استمرارُ الضربات اليمنية.. أبعادٌ كبرى
اللواء يحيى المهدي
الضرباتُ الموجعةُ والمؤلمةُ من القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيَّر اليمني في العمق السعودي دليلٌ قاطعٌ على نجاح وعظمةِ القيادة اليمنية بقيادة قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي يحفظه الله والقيادة السياسية والعسكرية التي تمكّنت بفضل الله تعالى من تحقيقِ نجاحٍ كبيرٍ جِـدًّا في مجال التصنيع الحربي الذي كان محرَّماً ومحظوراً على اليمن منذ عقود من الزمن؛ بسَببِ انبطاح الأنظمة السابقة اليمنية للسياسة الغربية والهيمنة الأمريكية والوصول باليمن إلى أسوأِ وأضعفِ حالاتِها السياسية والعسكرية والاقتصادية.
وكانت مفاجأةً صادمةً للنظامين الأمريكي والسعودي أن يصنعَ أبناءُ اليمن صواريخَ بالستية وطائرات مسيَّرة تستطيعُ قطعَ مسافة آلاف الأميال وتعبر الحدود وتتجول في سماء العدوّ السعودي وتستهدف المنشآت النفطية العملاقة والمطارات والموانئ التي تستخدم قواعد عسكرية لشن الحرب على اليمن.
أما استمرار الضربات اليمنية وارتفاع وتيرتها في الآونة الأخيرة وبشكل متواصل خلال أَيَّـام متتالية فَـإنَّ لها أبعاداً كبرى أهمُّها:
– تفوق القوة العسكرية اليمنية على الدفاعات الأمريكية المتواجدة في السعودية التي لم تتمكّن من إسقاطها وعجزت الراداراتُ الحديثة والمتطورة من التقاطها.
– نجاحُ القادةِ والساسةِ اليمنيين في إعادة بناء جيش يمني قوي مزود بكافة الأسلحة المتطورة بأيدٍ وعقولٍ يمنية خالصة وإرادَة وعزيمة وإيمان منقطعِ النظير في زمنٍ قصيرٍ وفي أحلك الظروف والأحوال.
– ضعفُ وهشاشةُ النظام السعودي الذي أنفق الملياراتِ من الدولارات لشراء الدفاعات الجوية التي أثبتت فشلها وعجزها أمام طائرات وصواريخ أبناء الحكمة اليمانية وقد تحقّق فيهم قول الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ).
– تجرُّعُ الهزيمةِ النكراءِ للنظام السعودي بعد استعراض قوتِه العسكرية واستخدامِ أحدثِ الطائرات الأمريكية والبريطانية والعالمية بداية العدوان على اليمن في عام 2015 م وتباهيه أمام العالم أنه قد دمّـر القوةَ الصاروخية اليمنية بنسبة 98 %، حسب تصريحات الناطق السابق للعدوان العسيري بداية العدوان.
– تغييرُ المعادلةِ العسكرية للدول المتقدمة التي هيمنت بها على اليمن وفرض معادلة جديدة من العدم لتكونَ هي الأقوى والأنجع والأكثر نجاحاً وتأثيراً، وقد تجلَّى ذلك من خلال الوجع الكبير للقوة الصاعدة على العدوّ السعو إماراتي المتغطرس المختبِئ خلفَ أفتك الأسلحة الأمريكية الحديثة التي لم تغنِ عنهم شيئاً ولم تزدْهم إلَّا خَبَالاً، فعجزوا عن مواجهة القوة العسكرية اليمنية لتقدِّمَ الشكاوى العاجلة لمجلس الأمن وللأمم المتحدة..
ليتجلى فيهم قول الله تعالى (إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ).
فهَـا هو الألمُ يعتصرُهم والوجعُ يقُضُّ مضاجعَهم والهزيمة تظهرُ في عجزهم وخذلانهم، ولم تنفعْهم أيةُ قوة في العالم لثقتِهم العمياءِ في الأسلحة الأمريكية والعالمية.
لكن ثقةَ اليمنيين بقوتهم المستمدة من قوة العزيز الجبار أثبتت للعالم أنها الفاعلةُ والناجحةُ، (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ).
– هذه القوةُ العسكريةُ الصاعدةُ هي من سيكونُ لها كلمةُ الفصل وإنهاءُ العدوان الغاشم على اليمن؛ لأَنَّ من أحسَنَ الإعدادَ والقوة للعدو فهو مَن سيغلِبُ العدوَّ ويهزمُهم، قال تعالى (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ)، وهذا الذي سيرهبُهم ويهزمُهم شَرَّ هزيمة.