البقرة العظمى
مرتضى الجرموزي
بقرة حلوب قالها ترامب ومَن قبله مِن الرؤساء الأمريكيين كانوا يحلبونها بصمت، وها هو الرئيسُ الجديدُ بدأ بممارسة طباع مَن سبقوه في حلب البقرة السعودية العظمى، وفي تصريحه الأخير عن دور بلاده في الحرب على اليمن فقد ظهر متناقضاً كالذي يقول (أشتي لحمي من كبشي، واشتي كبشي يمشي) قال إنه سيوقف دعم السعودية بالسلاح وسيعمل على إنهاء الحرب بالحل السياسي في الوقت الذي قال فيه إنه سيستمر في حماية المملكة السعودية من الهجمات الحوثية.
يا ترى كم هو المبلغ الذي رُصد لبايدن نظير هذا التصريح وهل ستُدفع أوراق نقدية بالعملة الصعبة أم شيك أم أن لبايدن رأياً آخر ومغايراً عن سلفه ترامب الذي ما حلب السعودية يومٍ إلا وهو يبرح رعاع نظامها شتماً وإهانة.
ونحن نرى الإداراتِ المتعاقبةَ للولايات المتحدة الأمريكية، ومع تعاقُبِ ولايتهم يتسابقون إلى حلبِ أبقار ومِعز الخليج في السعودية والإمارات والبحرين وكذا الكويت وقطر وعمان فهما لا يختلفان كَثيراً عمّن سبقوهم في التطبيع ودرِّ الحليب والنفط والأموال على أمل أن يحظوا بودِّ ورضا الأمريكان ومن خلفهم الكيان الإسرائيلي (اللقيط).
وبالنسبة للسعودية التي ترى نفسها دولة عظمى فهي إنما تكون عظمةً ديكوريةً هشة وقوة كرتونية ضعيفة وجيش عاجز عن حماية نفسه لا يستطيعُ مقاومةَ أشعة الشمس وهو من يموتُ بضربة شمس أَو زحلقة بقشر الموز، وشعبٌ غارق في الترفيه ويتسوّل لقمةَ عيشه من أمراء نعمته وورعان رؤية 2030 والتي ستجعل من المملكة السعودي هي البقرة العظمى البقرة التي لا يُجّفُ لبنُها حسب نظرية الولاء والطاعة لأسياد بقائه على كرسيّ الإمارة.
وما تلك الجيوش الذي جيّشها وحشدها لحربه على اليمن إلا كأوراق الشجر سقوطاً إلى الأرض بخزيهم وذلهم وهزائمهم في جبهات القتال، حَيثُ تاهت الجيوشُ وغرقت الحشودُ وهُزم الجمع وولّوا مدبرين منكسرين.
ومع كُـلِّ هزيمةٍ تُمنى بها مملكةُ الإرهاب نجدُ عربدتَها على نساء وأطفال ومدنيين لا شأنَ لهم بالحرب والسياسة، وإنما هي خسة وقذارة المنحطين من يصبّون جام غضبهم وحقدهم على الأبرياء ليعوّضوا خسائرَهم في ميادين المواجهة.
ونحن ومن خلال الممارسات اللا أخلاقية اللا معقولة من قبل النظام السعودي نرى أن نهاية حكمه قد دنت وأن لبن البقرة سوف يجفّ، حينها سيُذبح النظام وسيُرمى به إلى سلة النفايات وستبقى الشعوبُ العربية وقادة ثورتها وهي التي نؤمّل فيها خيراً بصحوة عارمة تجتاحُ الأنظمةَ المطبِّعةَ مع إسرائيل والعميلة للصهاينة والأمريكان، ووقتَها لن يكونَ للأمريكي وغيره من قوى الشر والضلال وقوى العربدة والاستكبار أي حق في الشؤون العربية والإسلامية..