جمعة رجب.. والعجبُ العُجاب
عبدالخالق القاسمي
لا تجتمعُ جمعةُ رجب.. بالعجب الذي نراه جليًّا عند بعض الناس.. أبداً لا يجمعُهما قلبُ رجل مؤمن يمني.. وإنما العكس..
جمعة رجب فيها نستذكرُ الأحبابَ حقاً، من أخرجونا من عبادة الأوثان إلى عبادة الله الذي ليس له ثانٍ.. سبحانَه وتعالى عما يصفون..
نستذكر مَن جعلوا للمرأة قيمتَها وحافظوا على طهارتها وعفتها.. في زمن كانت تُوَرّث فيه كما الأدوات.. وتدفن حية كالأموات.. في رجب وكيمنيين حق لنا الفخر والمباهاة بالإمام علي.. بعيدًا عن الملهاة التي تسوّقها إلينا دولُ الاحتلال في إطار الحروب الناعمة، إضافة إلى المأساة التي أوجدوها بحصارٍ عدواني غاشم وقصف تعرفون تفاصيلَه جيِّدًا في ركام المنازل وأشلاء الإنسان والحيوان..
ذكرى جمعة رجب التي احتفل بها الأجدادُ أتت في وقتٍ حساسٍ وكأنها رسالة إلهية أن تذكروا نعمة الله عليكم.. وانظروا إلى ما حولكم من أحداث.. ففيما البعضُ يحتفل بمختلف أعياد اليهود.. ويتشبّه بهم.. هناك من يتضور جوعاً.. وهناك من اضطرَّ للنزوح؛ بسَببِ العدوان ولا يجد مأوىً..
وهناك أبطالٌ تحَرّكوا للدفاع عن حياض اليمن وتسطير أروعِ الملاحم البطولية في حرب أن نكون أَو لا نكون.. وهناك الكثير من المجريات التي لا تمنع بالطبع من محبتك لزوجتك.. وإنما تستدعي الخجلَ قليلًا والابتعاد عن التمظهر وما يجرح حياءَ معظم أبناء الشعب اليمني..
أقل القليل أن تحترمَ الأسر التي تلتفُّ جثامينُ أبنائها بالأخضر؛ مِن أجلِك ومن أجل وطنك والحفاظ على السيادة والكرامة واستقلال القرار ومن أجل دينك.. بينما تبحث عن كُـلّ ما هو أحمر لترتديه، وتحتفل وتنصرف إلى أشياء بعيدة عن الواقع.
ولكن دائماً ما يكون الحديث عن هكذا أمور نسبي.. ودائماً ما تكونُ نسبةُ الطيش لدى أبناء الشعب اليمني قليلةً.. فالوعي سائدٌ ومتنامٍ.. والكلُّ يدركُ ما هو غَثٌّ وما هو سمين.. وإن كان للأعداء دورٌ.. فالله من ورائهم محيط.. وإنما الواجبُ خدمةُ الناس بما يناسبُ في كُـلّ مناسبة حتى تتعززَ روحُ الثقافة الإسلامية وتتمكّنَ الهُـوِيَّة اليمانية الإيمانية من مكائد الأعداء وتفتك بها.