هو اعتداء من قبل قوات صنعاء على هذه المدينة المسالمة، لكن السيد عبد الملك يوضح هذه المسألة، مؤكّـداً أن “كل العمليات العسكرية في كُـلّ المسارات تأتي في إطار التصدي لعدوان بدأه الآخرون علينا”، وهي حقيقة لمن يتابع المشهد اليمني منذ أكثر من ست سنوات، فالمرتزِقة وقوى العدوان قد اتخذوا من مأرب منطلقاً لكافة عملياتهم العسكرية ضد الشعب اليمني، ومنها كانت تأتي الزحوفُ على صنعاء ومديرياتها بمدرعات أمريكية وأسلحة بريطانية وغربية وبمشاركة جنود وضباط أجانب من مختلف الجنسيات، احتضنتهم مأرب طيلة السنوات الماضية، كما شارك معهم ضمن هذا العدوان الجماعاتُ الإجرامية التكفيرية المنسلخة عن الهُـوِيَّة الإيمانية، كما يقول قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
ويؤكّـد قائد الثورة بقوله: الاتّجاه التكفيري منسلخ عن شعبنا اليمني ولا يؤمن بأصالة شعبنا.. شعبنا له امتداد أصيل إيماني عبر التاريخ وُصُـولاً إلى رسول الله، وَالتكفيريون ينظرون إلى أبناء شعبنا على أنهم كفار إلا من التحق بالمذهب الوهَّـابي والجماعات التكفيرية.
ويعود قائد الثورة ليؤكّـد للجميع بأن مشكلة صنعاء وأنصار الله وكل الأحرار المناهضين للعدوان ليست مع مأرب أَو تعز أَو شبوة أَو غيرها من المحافظات، وإنما هي مع الأعداء الذين يتحَرّكون لاستهداف البلد وإعادته إلى الوصاية والتبعية الخارجية من جديد، ولهذا يقول السيد عبد الملك الحوثي: “ليست مشكلتنا مع أبناء مأرب؛ لأَنَّهم جزء من هذا الشعب وهذه الهُـوِيَّة، وأكثر أهل مأرب هم شرفاء وأحرار، ويحسون بانتمائهم لهذا الشعب والهُـوِيَّة الإيمانية، وقلة قليلة منهم يقاتلون تحت إمرة ضابط سعودي”.
وبهذا الحديث يفند قائد الثورة كُـلَّ الشبهات برغبة قوات صنعاء في التوسع والسيطرة على المدن والقرى اليمنية، فالمسألة ليس كذلك على الإطلاق، وإنما تأتي في إطار مواجهة العدوان والمرتزِقة، وتحرير البلد من دنس الغزاة والمحتلّين.
ويضرب قائد الثورة مثالاً على ذلك، مؤكّـداً أن المواطنين الذين يعيشون في المحافظات الحرة تربطهم الكثير من الروابط الإيمانية، ويعيشون في محبة وسلام، وليس بينهم قتال ومواجهات، وكل همهم هو مواجهة العدوان الباغي ومحاولة رفع الحصار عليهم.
وخلال خطابه الجامع بمناسبة جمعة رجب، لم يعر قائد الثورة أي اهتمام للدعوات الأمريكية المطالبة بوقف الحرب، ويكتفي بتوضيح حقيقة العدوان الذي تقف أمريكا على رأسه، ويفضح خططه وتوجّـهاته، داعياً أبناء الشعب اليمني للاستمرار في التصدي للعدوان، في تأكيد بأن الحديث عن إيقاف الحرب ليس سوى مُجَـرّد فرقعات إعلامية تأتي على ألسنة المسؤولين الأمريكيين، ولا تجد لها حراكاً في الواقع، ومن هنا يوجّه قائدُ الثورة أبناءَ الشعب اليمني بطريقة غير مباشرة بأن عليهم ألا يلتفتوا إلى هذه الدعوات، وأن يستمروا في الحشدِ والتعبئة لمواصلة المشوار والتصدي للعدوان، والتمسك بالقضايا الثابتة والمحورية للشعب اليمني في علاقته مع العالم، بمناصَرة القضية الفلسطينية، والوقوف مع المظلومين في العالم، والتصدي للهيمنة الأمريكية، انطلاقاً من الهُـوِيَّة الإيمانية التي تجمع كُـلّ اليمنيين.